زوجتي تخشى الجماع.. فما السبيل لعلاج ذلك؟

تمت الكتابة بواسطة:

زوجتي تخشى الجماع.. فما السبيل لعلاج ذلك؟

سائِل؛ يقول: لي استشارة سوف أفردها لكم؛ فأنا متزوج حديثًا منذ 5 أشهر تقريبًا، والحمد لله سعيد بما منَّه الله علي من صحة وزوجة صالحة هي قرة عيني.

وإليك سيدي ملخصا سريعا عن حياتي قبل وبعد الزواج حتى يتسنى لك مشاركتي على أفضل وجه.

منذ فترة ليست بالقليلة وفي أثناء تدبير نفقات الزواج، وأنا أطلع على موقعكم الرائع في تناوله لقضايا حيوية ينأى الآباء والأمهات تناولها، وبعد اطلاع واسع عن مشكلات معظم الأزواج وكيفية تحقيق السعادة في الزواج تشكلت لدي خبرة أحسبها جيدة؛ فتوكلت على الله ونجحت بفضل الله في اختيار الزوجة الصالحة ثم عقدت من دون بناء، ولكن كما تعرف سيدي فإن الجنس لدى بناتنا العربيات “تابو” أي محظور الحديث فيه.

لذا قررت أنا أنتهز فترة العقد في مناقشة زوجتي وتثقيفها جنسيًا على النحو الذي يرضي الله ودون تعد، ولكن لم ألامسها مطلقًا خلال فترة العقد فلم أتعد مسك يدها.

فاتضح لي أن زوجتي تخاف من الجنس وتخجل منه شأنها في ذلك شأن الكثير من البنات، فاشتريت لها كتابًا أحسبه رائعًا لتستزيد منه.

وجاءت ليلة البناء، وما إن دلفنا مملكتنا الصغيرة حتى اتضح لي مدى خوف وقلق زوجتي مما سيحدث، صلينا ثم نجحت بعد بعض الوقت وبفضل من الله في فض بكارتها بسهولة مني وشيء من الصعوبة على زوجتي بسبب خوفها وخجلها الزائد، (أكرر خوفها الذي حال دون أن أحصل على حقي كزوج في الإيلاج في أول أيامي)، ولكن ذلك لم يحزنني مطلقًا… ولكن كنت أسعد نفسي بوصولها إلى الذروة بضع مرات، ومساعدتها على إنزالي خارج المهبل على نحو مؤقت، فقد فضلت عدم إتمام أي ملامسات (إيلاجات) هذه الأيام خوفًا من تسرب أي إحساس سيئ لدى قرة عيني، أن تفكر مثلا أني أبني متعتي على ألمها ولكن دمت على هذا الحال طيلة أسبوع.. “نجاح في فض البكارة ولكن رعب لمجرد التفكير في أن هذا العضو الذكري سوف يحتضنها”.

ولكن خيل لي أني نجحت بخلال هذا الأسبوع في إزالة بعض المخاوف والأفكار العتيقة الهدامة، بعد أسبوع والحمد لله نجحت في الإيلاج بأقل الضرر بعد أن أصبحت زوجتي مهيأة نفسيًا لهذه العملية ولو جزئيًا ويمكن إرجاع ذلك بسبب حبها لي.

أبادل زوجتي الحديث عن كل تفاصيل العملية الجنسية ونجحت خلال فترة وجيزة جدًا في اكتشاف الأماكن الحساسة بجسدها فاستجابتها رائعة وهي غير مختتنة، ولكن مشكلتي الكبرى من الخوف غير الطبيعي؛ فزوجتي لا يزال الخوف الشديد من الإيلاج ومن البرد يلازمها إلى الآن، وأنا على يقين أنه السبب في آلامها التي تشتكيها، فمرات تحس بآلام ومرات لا، على الرغم من مداعباتي التي قد تصل لساعة ونصف والتي تصل خلالها للذروة السابقة لإيلاجي.

أقوم بدوري حيال ذلك بالحديث الدائم معها بشكل مفصل للتغلب على المشكلة التي تؤرقني ولكن لا تحزنني؛ فالعلاقة الحميمة بالنسبة لها جبل عليها صعوده أو التعبير عن عدم القدرة على اعتلائه.

أما الآن فزوجتي حامل وقد تحولت بعض المناطق بجسمها من مناطق مثيرة إلى مؤلمة جدًا حسب كلامها الذي أصدقه، أقدر ذلك نظرًا للتغيرات الفسيولوجية، ولكن أصبح إقبالها على الجنس شبه منعدم.

أنا لا أتحدث عن لقاء يومي، فمنذ زواجي والفترة بين إيلاجين تتجاوز اليومين وأحيانا أسبوع.

أعرف أنه خلال فترة الحمل تتغير بعض الأشياء، ولكن هل لدرجة أنها لا تطيق الجنس بشكل لا تعبر عنه شفهيًا وإنما أحسه أنا فأشفق عليها وأعود أدراجي؟.

وهل خوف الزوجة الزائد من آلام الإيلاج والبرد ليس بالأمر المرضي؛ أي إنه سيزول مع الوقت؟.

وفي النهاية أكرر شكري وأطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والذرية الصالحة. جزيتم خيرًا.

الإجـابة

يقول د. يوسف الدميسي -أخصائي أمراض النساء والتوليد-: عزيزي.. بداية أحبُّ أن أطمئنك بأن حالة عدم الرغبة في الجنس لدى السيدات في أثناء الحمل هي حالة طبيعية جدًّا، تحدث مع كثير من السيدات، وخاصة في الأشهر الأولى منه.

وهذا عادة ما يطلق عليه اسم “الوحام”، ويأتي بأشكال مختلفة، مثل: فقدان الشهية، وعدم الرغبة في أنواع خاصة من الأكل والشرب، والغثيان الصباحي، وكره بعض الروائح الخاصة، سواء كانت عطرية أو غيرها. وكثيرًا ما تُصاب الحوامل بالغثيان عند دخول غرفة النوم، وشم الروائح الخاصة بالزوج، وقد تصل إلى النفور المؤقت من الزوج ومن العلاقة الجنسية.

ويمكن أن ترغب الزوجة في الأكل خارج المنزل، ولا ترغب في تناول الطعام داخل المنزل أو الذي تُعِدُّه بنفسها، وأحيانًا تغيير غرفة النوم بصورة مؤقتة ربما يساعد في علاج مثل هذه الحالات.

إذن لا داعي للقلق؛ فالأمر يحتاج إلى مجرد الصبر؛ فهي مرحلة مؤقتة تمتد إلى عدة أشهر، وربما فترة الحمل بالكامل، ويجب أن يتفهم الزوج مثل هذه الحالات، ويتكيف معها.

ولمزيد من المعلومات يمكنك مطالعة المقترحات التالية:

أما عن تساؤلك الثاني ففي معظم الأحيان يكون سبب حالة الخوف هذه هو التصور الخاطئ عن عملية الجماع وعملية الإيلاج؛ حيث يكون لدى الفتاة تصور خاطئ كونته مما سمعته عن هذه الأمور، وما يحدث فيها من آلام، تجعل الفتاة المسكينة تتصور عملية الإيلاج وكأن رصاصة ستخترقها؛ فيكون دفاعها النفسي هو إحساسها بهذه الآلام، من وجهة نظرها المتكونة سلفًا، والتي ليست لها علاقة بالواقع.

ويكون العلاج غالبًا بتغيير هذه المفاهيم لدى الزوجة، أو أن يكون بوضع مخدر موضوعي في مكان الإيلاج على صورة “مرهم” لإعطائها الاطمئنان مع تكرار عملية الإيلاج بعدم وجود مشكلة حتى تتعود على ذلك.

عزيزي.. إن الأمر ميسور وسهل إن شاء الله إذا تم التعامل معه بسرعة وبدون تردد حتى لا يترك فيتفاقم؛ لأن الفشل المتكرر في حدوث الإيلاج مع طول المدة يجعل العلاج أكثر صعوبة. وإذا لم يتم التخلص من إحساس الخوف لدى الزوجة فيفضل مراجعة الطبيب النفسي.

بارك الله لك ولزوجتك ودام بينكما أواصر الود والمحبة ورزقكما الذرية الصالحة التي تقر أعينكما، ولا تنس أن تبشرنا بسلامة “قرة العين” والمولود المبارك.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: