فقر الدم واضطراب الدورة.. علاقة وثيقة

فقر الدم واضطراب الدورة.. علاقة وثيقة

تقول السائِلة: أنا امرأة أبلغ من العمر 26 سنة، أعاني في بعض الأحيان من فقر الدم خاصة في الصيف، حيث تضعف شهيتي للأكل، وبالتالي تنقص كمية الوجبات التي أتناولها للمساعدة في علاج فقر الدم.

كانت فترة الحيض عندي تمتد لخمسة أو ستة أيام، والدورة الشهرية حوالي 28 يوما، ولكن بعد أن تزوجت —أي منذ خمسة أشهر تقريبا— اضطربت دورتي الشهرية تماما، حيث أصبحت مدتها أقل من المعتاد (قد تصل لـ 21 يوما فقط)، أما فترة الحيض فتمتد لتصل 14 يوما في أغلب الأحيان (أقل مدة للحيض منذ زواجي 8 أيام) وهذا ما يزعجني، إذ إن طول فترة الحيض يعني لي فقدان دماء أكثر، وبالتالي التخوف من الإصابة مجددا بفقر الدم، كما أن آلام الحيض تطول (آلام في البطن والأرجل) وقد تبدأ الآلام الحقيقية بعد أسبوع من بداية الحيض.

وللإشارة فأنا لا أستعمل أيا من وسائل منع الحمل الطبية (فقط الواقي الذكري بالنسبة لزوجي أو تحري فترات الأمان).

فهل ما أعانيه من اضطرابات في الحيض والدورة الشهرية أمر طبيعي، أم أن الأمر غير ذلك؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً..

الإجـابة

يقول د. خالد سعيد -أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم-: ما ذكرته سيدتي عن العلاقة بين طول مدة الدورة الشهرية وفقر الدم هو صحيح مائة بالمائة، حيث إن كلا منهما يؤدي إلى الآخر، فالإصابة بفقر الدم تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وهو الأمر الذي يظهر لديك في طول فترة الحيض، والتي تؤدي بدورها إلى فقدان كميات كبيرة من الدم؛ مما يعزز إصابتك بفقر الدم.

كما أن ما تصفينه من آلام شديدة تأتي بعد بداية الدورة الشهرية بأسبوع أمر غير طبيعي؛ حيث إن أشد آلام الدورة تكون في أول وثاني يوم من بدايتها ويتناقص الألم بعد ذلك بالتدريج حتى يختفي.

وهناك بعض المشاكل التي تتسبب في طول فترة الحيض والشعور بآلام شديدة أثناء وبعد الدورة الشهرية، وللاطمئنان على صحتك ننصحك بالقيام بعمل أشعة بالموجات فوق الصوتية؛ للتأكد من عدم إصابتك بإحدى هذه المشكلات:

  1. وجود ورم ليفي في الرحم.
  2. وجود مشكلة البطانة المهاجرة، وتتمثل في وجود أجزاء من بطانة الرحم في غير مكانها على شكل أكياس أو عقد صغيرة.

وبعد ذلك قد تحتاجين عزيزتي للقيام بعمل تحاليل هرمونات؛ حتى يتم تشخيص حالتك، وبالتالي وصف العلاج المناسب، كما ننصحك بأن يتزامن ذلك من تناولك لأقراص حديد؛ وذلك لعلاج فقر الدم الذي تعانين منه.

وإذا كنت عزيزتي تتجنبين الحمل الآن فلا يمكنك تحري فترات الأمان كما ذكرت، وذلك لعدم انتظام دورتك الشهرية؛ لذا ننصحك أولا بضبطها مع طبيب متخصص، ويتم ذلك عن طريق أخذ نوع معين من أقراص منع الحمل لمدة شهر على الأقل أو كما يحدد لك طبيب النساء.

وفي النهاية عزيزتي نسأل الله أن يكرمك خيرا، ويهبك الصحة والعافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top