تغذية الأم المرضعة في شهر رمضان

صورة , طفل رضيع , الأم المرضعة
طفل رضيع

للرضاعة أهمية كبيرة وفائدة عظيمة للطفل الرضيع و الأم المرضعة على حد سواء فهي تحمي الأم من العديد من الأمراض مثل السكري وسرطان الثدي كما تساعد على انخفاض الوزن بعد الولادة فضلا عن أنها تقوي بلا شك الرابط بين الأم وطفلها.

تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل وسيلة لتغذية الطفل في الأشهر الست الأولى من عمره والصيام أثناء الرضاعة لا يعرض الطفل للأذى لأنه بإمكان الأم الحفاظ على توفير الحليب وهي صائمة فالجسم يتكيف عن طريق تغيير الطريقة التي يستخدم بها السعرات الحرارية المتاحة.

يتعامل الجسم أثناء الرضاعة بشكل جيد مع الصيام وقد أثبتت الدراسات أن المرضعات اللواتي يصمن يحتفظ جسمهن بنفس التوازن الكميائي للمرضعات المفطرات أما إذا شعرت المرأة بأعراض مرضية مثل الدوار، الجفاف أو الإرهاق الشديد فيجب إستشارة الطبيب ويفضل عندها كسر الصيام.

ولتجنب تعرض الأم المرضعة للخطر أثناء الصيام، عليها ببعض الواجبات تجاه نفسها منها:
• تناول كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار وحتى السحور.
• الحفاظ على وجبة السحور مع الحرص على تنوع الأطعمة بحيث تشمل كل المجموعات الغذائية.
• تناول الأطعمة التي يظل تأثيرها في الجسم لفترات طويلة مثل الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في دقيق القمح الكامل والحبوب.
• تناول الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والبقوليات.
• الابتعاد عن الأعمال الشاقة وتجنب الخروج في وقت النهار خاصة مع إرتفاع درجة الحرارة.
• تناول المكملات الغذائية الخاصة بالأمهات المرضعات وخاصة تلك التي تحتوي على الفيتامين د.

على الأم المرضعة أن تحاول تنظيم وجباتها كل 3 -4 ساعات بعد انتهاء الصيام والتنويع من جميع المجموعات الغذائية لكي تتمكن من الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها جسم الطفل.

وفي حالة الشعور بالإعياء الشديد أو بكاء الطفل المستمر يجب حينها إستشارة الطبيب على الفور.

ويفيدنا في هذا الأمر الدكتور سامر الجنيدي أخصائي بأمراض الأطفال من المشفي الدولي الحديث بدبي.

للصيام فوائد عديدة ولكن هناك بعض الحالات التي يتعذر فيها الصيام لأسباب صحية معينة ومن هذه الحالات المرأة المرضعة.

قال “د. سامر” عن أهمية الرضاعة الطبيعية الحصرية للطفل في الستة أشهر الأولى من عمر الطفل فالعديد من الأمهات يدخلون الحليب الصناعي للطفل ولا ينصح بذلك لأن الرضاعة الطبيعية الحصرية للطفل مفيدة له وإذا حدث ذلك لا ننصح الأم بالصوم حتى لا تتعرض للجفاف وبالتالي يقل نسبة الحليب لديها مما يعرض الطفل للجوع.

كيف يمكن للصيام أن يؤثر سلبا على الأم المرضعة؟

لأن جزء من مخزون الأم الغذائي تعطيه الأم لطفلها أثناء الرضاعة وبالتالي يؤثر ذلك عليها في الصوم وبعد الستة أشهر الأولي للطفل يمكننا إدخال بعض الأطعمة للطفل مثل الخضروات والفواكه واللحوم وصفار البيض.

وبالتالي كمية الحليب التي سيحتاجها الطفل تقل فتستطيع الأم وقتها الصوم في حال أنها لا تتعرض للعطش الشديد أثناء الصيام مع الرضاعة.

أيضا الجو يؤثر في قرار الأم بالصوم فمثلا إذا كانت الأم المرضعة تجلس في المنزل ولا تتعرض لحرارة الجو فيكون الوضع أفضل بكثير من الأم التي تنزل أثناء الصيام في الجو الحار.

هل يتأثر الطفل بصيام الأم من حيث كمية الحليب وتركيبه؟

على عكس الحليب البقري الذي يتكون ويختزن بالغدد اللبنية لدى البقرة فالحليب البشري يتم إفرازه أثناء الرضاعة حيث أن منعكس المص يفرز لدى الأم هرمون البرولاكتين الذي بدوره يفرز الحليب وذلك يعطي حماية للأم الصائمة وكمية الحليب التي يتم إفرازها فيمكن للأم التحكم في عدد الرضعات على ألا تجهد نفسها لمرحلة الجفاف.

وأكد الدكتور سامر على أن تعرض الأم المرضعة للتوتر والاضطرابات النفسية قد يؤثر سلبا على الطفل فتؤدي إلى العقد النفسية لدى الطفل.

ما هي المأكولات التي تفيد الطفل بعد عمر الستة أشهر؟

الرضاعة الطبيعية لابد أن تكون حصرية للشهر السادس من عمر الطفل أما إذا كانت الرضاعة مختلطة بحليب الفورميلا أو الحليب الصناعي فيمكن البدء في إدخال الطعام الصلب من نهاية الشهر الرابع ونقوم بإدخال الفواكه والخضروات وبعد الشهر السادس يمكننا إدخال البروتينات الحيوانية بداية بالدجاج ثم اللحوم و صفار البيض ويمكن إعطاء اللحوم بداخل الشوربة وأيضا تناول الشوربة مع البطاطس والكوسة والجزر.

والبروتين يعطي شعور بالشبع لدي الأطفال. الحبوب مثل القمح بمستحضراته مفيد جدا للطفل ويعطيه شعورا بالشبع. ودائما ما يقول الدكتور سامر أن أسوء حليب والدي هو أفضل من أفضل حليب صناعي.

ما هي النصائح لتغذية الأم المرضعة أثناء الصيام؟

يجب على الأم الاهتمام بالتغذية المتوازنة الغنية بالعناصر الغذائية من الدسم والبروتين والكربوهيدرات بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الموجودة في الفواكه والخضروات والابتعاد عن العادات الرمضانية الخاطئة من تناول الحلوي عالية الدسم بل يجب التركيز على الوجبات الصحية المتوازنة.

وأكد الدكتور على أهمية الرضاعة الطبيعية وأنها هي حجر الأساس في تغذية الطفل.

وتنصح منظمة الصحة العالمية الدول النامية الإبقاء على الرضاعة الطبيعية فحليب الأم يحمل مضادات تعمل على إعطاء مناعة للطفل تحميه من الإصابة بالعديد من الأمراض.

بالإضافة إلى أن الرضاعة المبكرة في أول نصف ساعة بعد الولادة يساعد بشكل كبير في إدرار الحليب.

إن إنتاج الحليب يرتبط بمص الطفل، فالطفل يأخذ من جسم الأم من مخزونها الغذائي وبالتالي تستطيع الأم إرضاع طفلها أثناء الصيام أو في حالة سوء التغذية المتوسطة وليست الشديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top