موضوع تعبير عن رحلة الإسراء والمعراج «بالعناصر والاستشهاد بالآيات والأحاديث»

موضوع تعبير عن رحلة الإسراء والمعراج

في هذه الأيام من شهر رجب يبدأ التكليف لطلاب المدارس بكتابة موضوع تعبير عن رحلة الإسراء والمعراج في فصولهم الدراسية المختلفة. وذلِك لما هو شائِع بين الناس أن هذه المعجزة كانت في هذا الشَّهر. ومن هُنا، نقوم نحن -كَتَبَة موقع المزيد- بتوفير مقال رائِع ومُفعَم بالمعلومات والآيات والأحاديث والمواقِف الثابِتة في هذه الرحلة وبخصوصها. كل هذا لنَضَع بين يدي طلابنا الأعزاء موضوع تعبير/إنشاء كامل متكامل إن شاء الله.

مقدمة

إن شهر رجب من الأشهر الحرم التي أُمرنا بتعظيمها، وأن نكثر من الصالحات فيها. وقد كان أصحاب رسول الله ﷺ يقدرون هذا الشهر حق قدره. وقد أشار إلى ذلك النبي ﷺ حين أكثَر من الصيام في شعبان. فلما سُئل قال «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». فأشار ﷺ إلى أن النَّاس قد جرت عادتهم في ذلك الزمان على تعظيم هذا الشهر المبارك.

وعند أكثر الناس أن معجزة الإسراء والمعراج التي أكرَم الله بها نبينا محمدا ﷺ كانت في شهر رجب.

لماذا كان الإسراء والمعراج؟

إن معجزة الإسراء والمعراج، معجزة حِسية ساقها الله ﷻ تكريما لنبيه محمد ﷺ. بعدما عانى من أعراض المعرضين. وتكذيب المكذبين. مات عمه أبو طالب، ثم ماتت زوجه خديجة -رضي الله عنها- التي كانت له وزير صِدق. ففقد النبي ﷺ السند الخارجي المتمثل في عمه أبي طالب. والسند الداخلي الممثل في زوجه خديجة -عليها من الله الرضوان-.

خرج الرسول ﷺ إلى الطائف؛ يدعوهم الله، يأمرهم بالمعروف، ينهاهم عن المنكر. لكن القوم كانوا لِئاما مُعرضين ولآيات الله معاندين. فأبوا أن يقبلوا منه دعوته، وسخروا منه. وما اكتفوا بذلك حتى أغروا به سفهاءهم. وقفوا له على سماطين؛ يرجمونه بالحجارة. حتى دمَّوا عقبيه الشريفتين.

ما استطاع النبي ﷺ أن يدخل مكة إلا في جِوار المُطعم ابن عدي بعد ما بلغ أهل مكة صنيع أهل الطائف به.

في تلك الأحوال، بعدما تنكرت له الأرض، وبعدما تصدى له صناديد الكفر؛ الله -ﷻ- أكرمه بهذه المعجزة. من أجل أن يفتح له أبواب السماء. من أجل أن يُكرَّم من خيار خلق الله من الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقربين.

رحلة الإسراء والمعراج

١. الإسراء

يؤتى -صلوات ربي وسلامه عليه- بالبراق. وهو دابة فوق الحمار ودون البغل. يضع حافِره حيث ينتهي طرفه.

لماذا أوتي بالبراق، وقد كان الله قادرا على أن يحمله من مكة إلى بيت المقدس كرمية حجر؟ قال أهل العلم: الله ﷻ أراد أن يُكرِم نبيه ﷺ بالركوب، لأن الراكب أفضل من الماشي. وأراد أن يؤنِسه بالعادة في مقام خرق العادة. أراد أن يؤنسه بأمر معتاد في رحلة غير معتادة. وأرسل معه من يصحبه، وهو سفير الوحي جبريل -عليه السلام-.

أتى رسول الله ﷺ إلى بيت المقدس. وربط دابته حيث كان الأنبياء من قبله يفعلون. ثم جُمِع له الأنبياء، فتقدم بهم إماما. إشارة إلى أن رسالته خاتِمة الرسالات. وأن شريعته ناسخة للشرائع. وإن البشرية لا تحتاج إلى رسول بعد محمد ﷺ.

أتَم الله به النعمة، وأكمل الله به الدين. فلا يحتاج الناس إلى نبوة بعد نبوته، ولا إلى رسالة بعد رسالته.

٢. المعراج

ثم -بعد ذلك- عُرِج به إلى السماوات العُلى. فلقي ثمانية من الأنبياء:

  1. في السماء الأولى: آدم أبو البشر.
  2. وفي الثانية: ابني الخالة يحيى وعيسى.
  3. وفي الثالثة: يوسف. فإذا هو قد أوتي شطر الحُسن.
  4. وفي الرابعة: إدريس ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾.
  5. وفي الخامسة: المُحبب في قومه هارون بن عمران.
  6. وفي السادسة موسى “عليه السلام”. فلما جاوزه عليه الصلاة والسلام بكى. قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بُعِثَ من بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر ممن يدخل من أمتي.
  7. ثم في السماء السابعة: لقي إبراهيم “عليه السلام”. مسندا ظهره إلى البيت المعمور.

كل هؤلاء الأنبياء رحبوا بنبينا ﷺ. كلهم كان يقول: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. إلا آدم وإبراهيم فإنهما قالا: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.

نبينا ﷺ في تلك الرحلة المباركة، رفعه الله مكانا عليا. رأى سدرة المنتهى. ووصفها لنا؛ فقال «وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، وغشيها من نور الله ما لا أستطيع أن أصفه».

ثم رُفِعَ النبي ﷺ عليه إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام وما تجري به من أقدار الله ﷻ.

وافترض الله عليه خمسين صلاة في كل يوم وليلة. فما زال يراجع ربه، بإشارة من موسى “عليه السلام”، فحَطّ الله عنه تلك الصلوات خمسا خمسا إلى أن بلغت خمسا. ثم قال الله ﷻ ﴿ما يبدل القول لدي. هي خمس وهي خمسون﴾. نؤديها خمسا، ويكتب الله ﷻ لنا أجر خمسين صلاة.

دروس وعِبَر من الإسراء والمعراج

هذه الرحلة المباركة التي خلَّد الله ذكرها في القرآن صراحة، بالنسبة للإسراء في أول سورة بني إسرائيل. وضِمنا بالنسبة للمعراج في فواتح سورة النجم.

هذه الرحلة لا بد أن يلتمس الناس منها دروسا وعبرا.

  • أول هذه الدروس أن واجبا أن نخضع لنصوص الوحي. وما عسر علينا فهمه فواجب علينا أن نقول: ﴿قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، وهذه الآية مذكورة في سورة البقرة.
  • ثاني هذه الدروس أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين. هؤلاء الصلوات الخمس المكتوبات يا أيها المسلم؛ احرص عليها، حافظ عليها، واظب عليها. اسع إلى بيت الله ﷻ  لإيقاعها فيه. فقد قال نبينا محمد ﷺ في الحديث الشريف «من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة إلى يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وأبي بن خلف».
  • ثم ثالث هذه الدروس ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلام﴾. كل الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- كانوا مسلمين. كل الأنبياء صلوا خلف نبينا ﷺ    مأمومين. كل الأنبياء أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد ﷺ. فيقول الله ﷻ ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾.
  • ثم رابع هذه الدروس أن ربنا ﷻ ينصر عباده الصالحين، وأوليائه المقربين، وأنبيائه المُرسلين؛ بما لا يخطر على البال. ربنا ﷻ وعد، وهو لا يخلف الميعاد. قال -جل من قائل- ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾. وقال -جل من قائل- ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ | إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ | وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.

خِتامًا؛ كان هذا موضوع تعبير عن رحلة الإسراء والمعراج حاولنا من خلاله سَرد ما كان قبل الرحلتين، وما حدث أثناء الإسراء، ثم المعراج. كل هذا باختصار وإيجاز، حتى يتمكَّن الطلبة والطالبات في الفصول الدراسية أن يستنبطوا ما يرغبون في موضوعاتهم الإنشائيَّة وأبحاثهم عن هذه الرحلة المباركة والمعجزة الخالدة.

وفي الجزء الأخير من الموضوع سردنا ما جادت به الأقلام من بعض الدروس والعِبَر التي كانت من هذه الرحلة في تلك الليلة… وبالتوفيق للجميع.

أضف تعليق

error: