أشياء أتوقعها.. وتحدث

«لا تقترب من الباب، الأشياء السيئة دوما تسبقك».

التكهنات المفاجئة التي تسبق حديثي، طريقة النظرة العلوية للرأس المرهق، الكف المختبئة بطية ورقة صغيرة كانت تقول الكثير من الأحاديث البسيطة، البسيطة المنتهية بدمعة كبيرة!

لا تتفوق علي في استباق ما سيحدث، ردة فعل الغريبة القابعة أقصى قلبك.. الشتائم القادمة بهيئة حديث منمق، السقوط الشامخ بلا قدمين وأبقى صامدة!

أفسح الطريق قليلا لعلاقة منهكة، أسير وقلبي بمحاذاة يقين هش كي نسقط معا في النهاية.. تلك اللعبة السخيفة مللت منها، ما الفائدة من معرفة الشخص الذي يطرق الباب قبل أن تفتح؟! وما الضرر في سؤال: من؟ قبل أن تتقدم نحو المقبض لتتفاجأ بطريقة كاذبة أنك لم تكن تعلم، ووحدك تعرف أنك عرفت مسبقا.. قبل السؤال وقبل تشريع بابك؟ هذا الشعور الخفي بما سيحدث مرهق جدا. أحيانا أنام ويراودني حلم أن أبي اقتلع النوافذ وخلع الأبواب واستمر بشتم العالم بأقسى الكلمات الممكنة، وحاول أن يصفع والدتي وقبل أن يفعل كنت قد استيقظت مسرعة، وشعرت بالنصر لأنه لم يفعلها! وحين خرجت من غرفتي وجدت حقيبة أمي قرب الباب وبجانبها أخي الصغير يبكي! لماذا تأتي الأشياء كما أتوقعها تماما؟

ولماذا عندما فرغت من تأمل طويل في وجه زميلتي التي لا أعرفها جيدا اختنقت، ثم عرفت أنها ماتت اليوم التالي في حادث سير مريع؟

الأحاسيس الغريبة الممتزجة بشيء خارج إدراكي.. تلك التي لا أستطيع سردها لصديقة تعدني متزنة، ولا لصديق تنتهي أحاديثنا عندما ينتهي التوق فينا، فلا نعود نعرف بعدها ما علينا فعله سوى أن نقول القصائد ونغني.

عموما يا صديقي، أعرف متى سينتهي الظرف السيئ، وهذا أسوأ ما في الأمر.. ستترك القدر يقودك نحوي وتنسى بشكل كلي ما دار بيننا الآن لشدة سخفه.

بقلم: دانتيل

في مقترحاتي..

أضف تعليق

error: