فطريات الفم لدى الأطفال.. منكم وإليكم

فطريات الفم لدى الأطفال.. منكم وإليكم

«أحمد» يسأل: ابنتي تبلغ من العمر 47 يوما، وزنها 4 كيلو -ولدت 2.75 -، كانت ترضع من أمها رضاعة طبيعية، وقد كانت تستمر في الرضاعة ساعة أو أكثر… أما الآن فقد أصابت الفطريات فم الطفلة وانتقل إلى ثدي الأم فأصبحنا نعطيها الحليب الصناعي ولي عدة أسئلة:

  1. ما هي أسرع طريقة لإزالة الفطريات، وكيف نمنع عودتها مرة أخرى؟
  2. هل تستطيع الأم عصر الحليب من الثدي وإعطاءه الطفلة؟ أم أن هذا يزيد الأمر سوءا؟
  3. وهذا هو السؤال الأهم، أن ابنتي ترضع كثيرا، فحسب معلوماتي أن الطفل في عمرها يحتاج حوالي 120 ملم من الحليب، لكن ابنتي في بعض الأحيان تبكي لطلب المزيد حتى 4 أضعاف تلك الكمية وفي أقل من ساعتين.
  4. نوم ابنتي غير منتظم فأحيانا كثيرة تنام أقل من 10 ساعات في اليوم، وأحيانا تنام أكثر من 8 ساعات نوم متواصل.

عذرا للإطالة وجزاكم الله خيرا.

⇐ د. نبيل حنفي زقدان «أخصائي طب الأطفال» تفضَّل وأجاد بالإجابة على سؤال السائِل؛ فقال: الأخ العزيز.. بخصوص الرسالة فإني أشكرك على إدخالك بيانات الطفلة موضوع الرسالة، ولم تدخل بياناتك الشخصية كما يفعل الكثيرون.

وبداية لقد سألت عن أسرع طريقة لإزالة الفطريات من فم الطفلة.. والجواب أنه لا توجد طريقة سريعة وطريقة بطيئة؛ ولكن هناك طريقة وحيدة لهذا الغرض ألا وهي العلاج.. ولعلك تسأل وما العلاج؟

والعلاج -يا سيدي- سهل وميسور.. فإذا ما كنت متأكدا من التشخيص؛ فإن هناك أنواعا من النقط والجل موجودة بالصيدليات وفائدتها أكيدة.. وبالرغم من أننا قد آلينا على أنفسنا أن يكون دورنا من خلال هذا الموقع هو دور إرشادي وليس دورا علاجيا؛ وذلك حتى لا يقع المريض ضحية للتناقض بيننا وبين الطبيب المعالج.. ولكننا نعفيك من هذا الحذر نظرا لبساطة الموضوع؛ فنقول لك إنه يمكنك استخدام نقط “ميكوستاتين”.. وأخشى ما أخشاه أن تكون قد استخدمت هذه النقط فعلا، ذلك لأن استخدام هذه النقط بالذات في هذا المرض بالذات ليس معلومة طبية، ولكنه معلومة شعبية؛ ولكن المعلومة الطبية في هذا الموضوع هي جرعة العلاج.

فلك أن تعلم أن جرعة هذا الدواء في عمر ابنتك هي 8 قطار -و ليس 8 قطرات- يومياً أي بمعدل 2 قطار كل 6 ساعات والقطار هو ملء المعيار الزجاجي الذي يكون موجودا مع الدواء ويعادل واحد مليليتر من الدواء. أما القطرة فهي النقطة الواحدة.. وطبعا القطار عيار واحد مليليتر يحتوى على حوالي 20 قطرة (نقطة).

أما إن كنت قد استخدمت هذا الدواء بهذه الجرعة ولم تحصل على نتيجة فيمكنك استخدام نوع من الجل يسمى “دكتارين” بجرعة ربع ملعقة كل 6 ساعات.

أما تجنب تكرار العدوى فيتطلب البحث عن مصدر العدوى.. وبكل أسف فإني أخشى أن يكون مصدر العدوى في هذه الحالة هي الأم نفسها، حيث تنتعش هذه الفطريات في منطقة الولادة وخاصة في حالة الحمل وتنتقل إلى الطفل أثناء الولادة.. ثم أن الطفل قد ينقلها إلى ثدي الأم أثناء الرضاعة، أي أنه “منكم وإليكم”… هذا بالطبع لا يمنع من وجود أسباب أخرى لهذه الإصابة مثل عدم تعقيم الرضاعات وسوء التغذية وأمراض نقص المناعة والاستخدام الطويل للمضادات الحيوية.. وأعتقد أن كل هذه الأسباب بعيدة عن طفلتنا العزيزة.. وبغض النظر عن السبب الآن فإن الحل الأمثل للوقاية هو علاج فم الطفلة وثدي الأم في وقت واحد.

أما سؤالك عن إمكانية عصر الثدي.. فالإجابة بنعم: يمكن عصر الثدي، وإعطاء الحليب للطفلة إذا كان هناك ما يدعو إلى تجنب رضاعة الطفلة للثدي، كأن يكون هناك التهاب حاد أو تشققات في حلمة الثدي.. ولا يزيد هذا العصر الأمر سوء كما ذكرت، ولكنه ذو فائدة كبيرة لضمان استمرار إفراز الحليب، وعدم حرمان الطفل من ثدي أمه ودخوله في معترك الرضاعة الصناعية.

أما سؤالك الثالث بخصوص كمية الرضاعة.. فإنه بلغة الأرقام تكون كمية 120 ملي لتر لكل رضعة هي فعلا متوسط الكمية المطلوبة للطفل في هذا العمر على أساس وزن 4 كجم؛ ولكن هناك إجماع في مذاهب طب الأطفال المختلفة على أن تحديد كمية الرضاعة لكل وجبة هو نوع من المحال أو الخيال.. ففي عالم الكبار نجد أن بعض الناس يأكل كثيرا وبعضهم يأكل قليلا، ومنهم من يفضل نوعا معينا من الطعام وبعضهم يأنف من هذا النوع.. فلما ننكر على الطفل هذا الحق!! لذا فإن الاتجاه السائد هو ترك الطفل ينظم رضاعته بنفسه ولا داعي للتدخل إلا إذا كانت هناك زيادة ملحوظة أو نقص ملحوظ في وزن الطفل.. وفى حالة الابنة العزيزة فإن وزن 4 كجم في عمر شهر ونصف هو متوسط الوزن الطبيعي في هذا العمر.. فلمَ القلق إذن؟!

وأخيرا.. سألت عن موضوع عدم انتظام نوم الطفلة.. وموضوع نوم الأطفال هو من المواضيع التي يطول الشرح فيها ولعلنا نعود إليها مرة أخرى بشيء من التفصيل..

ولكني في عجالة أود أن أقول لك: إن متوسط عدد ساعات النوم في عمر طفلتك هو 15 ساعة يوميًّا؛ ولكننا نستدرك فنقول إن هذا المتوسط ليس سيفا مسلطا على رقاب الأطفال.. فبعض الأطفال قد ينامون أكثر من هذا وبعضهم قد ينامون أقل من هذا.. وبعضهم ينام أكثر وقته ليلا وبعضهم ينام أكثر وقته نهاراً وذلك حسب التعود.. أما نوم الطفلة 8 ساعات متواصلة فما العجب منه؟! أفلا تنام أنت 8 ساعات متواصلة؟! لذا فإنني أرى أن برنامج نوم طفلتك طبيعي.. ومرة أخرى وأخيرة.. لا داعي للقلق.

⇐ وهنا، ومن باب التثقيف والاطلاع؛ نقرأ سويًا:

مع التمنيات الطيبة لك ولطفلتك العزيزة بالصحة والسعادة.

أضف تعليق

error: