مزاج معاليه يحكم

تمت الكتابة بواسطة:

من المعتاد في ظل التبلد العام، عدم «توقع الكثير» من الدوائر الحكومية – إلا من رحم ربك – وإن حدث وأنجزت مهمتك بيسر وسهولة، فلسببين لا ثالث لهما، إما أن عندك واسطة «بنت لذين» أو ربي رزقك بموظف «ابن حلال». فمن المعتاد في القطاع العام عدم وجود إجراءات عمل واضحة، وعند رغبتك في الاستفسار تجد اجتهادا مختلفا في كل مرة من أكثر من موظف، أو حتى من نفس الموظف في أوقات مختلفة «مزاج معاليه يحكم».

وزارة التعليم العالي أنجزت الكثير وهكذا هي نظرتنا لها، فهي قمة الهرم التعليمي في البلد، ويحسب لها تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والحرص على إنجاحه وتيسير أمور الطلبة الراغبين في الاستفادة من هذا البرنامج الوطني الكبير بحق.

من حرص الوزارة على أن توفر للطلبة الجهد اعتمدت أحد المكاتب الأردنية لجلب قبولات لهم بشكل موحد، والتي فتحت «ليس تفضلا بالتأكيد» ثلاثة أفرع لها في كل من الرياض وجدة والدمام، لتبدأ مرحلة معاناة الطلبة المقبولين مع هذا المركز الذي لا يرغب في الإجابة عن أي من جوالاته التسعة المنتشرة في منتديات الإنترنت أو عبر إيميلاتهم التي أرسلوها للطلبة، أو تجدها مغلقة سواء من شبكة أحد مشغلي الاتصالات في السعودية أو شبكة أورانج بالأردن، أو هواتف المكاتب بتحويلاتها الثلاثة عشر في كل المدن، وفي حال زيارتهم لا يخرج منهم الطالب بإجابة أو بنتيجة، وأي متابع لمنتديات الطلاب المبتعثين يجد مواضيع عانى أصحابها الأمرين، ليبقوا ضحية اجتهادات وانتظار مرهق.

ومع بداية فعاليات الملتقى للطلاب المبتعثين ينتعش الأمل من جديد، ولكن ليس كل استفسارات الطلبة يتم الإجابة عنها من قبل المسؤولين هناك، والمعلومات التي تعطى لهم حول الأنظمة واللوائح والقوانين الخاصة بالابتعاث مهمة جدا، ولا توجد على موقع الوزارة، وكفيلة إما بتحويل مسار أو القضاء على مسيرة أحدهم التعليمية، كل ما نطالبه من وزارتنا العزيزة جمعها وتوفيرها على موقعها الجميل فعلا لتكون مرجعا وقاطعا للحيرة أو الشائعات.

بقلم: نايف أبو صيدة


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: