تعبير عن التضامن الإنساني «مقدمة – عرض – خاتمة»

أؤكِد لك أن هذا ليس ليس مجرد موضوع تعبير عن التضامن الإنساني أو مقال إنشائي عادي ومتداول بين الطلبة والطالبات في المدارس بمختلف المراحل الدراسية. لكن هذا المكتوب أدناه هو موضوع ومقال تم إعداده بعناية، وتم تضمينه بالعناصر والفقرات، والاستشهاد بالآيات والأحاديث اللازمة لتقويته وجعله على أمثَل وجه ممكن.

كما، وتم مراعاة أن يكون الموضوع مُقَسّمًا إلى: مقدمة – عرض – خاتمة. ويندرج تحت العرض العنار المناسبة لكل فقرة أو مجموعة فقرات.

موضوع تعبير عن التضامن الإنساني

مقدمة

لقد خلق الله ﷻ عباده، وربط نجاح حياتهم وصلاح معاشهم بحاجات جَمَّة لا يتيسر للفرد أن يقوم بها وحده مهما أوتي من نشاطٍ وقوة. بل هو محتاجٌ إلى من يُساعِده ويعاونه في كل شأنٍ من شؤون حياته. لذا؛ فإنَّ التضامن الإنساني والتعاون بين الناس ضرورة من ضرورات الحياة، وقاعدةٌ من قواعِد العُمران، وأساس من أسس المحبة والوِئام.

والناس بخير ما تعاونوا، والأمم بيسرٍ ورخاء ما تساندوا وتناصروا وتضافروا وتآزروا.

ومن صفات الله ﷻ أنه: المُستعَان. ومن أسمائه الحسنى: المعين. فهو الله الواحد القادر الذي يلجأ إليه النَّاس ليطلبوا منه العَوْن على ما لا يقدرون عليه من متاعب الحياة أو بغي الأحياء.

ولقد أمر الله ﷻ الأمة كلها بالتعاون وتعميم مبادئ التضامن الإنساني؛ ولكن في الأغراض الطيبة الطاهرة النافِعة للفرد والجماعة. ونهى عن التعاون على باطلٍ أو عدوانٍ أو قطيْعة أو إثم أو ضرر أو رذيلة. فقال -جل وعلا- ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.

التضامن في الإسلام

لقد جاء الإسلام، وهو دين الفضائِل الخُلُقيّة، والكمالات الاجتماعية. فأمر كل مسلم أن يكون عونًا لأخيه المُسلِم. يشاطره سراءه وضراءه، يقضي حاجته، يُغيث لهفته، يكشف كربته، يهمه من مصلحة أخيه ما يهمه من مصلحة نفسه، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره لأخيه ما يكره لنفسه.

فلقد شبَّه نبي الإسلام -عليه الصلاة والسلام- جماعة المؤمنين بالبُنيان الذي يشُد بعضه بعضا. فقال في حديث نبوي عن التضامن والتعاون، وَرَدَ في صحيح البخاري «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».

كما شبَّههُم بأعضاء الجَسد الواحِد؛ فقال «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛ مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وقال في حديث شريف عن الاتحاد والتعاون -حديث صحيح- «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».

وقال «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».

أمثلة عن التضامن الاجتماعي

ولقد أشار رسول الله ﷺ إلى مظاهر للتعاون في حياة الناس في المجتمع. فقال في بيان أنواع الصدقة «وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة».

كما بيَّن الرسول ﷺ أنَّ من أدب الإسلام أن يعين المسلمون خدمهم فيما يشُق عليهم من أعمال؛ فقال «ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن فعلتم فأعينوهم».

بل إن رسول الله ﷺ قد أعطى من نفسه نموذجًا رائِعا وصورة حيَّة كريمة للتعاون السَّامي الرفيع. فقد خرج مع جماعةٍ من أصحابه في رحلة، فأرادوا أن يهيئوا شاة لطعامهم. فقال أحدهم: علي ذبحها. وقال الثاني: وعلي سلخها. وقال الثالث: وعلي طبخها. فقال ﷺ «وأنا على جمع الحطب». فقالوا له: يا رسول الله، نحن نكفيك ذلك. فقال «أنا أعلم أنكم تكفونني، ولكني لا أحب أن أتميز عليكم. فإن ﷻ لا يحب من عبده أن يتميز على أصحابه».

ومن صور التعاون والتضامن قيام العالم بتعليم الجاهل. وتعلّم الجاهِل من العالم. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من التعاون. والدفاع عن أمن الوطن واستقراره من التعاون. وحفظ ثروات الأمة من الضياع ومنع ما يهدد اقتصاد البلاد من التعاون.

ورعاية أحوال الفقراء والمحتاجين والمرضى وذوي الحاجات وذوي العاهات والأرامل واليتامى من مظاهر التضامن والتعاون.

وكل ما يفيد الجماعة من عمل ديني، أو دنيوي، أو اقتصادي، أو سياسي، أو علمي، أو أدبي؛ هو من التعاون.

فالعمل الصالح النافع للمجتمع الإنساني مهما كان نوعه وصِفته هو محبوب عند الله ﷻ. وهو البِر الذي أمرنا الله ﷻ أن نتعاون ونتضامن في تحقيقه.

فوائد التضامن

بفضل هذا التعاون على الخير والمسارعة إلى عمل الخير ترقى الأمة، وتسود المودة، والمحبة، وتقوى روابط الألفة، وتطيب بين الناس العيشة والعشرة، وتتوافر وسائل الراحة، وينهض المجتمع، وتطمئن القلوب، ويسلم الناس من كثير من المتاعِب والمصاعِب وتتوطد دعائم الأمن والاستقرار، ويسود السلام والأمان بين بني الإنسان، ويعم الخير والرخاء والاطمئنان.

هذا لأن التضامن والتعاون غريزة أودعها الله ﷻ في كثير من مخلوقاتِه. لتُحافِظ على حياتها، وتبقي على ذاتها.

نجد التعاون في أسراب النمل. فهي تدَّخر الغِذاء لنفسها وتحافظ عليه لتنتفع به في وقت الحاجة. وتتجمع وتتعاون في حال حدوثِ أي خطر يهدد حياتها.

ونجد التعاون أيضًا في جماعات النَّحل. فهي تتعاون في دِقةٍ وتنسيق في سبيل القيام بأعمالها، وبِناء بيوتها وصيانة خلاياها، وإنتاج الشراب المختلف الألوان الذي فيه شفاء للناس.

والتعاون ملحوظٌ في الطيور، وفي غيرها من الحيوانات، والكائنات والمخلوقات. فإننا نراها جماعات جماعات، فهي تتكتل وتتعاون حين مواجهة المخاطِر والصّعوبات.

خاتمة

وبعد كل هذا؛ فلا يجدر ببني الإنسان؟ أن يكون التعاون بينهم في أسمى صوره ومظاهره. وقد كرمهم الله ﷻ وفضَّلهم، حيث قال في سورة الإسراء ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top