ما هي أعراض الإلتهاب الرئوي وعلاجه

الرئة ، الإلتهاب الرئوي ، التهابات الرئة ، القسبة الهوائية
الإلتهاب الرئوي – أرشيفية

هل تطعيم الإنفلونزا يقي من الإلتهاب الرئوي؟

قال الدكتور “هيثم الخشمان” استشاري الأمراض الصدرية وأمراض النوم: تطعيم الإنفلونزا الموسمي عادة ما يُعد لمقاومة أكثر ثلاثة فيروسات للإنفلونزا دورانًا حول العالم، لذلك تختلف محتويات التطعيم من المواد الفعالة من عام لآخر، وبذلك يقي تطعيم الإنفلونزا الموسمي بدرجة كبيرة من إلتهابات الإنفلونزا الخطيرة التي قد تؤدي إلى الإلتهاب الرئوي.
وأيضًا يوجد تطعيم جرثومي خاص للإلتهاب الرئوي، وهو أكثر كفاءة من تطعيم الإنفلونزا لأنه تطعيم خاص بالجرثومة المسببة للإلتهاب الرئوي، وينقسم هذا التطعيم إلى نوعين أحدهما يُعطى لمرة واحدة في العمر للفئات العمرية الأكبر من ستين سنة، ونوع آخر يمكن تكراره كل خمسة سنوات.
ويمكن الجمع بين تطعيم الإنفلونزا الفيروسي وتطعيم الإلتهاب الرئوي الجرثومي في موعدة للحصول على وقاية أعلى من خطر الإلتهاب الرئوي.

ما هي آلية عمل الإلتهاب الرئوي في الجسم؟ ولماذا يؤدي إلى الوفاة؟

أشار “د. هيثم” إلى إنقسام الرئة إلى جزئين، الجزء الأول هو القصبات الهوائية التي تنقل الهواء من الجو لتمريره على الجزء الثاني وهو نسيج الرئة. ونسيج الرئة هو الجزء الإسفنجي الذي يمتص الأكسجين من الهواء ويُدخله إلى الدم ويتخلص من ثاني أكسيد الكربون ويُخرجه إلى الجو مرة أخرى عبر الزفير.

والإلتهاب الرئوي يؤثر في كل نسيج الرئة الإسفنجي مما يجعله متضخم بالسوائل، ووجود السوائل يمنع دخول الهواء إلى النسيج الرئوي وبالتالي لن تكتمل عملية تبادل الغازات ودخول الأكسجين إلى الدم وخروج ثاني أكسيد الكربون من الجسم، وهنا تبدأ المشكلات الصحية التي قد تنتهي بالوفاة لعدم قدرة خلايا الجسم على الحياة بدون أكسجين.

والإلتهاب الرئوي قد يكون بسبب فيروسي وقد يكون بسبب بكتيري، وهو ما يحدد طريقة العلاج، وعامةً لا تختلف أعراض المرض بإختلاف المُسبب.

وأكد “د. هيثم” على أن مرض الإلتهاب الرئوي من الأمراض المُعدية حيث ينتشر بين الناس عبر الرذاذ الخارج من الفم أثناء السعال والعطس، وبعد إنتقال الجرثومة إلى شخص جديد تأخذ فترة حضانتها داخل الجسم والتي لا تتعدى اليومين ثم تبدأ أعراض المرض في الظهور، وهو ما يتطلب إلتزام المريض والمعافى بالعادات الصحية السليمة مثل تغطية الأنف والفم أثناء السعال والعطس، وعدم التقارب بين السليم والمريض، وتخصيص أدوات للأكل والشرب وتخصيص مناشف للمريض وحده طول فترة المرض وعدم تشارك الآخرين معه في إستخدامها، وتقليل إختلاط المريض بالأصحاء وأصحاب الأمراض المزمنة على وجه الخصوص.

ما هي أعراض الإصابة بالإلتهاب الرئوي؟

عادةً ما تتدرج الأعراض في شدتها، فتبدأ بأعراض الإنفلونزا البسيطة، ثم إذا انتقل الإلتهاب إلى القصبات الهوائية فستشتد الأعراض نوعًا ما، وإذا وصل الإلتهاب إلى النسيج الرئوي ستشتد الأعراض إلى درجات صادمة من القوة، وعند هذه المرحلة يُصاب المريض بـ:
• السعال القوي جدًا.
• إرتفاع شديد في درجة الحرارة.
• الإعياء العام وعدم القدرة على بذل أدنى جهد.
• خروج البلغم بكثافة، وقد يخرج بلون أصفر أو أخضر، وقد يخرج معه بعض الدم وقد يخرج دم صافي.
• آلام شديدة بالصدر.
• قشعريرة كاملة بالجسم.

وأضاف “د. هيثم”: إذا أُهمل العلاج ونقص الأكسجين فعليًا من الدم فستبدأ أعراض نقص الأكسجين في الظهور ثم تحدث الوفاة. وتشتد خطورة الإلتهاب الرئوي وتتسارع وتيرة الوصول إلى مرحلة نقص الأكسجين مع الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والقلب والفشل الكُلوي، وكذلك مع مرضى نقص المناعة ومنهم المعالجون بالكورتيزون أو بالعلاج الكيماوي ومرضى الإيدز.
لذلك إذا شعر المريض بعدم تحسن الحالة الصحية رغم المداومة على تناول مضادات الحرارة والإنفلونزا في خلال يومين فقط فعليه إستشارة الطبيب فورًا وعدم التأخير لتشخيص الحالة بالفحص السريري أو بالصور الأشعية ومن ثَم وصف الأدوية المناسبة.

كيف يُعالج الإلتهاب الرئوي؟

يتوقف وصف العلاج على تحديد المسبب للإلتهاب، فإذا كان الإلتهاب ناتج عن البكتيريا فسيحتاج إلى أنواع من المضادات الحيوية، وقد يحتاج الطبيب إلى فحوصات مخبرية لعينات من البلغم أو من الدم لتحديد نوع البكتيريا وبالتالي تحديد المضاد الحيوي المناسب لها. أما إذا كان الإلتهاب الرئوي ناتج عن الفيروسات فيتم تحديدها أولًا لتحديد العلاج المناسب لها لأن الفيروسات لها مضادات خاصة جدًا لا تتشابه في تركيبها مع مضادات البكتيريا وخصوصًا مع الإلتهاب الرئوي الناتج عن فيروس إنفلونزا الخنازير.

واختتم “د. هيثم” قائلًا: لا تحتاج كل إصابات الإلتهاب الرئوي إلى دخول المستشفى، ويُلزم بدخولها الحالات المرضية التي تشتد فيها الأعراض مثل الإرتفاع الشديد لدرجة حرارة الجسم، والهدف من التنويم في المستشفى هو تناول المضادات الحيوية عبر الحقن بالوريد لسرعة مفعولها وتأثيرها العلاجي مقارنة بالأقراص والأدوية الفموية، وكذلك لتفادي المضاعفات الصحية في أولها قبل أن تتطور وتشتد.

أضف تعليق

error: