قضية الطلاق بسبب تأخر الحمل

تمت الكتابة بواسطة:

الطلاق , تأخر الحمل

يدور النقاش هاهُنا عن قضية الجَدَل؛ وهي الطلاق بسبب تأخر الحمل. وحيثُ لا يقابل مشاعر الأبوة والأمومة مشاعر أخرى ولا يعوضها شيء في الكون، والعقم نقطة صعبة في حياة الزوجين ومعه تكثر الخلافات العائلية والمشاكل الزوجية. والقليل جداً من الأزواج من يتخطى هذه المرحلة، فهل يؤدي عدم الإنجاب إلى الانفصال؟ وهل تُعد الرغبة في الانفصال أنانية أم حق للشريكين؟

أهمية الإنجاب في إنجاح الحياة بين الشريكين

تقول الدكتورة والمعالجة النفسية “رانية سليمان”، هناك نقطة مهمة يجب الانتباه إليها وهي أن الفرد يولد في بيئة وهذه البيئة هي ما تؤهل الأفراد ليكوِّنوا ما يسمى بالثنائي وشرط أساسي لهذا الثنائي لأن يكوِّنوا أسرة أن يكون بينهم عقد وهذا العقد له شروطه منذ البداية حتى يمكنهم العيش مع بعضهما بصورة طبيعية ليكون هنالك تنظيم أسري، ومن ثم من الممكن أن يعتمد ذلك الشرط على وجود خطة لإنجاب الأطفال لتأتي الصدمة الكبرى بأن يكون أحد أو كلا الشريكين غير قادر على الإنجاب والتي لا نفضل استعمال كلمة ” العقم ” عند ذكرها ولكن يمكن استبدالها بكلمة “عدم الخصوبة” مما يشكل ضغطاً عليهما بشكل كبير لأن الشريكين يشكلا امتداداً من أسرتيهما ليكوِّنوا أسرتهم الخاصة.

تعتبر الأسرة هي مؤسسة لها كيانها وأساسها المكتمل لإنشائها من خلال وجود صحة نفسية لدى الزوجين اللذان ينتقلا لعيشا في وجود الأسرة دور الأب والأم في ظل وجود الأطفال.

وفي حالة عدم وصول الزوجين لهذا الدور فإنه يشكل عليهما ضغطاً كبيراً من عدة نواحي خاصة إذا كان هذا قرار الإنجاب قرار غير طوعي وناتج عن مشاكل إما جسدية أو غيرها وخاصة إذا كانت المشكلة عند المرأة حيث يستطيع الرجل التخلي عنها بسهولة مراعاةً وأننا نعيش في مجتمع ذكوري لا يدين الرجل لأن المجتمع يرى أن هذا الرجل يجب عليه أن يقيم عائلة، ومن ثم تتعرض المرأة لضغط أكبر وقد تشعر بالذنب حيال عدم الإنجاب نتيجة عدم قدرتها على أن تكون أرضاً خصبة لتكوين الجنين بها مما يؤدي إلى القلق والخوف وبعض الهواجس التي قد تصل إلى الاكتئاب في بعض الأحيان – وفق ما تراه المعالجة النفسية ” رانية سليمان “.

هل يعتبر قرار الطلاق بسبب تأخر الحمل أنانية أم حق؟

لا يمكننا الحكم على أحد الزوجين بأنه أناني أو غيره في حال عدم الإنجاب إلا بعدما نرى كيفية الحياة التي يعيشونها من قبل من حيث الانسجام والحب والاحترام والسكينة فيما بينهما خاصة فيما يخص مسألة عدم الإنجاب؛ أم أن الرجل تزوج المرأة على أنها آلة للإنجاب والتكاثر فحسب! وحينئذ يمكننا التطرق إلى بعض القضايا الأخرى في إمكانية لوم أو عدم لوم الرجل على ما يقرره حال عدم إنجاب المرأة.

يمكننا القول كذلك بأن لكل علاقة خصوصيتها حيث هناك نماذج لاقت بعض الصعوبة في هذه المسألة وكانت هناك تداعيات سلبية لعدم القدرة على الإنجاب بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء لأن المجتمع يسلط الضوء على المرأة على وجه الخصوص لعدم قدرتها على الإنجاب بينما الرجل يتم إخفاء الأمر بأنه لا يجب التطرق إلى رجولته.

على الجانب الآخر، هناك بعض الأزواج التي يمكنها تخطي هذا الأمر ولكن بشرط أساسي هو ضرورة البدء في التردد على العيادة النفسية وضرورة وجود دعم نفسي مستمر منذ البداية للشريكين لأن ذلك يؤهلهما لتخطي العديد من العقبات والهواجس في حياتهما والتي قد تتشابه بخطر نهايتهما نتيجة عدم قدرتهما على إنجاب امتدادهما في هذه الحياة.

وأخيراً، يمكننا الاعتماد في علاجنا النفسي للزوجين الغير قادرين على الإنجاب على ترسيخ فكرة ضرورة أن يكونوا منتجين من كافة النواحي في هذه الحياة دون الاعتماد على الأولاد حال عدم وجود قدرة على الإنجاب تماماً وذلك قد يكون من خلال ممارسة العديد من الأنشطة الاجتماعية والتطوعية والنظام الداعم للأفراد.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: