متى يجب استئصال الورم الليفي؟

تمت الكتابة بواسطة:

متى يجب استئصال الورم الليفي؟

تقول السائِلة: أنا امرأة في الثامنة والأربعين من عمري، أعاني من السكري وهو في بدايته كما قال الأطباء..

هذا بالإضافة إلى أني كنت أشكو من نزيف في منطقة الرحم وألم أسفل البطن، وكان يستمر لمدة طويلة، كنت أعتقد أنه الحيض (الطمث) إلى أن حدث في مرة من المرات واستمر إلى شهرين فذهبت إلى الطبيب فأجرى لي (سونار وتحليل)، واتضح أن لدي ورما ليفيا وتليفا في الرحم، ولكنه لم يعطني إجابة وافية، حيث أكد أنه لا علاج إلا استئصال الرحم، ولكنه لم ينصحني باستئصال الرحم وأنا في هذه السن..

هذا بالإضافة إلى أني أعرق كثيرا وأتعب كثيرا وفي بعض المرات تأتي لي حاله مثل (السيبان) أي الدوخة ولا أحس بشيء من حولي، وأشعر بأنه سيغمى علي، وكأن هناك حرارة شديدة أو برودة شديدة أسفل الرقبة ما بين الكتفين، لا أعرف بالضبط إن كانت حرارة أم برودة.. وقد أتتني هذه الحالة مرتين وتظل لمدة ساعة تقريبا.. كما أني أدخن السجائر؛ هذا بالإضافة إلى أن شعري أصبح يتساقط بكميات كبيرة جدا فهل له علاقة بالموضوع؟.. أفيدونا أفادكم الله.

أتمنى من الله أن تعطوني إجابة وافية وتقولوا لي ما لدي؟ وبماذا تنصحوني؟ وما هو علاجه؟ وهل هو خطر أم ماذا؟ وهل هناك غذاء يجب أن أبتعد عنه أو يجب أن أكثر منه؟.. وجزاكم الله كل خير..

الإجـابة

يقول د. محمد نورالدين عبد السلام —أخصائي أمراض النساء والتوليد—: يجب أن تعلمي يا سيدتي بداية أن الإصابة بالأورام الليفية أمر عادي جدًّا، ولا يدعو للقلق، حيث إنه من أكثر الأورام الحميدة شيوعا، وهناك نسبة كبيرة من السيدات لديهن تلك الأورام بأحجام مختلفة، وهي أورام تكثر عادة في الثلاثينيات، ولا تستحق كل هذا الخوف الذي لمحته في رسالتك والذي تبديه أغلب النساء، فكم من امرأة كانت لديها تلك الأورام، وظلت كذلك سنين طويلة إلى أن ظهرت الأعراض المعروفة لهذه الأورام والتي تحتم التدخل الجراحي إما باستئصال الأورام أو استئصال الرحم ككل حسب الحالة.

فإن كانت السيدة ما زالت تريد الإنجاب، وفي سن صغيرة فإنه يفضل في مثل هذه الحالة التعامل مع الورم بالعلاج الدوائي أولا خاصة إذا كان صغير الحجم (2سم أو أقل) أو أن يتم استئصال الورم إن كان كبيرا ومكانه في تجويف الرحم ومسببا لنزيف وآلام، ويمكن أن يترك الورم بدون تدخل في حالة إن كانت المرأة قد قاربت سن انقطاع الطمث، حيث إنه بعد انتهاء الدورة يصغر حجم الورم من تلقاء نفسه، والخيار الأخير هو أن يتم استئصال الرحم كعلاج حاسم ونهائي لمن لا تريد الإنجاب.

والأعراض الأساسية التي تستدعي التدخل الجراحي هي كما ذكرنا حدوث نزيف وألم، ولقد ذكرت أنه حدث لك نزيف استمر لمدة شهر وهو ما يشجع على التدخل الجراحي، ولكنك ذكرت أن طبيبك أوصى بعدم استئصال هذه الأورام، وأعتقد أن له وجهة نظر في ذلك، ولا أعلم إن كان قد وصف لك علاجاً أم لا.

عزيزتي، لا يمكنني أن أحسم هنا في قرار التدخل الجراحي من عدمه فلا علم لي هل لديك أبناء أم لا وهل تتناولين علاجا أم لا، ولكن —في رأيي الشخصي— إن كان لديك أبناء ولا تريدين الإنجاب فهنا نفضل استئصال الرحم؛ لأنه لا حاجة للرحم في هذه الحالات، وتجنبا للأعراض التي تعانين منها بسبب هذا الورم الليفي.

ولا توجد علاقة مباشرة بين تساقط الشعر والأورام الليفية إلا إذا كان النزيف قد تسبب في فقر دم وأنيميا شديدة أدت إلى حالة ضعف عام؛ وبالتالي تساقط الشعر، كما لا يوجد نظام غذائي خاص لمن تعاني من تلك الأورام، وفي حالة النزيف المستمر ننصح بتناول الفاكهة والخضروات خاصة المحتوية على نسب عالية من الحديد، وفيما يتعلق بأعراض العرق والدوخة فإني أنصح بمراجعة طبيب إخصائي باطنة، وملاحظة ضغط الدم بصورة منتظمة.

وفي النهاية، فنحن لا نملك من أمر أنفسنا شيئًا غير الأخذ بالأسباب، مع دعاء المولى القدير أن يعافيك بأمره تقبل الله منا ومنك.. اللهم آمين.

يمكنك مطالعة الاستشارات التالية لمزيد من الفائدة:


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: