غذاء الأم أثناء الحمل وبعد الولادة كما يجب أن يكون

تمت الكتابة بواسطة:

غذاء الحامل ، الجنين ، صحة الأم والجنين
غذاء الحامل – أرشيفية

“تعتبر التغذية من الأمور الأوْلى بالمراعاة أثناء الحمل لتأثيرها على الغذاء المباشر للأم وعلى صحتها وعلى وضع الجنين، وكذلك أيضًا في فترة ما بعد الولادة لأنها تُعد ضرورة للتعافي من الولادة، وللمحافظة على طاقة الأم لمواجهة أعباء الأمومة، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تفادي المشكلات الصحية التي من الممكن أن تُصيب الأم بسبب سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية”. ولتفاصيل أكثر تجيب عن أسئلتنا أخصائية التغذية “لطيفة المحسن”.

ما هي أساسيات التغذية للأم أثناء الحمل وبعد الولادة؟

أكدت الأستاذة “لطيفة المحسن” أخصائية التغذية على أنه لا يمكن القول بوجود حمية غذائية معينة أو برنامج غذائي بذاته لفترة الحمل أو ما بعد الولادة، إلا أن الأم فور علمها بحدوث الحمل عليها الالتزام بنظام غذائي صحي ومتنوع ومتكامل العناصر الغذائية، أي النظام الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية كالبروتينات والفيتامينات والمعادن والأملاح والدهون المفيدة وبالكميات الكافية لاحتياجات الجسم.

ويشمل هذا النظام الغذائي التركيز على بعض العناصر الضرورية لفترات الحمل وما بعد الولادة مثل فيتامين (د) والكالسيوم، وهما عنصران مترابطان لتحسين جودة عظام الأم والجنين. كذلك ينبغي التركيز على بعض الفيتامينات والمعادن الأخرى مثل حمض الفوليك وفيتامين (أ) وفيتامين (ب).

والخلاصة ينبغي بالضرورة الحفاظ على التغذية الصحية للأم للمحافظة على صحتها وصحة جنينها، وهي المسئولية التي تقع على عاتق الأم فور القرار بالحمل، لأن مثل هذا القرار يجعلها مُلزمة بالتخلص من كل عاداتها الغذائية الغير صحية مهما اشتدت درجة ارتباطها بها، لأن الأم هي مصدر الغذاء الوحيد للجنين داخل الرحم وهي مسئولية ليست هينة.

ما هي الأغذية الواجب تجنبها وقت الحمل وبعد الولادة؟

أشارت “أ. لطيفة” إلى وجود مجموعة من الأغذية التي يلزم للحامل تجنبها قدر الإمكان وذكرت من هذه الأغذية ما يلي:
• الأغذية الغنية بالدهون المشبعة الضارة.
• السكريات والحلويات لتجنب الإصابة بسكر الحمل.
• المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
• المشروبات الغنية بمادة الكافيين مثل الشاي والقهوة.
• الأطعمة الحارة الغنية بالتوابل والبهارات.

وتابعت “أ. لطيفة”: من زاوية أخرى يتوجب على الأم أثناء الحمل وبعد الولادة الاهتمام بتناول الأغذية الطازجة وخاصة الفواكه بثمراتها وهو الأفضل للاستفادة بكل عناصر ومكونات ثمرة الفاكهة دون فقد شيء منها وبخاصةً الألياف، أو على هيئة العصير الطازج الغير مُحلى بالسكر الأبيض. وكل أنواع العصائر الطبيعية بلا استثناء مفيدة وذات أثر غذائي جيد على جسم الحامل والمُرضع لأنها غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية لاستعادة الجسم بُنيته وطاقته المهدورة بفعل الحمل والولادة.

ونخص بالذكر في هذا الجانب عصائر البرتقال الطازجة الغنية بفيتامين C الذي يساعد في امتصاص الحديد، فأكثر ما تتعرض له الحامل هو الإصابة بفقر الدم أو نقص الحديد الناتج عن قلة امتصاصه في الجسم، وهنا يأتي دور العصائر الحمضية التي تساعد في إسراع وإتمام عمليات امتصاصه داخل الجهاز الهضمي.

هل يختلف النظام الغذائي للأم في فترة الحمل عنه في فترة ما بعد الولادة؟

نوهت “أ. لطيفة المحسن” إلى أنه طالما أن البرنامج الغذائي متوازن ومتكامل فلا حاجة لتعديله أو تغييره، وكل ما يلزم بعد الولادة هو التركيز على الأغذية المساعدة في زيادة إدرار الحليب في الثدي لزيادة القدرة على ممارسة الرضاعة الطبيعية، ومن هذه الأغذية المساعدة ما يلي:
• شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الطبيعية بشكل عام.
• التركيز على تناول الشوفان لأنه غني بالألياف والفيتامينات والمعادن.
• التركيز على تناول الخضروات الورقية داكنة اللون لأنها تحتوي على إستروجين نباتي يساعد في إدرار الحليب.
• التركيز على تناول الأعشاب الطبيعية مثل النعناع والبابونج والشمر والكمون.

متى تلجأ الحامل إلى تناول المكملات الغذائية الدوائية؟

المكملات الغذائية بشكل عام وسواءً للحامل أو لغيرها لا يُحبذ تناولها إلا بإشراف طبي وبجرعات محددة من الطبيب المتخصص، والحامل بطبيعة الأمور لها متابعات دورية مع طبيب النساء والولادة والذي يطلب بدوره إجراء مجموعة من التحاليل والفحوصات الكاشفة لمستويات العناصر الغذائية في الجسم، وإذا استشعر الطبيب ضرورة تناول أحد أنواع المكملات الغذائية الدوائية كالحديد مثلًا فلن يتوانى في وصفه للحامل وبجرعات ملائمة لحالتها الصحية.

وأوضحت “أ. لطيفة” قائلة: بشكل عام يعتبر التحصل على العناصر الغذائية المطلوبة للجسم من الأغذية الطبيعية أولى وأفضل من الناحية الصحية، لكن إن وجدت ثمة مشكلة في امتصاص الجسم لأي عنصر من العناصر الغذائية فهنا تدخل المكملات الدوائية كبديل لابد منه.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن معظم الخلل في امتصاص العناصر الغذائية من الأغذية الطازجة ناتج عن بعض الممارسات الخاطئة، فمنتجات الألبان مثلًا غنية بالكالسيوم ولكن تناول القهوة والشاي بعدها يُفسد على الجسم امتصاص محتواها من الكالسيوم للحد الذي قد تضطر معه الحامل إلى تناول المكملات الدوائية، في حين أنها لو عدلت من سلوكياتها الغذائية بتجنب الشاي والقهوة بعد شرب الحليب ستأخذ ما يكفيها من الغذاء الطبيعي.

ما أبرز النصائح الغذائية للحامل والمُرضع؟

اختتمت “أ. لطيفة” حديثها قائلة: من أهم النصائح الغذائية للحامل والمُرضع:
• الاهتمام بتناول الطعام الصحي الطازج وتجنب كل ما هو ضار للجسم.
• توزيع الوجبات الغذائية على ساعات اليوم وعدم الاكتفاء بتناول وجبة واحدة.
• شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل.
• ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي والتمارين الخاصة بالحوامل.
• عند الشعور بأية تغيرات أو أعراض صحية طرأت على الجسم يلزم استشارة الطبيب فورًا.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: