هل الولادة الطبيعية أفضل أم القيصرية ؟ .. معلومات تهم كل حامل

الولادة الطبيعية والقيصرية

الولادة الطبيعية هي عبارة عن حدث طبيعي فسيولوجي تتوج فيه مراحل الحمل بأقسامها الثلاث، والحمل مُقسم إلى ثلاثة أقسام هي أول ثلاثة أشهر، والقسم الثاني هو ثاني ثلاثة أشهر، والقسم الثالث هو آخر ثلاثة أشهر، وعملية الولادة هي عملية لمراحل الحمل، وهي عملية إخراج للجنين المكتمل خلال فترة الحمل.

متى تلجأ السيدة الحامل للولادة الطبيعية؟

تقول “الدكتورة نور هلالات” اختصاصية النسائية والتوليد والعقم: أن كل سيدة تختلف في حملها عن الأخرى، ولا يجوز تطبيق تجارب الحمل في سيدة على سيدة أخرى، والولادة الطبيعية هي عبارة عن حدث طبيعي فسيولوجي تتوج فيه مراحل الحمل بأقسامها الثلاث.

والحمل مُقسم إلى ثلاثة أقسام هي أول ثلاثة أشهر، والقسم الثاني هو ثاني ثلاثة أشهر، والقسم الثالث هو آخر ثلاثة أشهر، وعملية الولادة هي عملية لمراحل الحمل، وهي عملية إخراج للجنين المكتمل خلال فترة الحمل ووصل إلى الشهر التاسع بعد ٣٦ أسبوع، لأن متوسط الحمل بشكل عام هو ٤٠ أسبوع، ويتم إخراج الجنين إلى بيئة أخرى خارج البيئة التي كان متواجداً فيها، والولادة الطبيعية تعني ولادة عن طريق المهبل.

وهذا هو الفرق عن عملية الولادة القيصرية التي تتم عن طريق عملية جراحية بفتح البطن، والولادة الطبيعية تتم عن طريق عدة مراحل تبدأ بتقلصات وآلام المخاض، وتنتهي بخروج الطفل عن طريق القناة المهبلية، أما الولادة القيصرية لا تمر بأي تقلصات أو آلام، وخصوصاً إذا كانت عملية مبرمج لها، وتتم بإخراج الجنين عن طريق فتح البطن والوصول إلى الرحم بعملية جراحية.

الحالات التي لا يُفضل فيها الولادة الطبيعية واختيار طريقة الولادة

أي امرأة حامل وصلت إلى الشهر التاسع وصلت إلى ٣٦ أسبوع، تتم في هذه الفترة مناقشة الطريقة المتوقع أن تلد بها السيدة، لأنه لا يوجد شيء يضمن للمرأة أن تلد طبيعياً ١٠٠٪، ويتم تحديد الولادة الطبيعية إذا كانت السيدة لا تعاني من ضيق في الحوض، والجنين نازل برأسه.

وإذا كانت المشيمة في موقعها الصحيح، وموقعها الطبيعي يكون فوق الرحم، وأيضاً يتم تحديد الولادة الطبيعية إذا كانت المرأة لا تعاني من أي أمراض مزمنة، أو أي عدوى فيروسية، وينصح المرأة بالولادة القيصرية اذا كانت نسبة الفيروس مرتفعة فيمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجنين، وأيضاً عند وجود الهربس.

وينصح المرأة بالولادة القيصرية اذا كان هناك أمراض بالقلب، أو الضغط والسكري، وإذا كان حجم الجنين كبير وتعذر إخراجه بالولادة الطبيعية، وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات قد تؤذي المرأة الحامل.

وهناك أسباب تتعلق بالجنين نفسه، إذا كان لديه تشوهات خلقية مثل استسقاء الدماغ، فهذه التشوهات تتطلب عدم تعرض الجنين لأي ضغط، وتحتاج لتدخل جراحي سريع، فيتم اللجوء لعمليات الولادة القيصرية في هذه الحالات، والمشيمة من العوامل الأساسية التي تحدد نوع الولادة.

العوامل التي تحدد الولادة الطبيعية والمتعلقة بالجنين

في زيارة الطبيب خلال ٣٦ أسبوع من الحمل، يتوقع الطبيب نوع الولادة، ويتم فحص السيدة سريرياً  وبالسونار، وتحديد مكان رأس الجنين، فإذا كان متجه نحو الحوض، ويدخل في قناة الحوض، وإذا كان وزن الجنين مناسب، والشكل العام لطول السيدة ووزنها مناسب تتم عملية الولادة الطبيعية.

وإذا كانت المرأة الحامل قصيرة يحدد ذلك عملية الولادة القيصرية، وقد حدد ذلك الأطباء والاستشاريين الكبار، ولكن لا يوجد دليل على هذا الكلام حتى الآن، والكلية الملكية البريطانية تقول أنه لا يوجد دليل على هذا الكلام، فالوزن والطول لا يحدد ذلك.

ويجب الا يكون وزن الجنين كبير حتى لا تحدث مضاعفات وعسر في الولادة الطبيعية، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات أخرى مثل النزيف وغيرها، وتكون السيدة قد قامت بعمل صورة الجنين في الشهر الخامس وتعرف من خلالها اذا كان الجنين لديه أي تشوهات خلقية، أو أي تشوهات في بناء جسمه أو رأسه أو أطرافه تمنع من الولادة الطبيعية.

ويجب تحديد مكان المشيمة اذا كانت في مكانها الطبيعي ام لا، وتحديد مقدار بُعدها عن عمق الرحم، وبعد إجراء جميع هذه الفحوصات السريرية، والفحص بالسونار، يمكن أن تفحصها الطبيبة فحص داخلي وتحدد اذا كان حوض المرأة مناسب للولادة الطبيعية أم لا.

وأضافت الدكتورة أنه إذا كانت جميع هذه الفحوصات سليمة فلا يحدد قدرة المرأة على الولادة الطبيعية غير التجربة، والتجربة في الولادة الطبيعية هي خير برهان ودليل، فمن الممكن مثلاً أن تكون المرأة بكرية ووزنها غير مناسب وقصيرة ومع ذلك تلد ولادة طبيعية، فالتجربة هو التي تحدد اذا كانت المرأة قادرة على الولادة الطبيعية في الأحمال القادمة.

أردفت الدكتورة نور أن متوسط الفترة الحملية هي ٤٠ أسبوع، وإذا كانت جميع أمور المرأة سليمة خلال فترة التسعة أشهر، وضغطها سليم، حيث يتم فحص الضغط في كل زيارة خلال فترة الحمل، ويتم فحص الجنين أيضاً وتحديد كمية السوائل اذا كانت جيدة، وقياس نبض الجنين.

وإذا كانت المرأة تعاني من تقلصات أو أوجاع أسفل الظهر، يمكن فحصها داخلياً وتحديد مدى استعداد عنق الرحم للولادة الطبيعية، وإذا استمرت أمور هذه السيدة بخير حتى الأسبوع الأربعين، يتم الانتظار ١٠ أيام بشرط أن يكون وضع الجنين ممتاز، ووضع السيدة الصحي جيد، والسوائل الموجودة حول الجنين كاملة، ولا يوجد أي نزيف أو مشاكل أو عدوى.

وعدم وجود أي ألم، يتم وقتها إرسال المرأة إلى المستشفى وعمل تحريض ولادة، ويتم في قسم الولادة بمراقبة مستمرة، واستخدام مواد تساعد على فتح عنق الرحم، ثم استخدام الطلق الصناعي، والتحريض قد يكون ميكانيكي يستخدم فيه الأدوية، أو استخدام القسطرة البولية، أو الفحص الداخلي بفصل الأغشية عن عنق الرحم.

وتتم بمراقبة تامة للجنين خوفاً من حدوث خلل في نبض الجنين، أو حدوث نزيف، وأغلب السيدات تسير أمورها بطريقة جيدة وتتم الولادة الطبيعية، وهناك حالات معينة تستدعي تحريض الولادة على أقل من ٤٠ أسبوع مثل مرضى السكر، أو عند زيادة وزن الجنين، فيتم عمل تحريض على ٣٩ أسبوع.

هناك بعض حالات تكون مصابة بارتفاع ضغط الدم، أو عوامل التخثر، ونقص ترعية للرحم، فيحدث نقص للسوائل الموجودة حول الجنين، فيتم الاطمئنان على نبض الجنين والأمور الصحية، وإذا كانت هناك أي مشاكل يتم عمل تحريض ولادة للمرأة، وينتهي التحريض بالولادة الطبيعية.

أو من الممكن ألا يتحمل الجنين التحريض وينتهي بالعملية القيصرية، وغالباً ما يكون هناك ميول لعملية الولادة الطبيعية، وتؤكد أن الولادة الطبيعية أفضل في عودة المرأة لحياتها الطبيعية، وكمية الألم الذي تتحمله المرأة من الولادة القيصرية.

ومن الأفضل أيضاً تعرض الطفل لبعض الضغط في الولادة الطبيعية حتى يولد أقوى للطبيعة، ولا يحتاج إلى الأجهزة أو التدخلات، ولكن الهدف في النهاية هو خروج امرأة سليمة مع طفل سليم بغض النظر اذا كانت الولادة طبيعية أو قيصرية.

وهناك عمليات ولادة قيصرية الآن تتم في أقل من ١٠ دقائق ويخرج الجنين بصحة جيدة، خصوصاً مع التخدير الواسع المستخدم الآن، فعمليات الولادة القيصرية الآن أصبحت أسهل من السابق وغير معقدة، فتستطيع الأم المشي والخروج والأكل بعد عملية الولادة.

فالأمور المتطورة في التخدير سهلت من عملية الولادة القيصرية، ويوجد الآن إبرة الظهر التي أصبحت منتشرة جداً، فتكون عملية الولادة بدون ألم، وتتم الخياطة تجميلية، وتكون الأجواء هادئة وبدون ألم بتجربة الولادة القيصرية، وأضافت أنه أصبح من الممكن الآن إدخال المريضة إلى عملية الولادة القيصرية على إبرة الظهر التي كانت سوف تستخدمها في عملية الولادة الطبيعية.

فعند حدوث ضغط على الحبل السري أثناء الولادة، أو انخفاض نبض الجنين، أو انفصال مفاجئ في المشيمة، يتم إدخال المرأة لعملية الولادة القيصرية باستخدام إبرة الظهر التي كانت سوف تستخدمها في الولادة الطبيعية.

ماذا يحدث عند تعسر عملية الولادة الطبيعية بعد التهيئة واستخدام إبرة الظهر؟

إبرة الظهر هي اختراع ممتاز تستطيع المرأة أن تولد من خلالها بدون ألم، وابرة الظهر تتم عن طريق إدخال قسطرة في فراغ معين في الظهر لحقن مواد تخدير معينة، ويتم أولاً إعطاء جرعة كبيرة ثم الزيادة، وإذا احتاجت المرأة للولادة القيصرية يتم إعطاء هذه الإبرة بجرعة زائدة وإدخال المرأة للولادة القيصرية.

وإبرة التخدير النصفي تكون مثل إبرة الظهر، ولكن يتم إدخال القسطرة في مكان آخر غير مكان إبرة الظهر، وباستخدام أدوية أخرى، وبنسبة تخدير أكبر، وأدوية إبرة الظهر غالباً لا تعبر إلى المشيمة، فجميع المسكنات التي تساعد في التخدير تعبر إلى المشيمة وقد تؤثر على نبض الجنين.

أما إبرة الظهر بالرغم من إعطاء كمية أدوية مخدرة عالية فإنها لا تعبر إلى المشيمة ولا تؤثر على الجنين، وغالبية أطباء النساء يفضلون إبرة الظهر، لأن الأم تلد ولادة طبيعية هادئة بدون أي ألم أو مشاكل، وبدون مشاكل للطبيب أيضاً، وإذا احتاجت إلى الولادة القيصرية يتم إدخالها إلى إبرة الظهر.

وهناك الكثير من الاقاويل أن إبرة الظهر تُحدث شلل، ولكن أغلب شيء قد يحدث بعد الإبرة هو صداع ويزول بعد شرب كمية معينة من الكافيين.

لقد زادت نسبة عمليات الولادة القيصرية في الأردن، وكانت نسبة العمليات القيصرية سابقاً لا تتجاوز ١٠٪ في القطاع العام، ولكن وصلت الآن إلى نسبة ٢٧٪ في القطاع العام، وأغلب العمليات تكون بسبب اصرار المريضة بسبب الخوف والأسباب النفسية، وقد تصل إلى ٤٠٪ في القطاع العام، والهدف دائماً من أي عملية قيصرية هو تجنب العملية القيصرية الأولى.

واقرأ هنا كذلك

مدى إمكانية الولادة الطبيعية بعد عمليه قيصرية أو العكس

تابعت “د. هلالات” أهم شيء في عمليات الولادة هو تجنب القيصرية الأولى، وفي الولادة الطبيعية قد ينخفض نبض الجنين، فيتم إعطاء الأم السوائل، وتنام على جنبها الأيسر حتى تزداد التروية، والهدف هو تجنب القيصرية الأولى، فعند تجنب القيصرية الأولى يتم تجنب الولادات القيصرية المتكررة.

وعند وجود مثلاً سيدة قامت بالولادة القيصرية لسبب ما وأرادت أن تلد ولادة طبيعية بعد ذلك، فأهم شيء أن يكون الفرق بين الحمل القيصري والولادة الطبيعية ٦ أشهر، فيفضل أن تنتظر ٦ أشهر قبل أن تحمل مرة أخرى.

وإذا أرادت الولادة الطبيعية فيفضل أيضاً الانتظار أكثر من سنة قبل الحمل التالي، ويجب تحديد سبب القيصرية الأولى، فمن الممكن أن يكون سبب في الأم أو سبب في الجنين، ويجب أيضاً تحديد موقع المشيمة في هذه الولادة، إذا كانت المشيمة في الموقع الصحيح تكون الولادة الطبيعية أسهل، ووزن المريضة إذا كان معتدل يساعد أن تلد المرأة ولادة طبيعية بعد القيصرية.

ويجب تحديد نوعية الجرح في عملية الولادة القيصرية الأولى، فإذا كان عمودي يمنع الولادة الطبيعية بعد القيصرية، ولكن إذا كان جرح أفقي في أسفل البطن فلا مانع من حدوث الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية الأولى.

وختاماً، هناك عدد معين من الولادات تحدده طبيعة جسم المرأة، لأن المريضة التي لديها التصاقات شديدة تختلف عن المرأة التي قامت بالولادة القيصرية ٥ مرات، لذلك إذا كانت كمية الالتصاقات قليلة، ولا يوجد مضاعفات، أو نقل دم، أو عدم وجود أي مشاكل أو أمراض مزمنة وقتها تكون الولادة الطبيعية سهلة بعد الولادة القيصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top