طفلي يتلعثم بعد الحمل، هل له علاقة بالحمل؟

طفلي يتلعثم بعد الحمل، هل له علاقة بالحمل؟

تفاصيل الاستشارة: طفلي يبلغ من العمر عامين ونصف، وأنا حامل في الطفل الثالث، ومنذ شهر بدأ ابني يتلعثم في الكلام، يتكلم فتجده يقف عند حرف ويردده كثيرا، وأحيانا يكمل، وأحيانا يقول لا أعرف، هل هذا له علاقة بالحمل أم أنه بحاجة إلى طبيب نفسي أو تخاطب؟ علما بأنه كان يتحدث جيدا قبل هذه الفترة، وينطق جملا سليمة.

⇐ د. نهلة نور الدين «استشاري الطب النفسي» أجابت السائلة؛ فقالت: سيدتي الفاضلة.. نحن نتكلم الآن عن حالة تلعثم لطفل في سن عامين ونصف، وبداية لا نستطيع أن نقول “تلعثم” قبل سن 5 سنوات إذ إنه قبل ذلك نطلق عليها اسم فقد الطلاقة الطبيعية، وهو أمر طبيعي ويحدث في 80% من الأطفال ما بين سن 2-5 سنوات.

وما المقصود بفقد الطلاقة الطبيعية؟

هو عدم التواكب بين نمو الجهاز العصبي والعضلات الخاصة بالنطق والحصيلة اللغوية، أي أن يكون للطفل حصيلة لغوية كبيرة تسبق نمو الجهاز العصبي اللازم لإصدار الكلام.

وهل يمكن أن تكون الحالة مؤشرا لحدوث تلعثم فيما بعد؟ أي هل يمكن أن نلجأ إلى أخصائي التخاطب قبل سن 5 سنوات؟

نعم لكن هناك علامات تشير إلى ذلك، ومنها:

  • وجود تاريخ عائلي للتلعثم.
  • أن تطول فترة التلعثم إلى أكثر من ستة أشهر، أو أن تتكرر كثيرا على مدار اليوم وبشكل ملحوظ للجميع.
  • أن يصاحب التلعثم توتر في عضلات الوجه، أو الأحبال الصوتية؛ مما يؤدي إلى رفع الصوت بشكل مفاجئ.
  • تجنب الطفل للمواقف التي تحتاج إلى الكلام.
  • تجنب وتغيير الكلمات حينما يحدث التلعثم.
  • أيضا يجب التدخل المبكر إذا كان هناك أي أعراض أخرى تشير إلى تأخر في نمو الطفل.

وإذا لم يتواجد أي مؤشر من المؤشرات السابق ذكرها، فهناك خطوات على الأبوين اتباعها لعلاج فقد الطلاقة الطبيعية، وهي:

  • عدم الضغط على الطفل للتكلم بشكل صحيح.
  • أن نكرر الكلمة التي يتلعثم فيها أمامه بشكل صحيح، على أن يظهر ذلك بصورة يغلب عليها طابع اللعب والمرح.
  • الحوارات العائلية المستمرة مع وأمام الطفل، وليكن ذلك أثناء تناول الطعام مثلا.
  • تجنب لفت نظر الطفل للمشكلة التي يعانيها بأي نقد مثل: (اتكلم بالراحة – اتكلم بصوت واطي – خد نفس) كل هذه الأشياء قد تجعل الطفل يخجل ويحجم عن الكلام.
  • حينما يكون الطفل منهكا لا نشجعه على الكلام الكثير؛ حيث إن ذلك قد يزيد من حدة التلعثم، بل يجب أن يذهب إلى فراشه للنوم.
  • التحدث ببطء وهدوء مع الطفل لإعطائه نموذجا جيدا.
  • عدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام.
  • توفير جو عائلي هادئ، وتجنب المشاكل والخلافات.

⇐ هنا أيضًا نقرأ: التعامل مع مشكلة التأتأة أو التلعثم عند الأطفال

أما عن تأثير الحالة النفسية، وإن كانت تؤدي للتلعثم أم لا، ففي الحقيقة التوتر النفسي قد يظهر بعض الأشياء الكامنة، أي أنه لا يسببها، ولكن يظهرها ويزيد من حدتها.

وبالنسبة لفقد الطلاقة الطبيعية فهو يحدث لأطفال كثيرين بنسبة تصل إلى 80% في سن 2-5 كما ذكرنا من قبل دون وجود أسباب نفسية، لكن على أي حال يمكنك أن تجنبي طفلك مشاعر الغيرة من الآن، ويمكنك ذلك ببعض الأفعال البسيطة، مثل:

  • أن تنتهزي الفرص دائما لتعطيه حضنا دافئا يشعره بالأمان.
  • العبي معه من وقت لآخر بما يناسب حالتك الصحية.
  • تحدثي معه عن الطفل القادم بإذن الله، وأنه آتٍ ليلعب معه وليكونا صديقين.
  • أشركيه في أنشطة حياتك اليومية، أي اجعلي له دورا مثل “هات يا حبيبي الطبق ده” أو “خد ده وضعه هناك”.
  • اجعليه يساعدك في ترتيب المنزل بما يناسب سنه، فالأطفال في هذه السن يعشقون مساعدة الكبار، فذلك يعزز ثقتهم بنفسهم، ويشعر الولد أنه يعتمد عليه.
  • اجعليه صديقا لك تتحدثين معه فيما يهمك، لكن بشكل مبسط يفهمه، وتحدثي معه فيما يهمه من الكرتون واللعب، وكأنك في مثل سنه.

وفقك الله وبارك لك في ولدك، وأتم حملك على خير، وجعل أولادك قرة عين لك ولوالدهما.

أضف تعليق

error: