حين ترتكب وزارة التربية والتعليم خطأ ما..

من الممكن أن يخطئ أحد القطاعات التابعة لوزارة الصحة، فيموت شخص بريء، وتحظى القضية بزخم إعلامي، والكل يحلل الخبر ويفسره. الكل أيضا يلقي باللائمة على جهة ما أو شخص ما، لكن في النهاية «كل واحد يروح لبيتهم».

ولربما تخطئ جهة إعلامية ما محسوبة على وزارة الثقافة والإعلام، وتثار من حولها الضجة، ويعود الكل للصراخ، والتحليل ورمي التهم، لكنهم طال الزمان أو قصر «كل واحد يروح لبيتهم».

أما حين ترتكب وزارة التربية والتعليم خطأ ما، فلا أحد يشعر بذلك. لن يأتي لك طفل الثامنة قائلا «هناك أخطاء شديدة في عملية التعليم في المنهج الحالي»، ولن يهتم مدرس ما يقاتل في سبيل تنظيم أموره المادية ما بين إيجار منزل وأقساط سيارة بالالتفات إلى سلاسة العملية التعليمية.

صحيح أن الشرفاء في كل مكان، والغيورين على مستقبل البلد لم ولن نعدمهم. لكن ما مجال الحركة المتاحة لهم إن رأى أحدهم خللا في مكان ما؟ في أفضل تقدير يكتب أحد ما خطابا ما تطويه غياهب المراسلات البيروقراطية مثلما طوت آلافا غيره.

ببساطة لن يشعر أحد بخطأ العملية التعليمية، وعندما يأتي «الكل» للحديث عن قضية تخص هذه الوزارة، يجب أن تتأكد أن هذا الحدث هو نتيجة لآلاف الأخطاء التي تراكمت على مدة زمنية طويلة، لم يتوقع أحد أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة!

يقول آلبرت إنيشتاين «لا يمكننا حل المشكلة باستخدام نفس العقول التي أوجدتها». وزارة التربية والتعليم لا تثق بآلبرت، ولا تزال تستخدم نفس العقول ونفس طرائق التفكير في تعاملها مع«شقوق» العملية التعليمية. ثم من هو آلبرت إنيشتاين؟ مجرد عالم فيزياء «ذكي بشكل مبالغ فيه»، وربما ستثبت الأيام خطأ نسبيته!

والنتيجة: في أولمبياد الرياضيات الذي اشترك فيه نخبة العقول في عملية التعليم وكانت النتائج مثيرة للخيبة، والقلق. وأخيرا وليس آخرا ما نشرته إحدى الصحف منذ فترة عن إخفاق منتجات الوزارة في أولمبياد الحاسب الآلي!

بقلم: أيمن الجعفري

أضف تعليق

error: