تورم الأصابع.. السكري متهم بريء أحيانا

تورم الأصابع.. السكري متهم بريء أحيانا

«مسلم» يسأل: عمي مريض بالسكري منذ مدة ليست بالقصيرة يرتفع لديه السكر بنسبة 300 إلى 360 في الأحوال العادية.

أما عند الصيام أو بدون تناول الطعام فيصل إلى 140. يأخذ يوميًّا إبرة أنسولين تتراوح جرعتها بين 45 – 50 ملي جم.

منذ فترة حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر بدأ يشكو من انتفاخ وتورم في إصبع قدمه الكبير، حيث إن الألم والانتفاخ يزيد ويقل من حين لآخر، كما أنه يسبب له الألم. هل لذلك علاقة بالطعام مثلا أو بالمشي أو غير ذلك أم أن أسبابه مجهولة؟

لقد راجع عمي الطبيب وأخبره بأن سبب ذلك الانتفاخ هو مرض السكري نفسه وأعطاه علاجًا يدعى (بيورينول 300) يتناوله يوميًّا ويتناول عند الضرورة الكورتيسين، كما طلب منه تجنب اللحوم بأنواعها، علمًا بأنه لا يتناول إلا الدجاج والسمك، بعد ذلك امتنع عن جميع أنواع اللحوم، ولكنه لحد الآن لم يشهد أي تحسن في إصبعه، أسئلتي هي:

ما نصيحتكم له؟ وما تشخيصكم لحالته هذه؟ وماذا يجب عليه أن يفعل؟

هل هناك من علاج لمثل حالته؟ وما الأطعمة والأشربة التي يجب أن يمتنع عنها؟

هل يؤثر إذن أن يتناول يوميًّا كأسًا من الحليب؟ وما البديل عن الحليب لمثل حالته؟ وهل جميع أنواع اللحوم يجب منعها عنه؟

هل هناك علاج جذريّ لهذا التورم؟

كيف يستطيع تعويض القيم الغذائية الموجودة في اللحوم والحليب؟

هل يجب الامتناع عن القهوة والمشروبات الغازية والشاي؟

أشكركم جزيل الشكر، والسلام عليكم.

⇐ د. سلوى فقير «أخصائية في أمراض الغدد والتغذية والسكري» أجابت الاستشارة؛ فقالت: بارك الله لك يا أخي العزيز في عمك -أطال الله عمره وحفظه من كل سوء- ودام أواصر المحبة فيما بينكم، وجعلك من واصلي رحمك. الذين قال في جزائهم رسول الله ﷺ «من أحب أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه».

ذكرت في رسالتك أن العم العزيز يشكو من انتفاخ وتورم في إصبع قدمه الكبير، وأن الطبيب أرجع السبب إلى الإصابة بمرض السكري، وقد يكون هذا احتمالاً واردًا، فإصابات القدم عند مرضى السكري هي مظاهر في غاية الشيوع، ولكن هذا التورم احتمالاته كثيرة؛ لذا سيبقى مرض السكري بريئًا حتى تثبت إدانته، وحتى نصل إلى من هو المدان لا بد من عمل فحوصات خاصة؛ لذا فإني أنصح باتباع البروتوكول التالي للتوصل إلى التشخيص الصحيح للحالة:

  • إجراء تحليل لحمض اليوريك خلال اليوم الواحد؛ وذلك للتأكد من معدله الطبيعي لننفي احتمالات الإصابة بالنقرس والتي يستدعي تناول بعض الأدوية لخفض نسبة الحمض في الدم وإرجاعه إلى معدله الطبيعي، بالإضافة إلى تجنب اللحوم الحمراء والبقوليات.
  • إذا كانت نتيجة التحاليل طبيعية فإنه يجب التأكد من وجود أو عدم وجود التهابات في الإصبع نتيجة جراثيم أو بكتريا؛ لأنه في حالة وجود هذه الميكروبات لا بد من استعمال المضادات الحيوية مع المراقبة الدقيقة للحالة العامة مع الطبيب المختص.
  • إن لم يكن هناك جراثيم، فيجب استشارة طبيب اختصاصي في الروماتيزم والعظام والمفاصل، فربما يكون ذلك نتيجة إصابة بها، وذلك يحتاج علاج خاص وتحاليل خاصة غير التي تجرى لمرض السكري.
  • أما إذا انتفت جميع هذه الأسباب فلا يبقى أمامنا سوى الاحتمال الذي ذكره لك الطبيب وهو الإصابة بمرض السكري، ولتقليل مضاعفات السكر على القدمين يجب السيطرة على مرض السكري وقياس نسبته في الدم بشكل دوري حتى تستقر إلى المعدل الطبيعي.

وطرق السيطرة على مرض السكري محددة تحديدًا دقيقًا، وهي تقسم إلى 3 أقسام رئيسية:

  1. الأول: العلاج اللادوائي، ويشمل تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة.
  2. والثاني: العلاج الدوائي ويشمل الأقراص أو الأنسولين أو كليهما.
  3. والثالث: هو التطورات الحديثة، مثل زرع خلايا البنكرياس أو زرع كامل للبنكرياس.

ومن الملاحظ في حالة عمك -عافاه الله- أنه يعتمد بشكل أساسي على الأنسولين للسيطرة على مرض السكري، ولكن لا بد من متابعة نسبة السكر في الدم بشكل دوري؛ ليتم ضبط جرعة الأنسولين التي يتناولها إلى الحد الذي يوفر له استقرارًا في نسبة السكر للحد الطبيعي.

أما فيما يخص شرب الحليب والمشروبات الغازية والمنبهات فإنه لا مانع من شربها شريطة ألا تحتوي على سكريات سريعة وهي السكريات البسيطة سريعة الامتصاص التي لا تحتاج إلى أنزيمات لهضمها مثل سكر المائدة، العسل، التمر، الشكولاتة والحلويات بجميع أنواعها وعصير الفواكه المحلى.

ومن جهة أخرى فقد ورد في استشارتكم أن العم العزيز يصوم ولا يحافظ على الوجبات الغذائية في وقتها، وهنا أقول: إن ذلك قد يؤدي لعدة انعكاسات سلبية لا قدر الله، وتفاديا للمشاكل الصحية المتفاوتة الخطورة التي قد يتعرض لها الصائم المريض بالسكري أو الذي لا يتناول وجبته في مدة لا تتجاوز 4 ساعات، ومن أهمها:

  • تعرضه لانخفاض نسبة السكر في الدم في آخر النهار.
  • ارتفاع مفرط لهذه النسبة خلال الليل.

الشيء المؤدي إلى اختلال توازنه الذي يمكنه أن يؤدي في أقصى حد إلى الغيبوبة أو إلى زيادة حدة المضاعفات المزمنة عند المريض، ويمكنك مطالعة الاستشارة التالية لمزيد من الفائدة: من الناحية الطبية: هل يمكن لمرضى السكري الصيام في رمضان؟

كما أود أن أؤكد على أن النظام الغذائي بالنسبة لمرضى السكري يجب أن يكون مشخصًا، بحيث يجب مراعاة معطيات كثيرة منها السن والوزن والجنس ونوع الأنشطة المهنية أو الرياضية؛ لهذا من المنطقي أن يصنف النظام الغذائي حسب هذه المعطيات وأخرى.

مع العلم أن هناك معطيات مشتركة، منها:

  • عدد الوجبات: 3 رئيسية + أكلة خفيفة بعد وجبة الغداء بأربع ساعات.
  • احترام مدة زمنية بين الوجبات (أربع ساعات).
  • شرب سوائل بين الوجبات.
  • الامتناع عن السكريات السريعة وتناول البروتينات والحليب ومشتقاته والخضر بكمية غير محدودة.

أما فيما يخص الخبز والنشويات والعجائن وهي من السكريات بطيئة الامتصاص وتناولهم ضروري لتفادي انخفاض مفرط في نسبة السكر، ولكن بمقادير معينة لتفادي العكس.

وأخيرًا.. تناول الفواكه ضروري للاستفادة من الفيتامينات والأملاح المعدنية ونسبة معينة من السكر الضرورية لمريض السكري، لكن كل هذا بكمية معقولة، ولنقل مثلاً فاكهة متوسطة الحجم بعد وجبة الغداء والعشاء.

وهنا نقرأ أيضًا:

أرجو أن يمن الله تعالى على العم الغالي بالشفاء العاجل، وفي انتظار أن تتابعنا بأخباره.

أضف تعليق

error: