إنشاء عن التعاون بالعناصر والاستشهاد

تمت الكتابة بواسطة:

أيها الأحِبَّة من الطلبة والطالبات في جميع الفصول الدراسيَّة؛ مرحبًا بكُم مع موضوع إنشاء عن التعاون بالعناصر والاستشهاد؛ أعددناه من أجلِكُم بلُغَةٍ عربيَّة فصيحة قويَّة، لكي تقوموا بكتابة موضوع عن التعاون في غاية الإبداع، تحصلون من خِلاله على أعلى الدرجات.

نحاول أن نساعِدكُم في الإعداد وطرح الأفكار والعناصر، وأن نوجهكم إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحِكَم والأقوال التي تُعينكم على كتابة محتوى قوي يليق بالمتفوّقين مِنكُم.

موضوع تعبير عن التعاون بالعناصر والاستشهاد

إنشاء عن التعاون

يقول الله -عز وجل- في محكم تنزيله ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾. هذه آية عن التعاون وردَت في سورة المائدة؛ قال عنها العلماء: هذه الآية ركن من أركان الهداية الاجتماعية، فإن الناس بعضهم يحتاج إلى بعض، وقد جعلهم الله -تعالى- على درجاتٍ مختلفاتٍ ليتخذ بعضهم بعضا سخريا.

وقال الشاعر أبي العلاء المعري:

الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ … بعض لبعض وإن لم يُشعروا خدمُ

ولهذا خلق الله -تعالى- الناس مختلفين؛ فهذا غني وهو يحتاج إلى الفقير، وذلك فقير وهو يحتاج إلى الغني، وهذا قويٌ وهذا ضعيفٌ وهنا أميرٌ وذلك مأمور. الكل يحتاج إلى الكُل.

أنواع التعاون

وهذا التعاون الذي ترونه في الكون ينقسم إلى قسمين:

  • تعاون على البر والتقوى.
  • تعاون على الإثم والعدوان.

فكلُ إصلاح في الكون مردّه إلى التعاون على البر والتقوى. وكل إفسادٍ في هذا الكون، كل هذه الحروب وكل ذلك التدمير وذلك الشر الذي هو في الكون مُنذ أن كان الكون إلى أن يرث الله ومن عليها؛ كله بسبب التعاون على الإثم والعدوان.

لأن الإنسان لا يستطيع أن يفعل الخير -كل الخير- وحده، ولا يستطيع أن يفعل الشر -كل الشر- وحده.

إنشاء عن التعاون

وكما قال ابن خلدون في مقدمته العظيمة التي صارت كتابا مثلا سائِرا في الحضارة الإسلامية وغير الإسلامية؛ قال: إن الإنسان مدني بطبعه، فهذا يحتاج إلى هذا، وهذا يحتاج إلى هذا؛ حتى في رغيف الخبز لا يمكن أن يصل إليك إلا بعد أن يجتمع على صنعه عددٌ من الناس.

التعاون أمر إِلَٰهي

والبِرُّ هو كل خير، ومعناه واسعٌ جدًا. وأما التقوى فهي كل ما يقيك من الشر.

فأمر الله -تبارك وتعالى- بني آدم والمؤمنين خاصَّة في هذه الآية، لأنه صدَّرها بقوله -تعالى- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾. أمرهم أن يتعاونوا على إصلاح شؤونهم وتدبير أمورهم، ونهاهم أن يتعاونوا على كل إثم، وعلى كل عدوان، وحذرهم من ذلك. وقال لهم في آخر الآية ﴿وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.

والتعاون موجودٌ بين النَّاس. فكان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يتعاونون، وكل أحدٍ منهم يؤدي واجبه ولا يتنصَّل  عن مسئوليته. فما كانوا يحتاجون إلى الجمعيات الخيرية والعمومية والتعاونية وللتأمين التعاوني.. وإلى غير ذلك.

ما كانوا محتاجين إلى ذلك لأنهم كانوا من أنفسهم يبادرون إلى مثل هذه الأشياء.

ولكن لما تضائلت هذه المسالة وذهبت تلك الروح، احتجنا بعد ذلك إلى أن نكوّن جمعيات خيرية، وجمعيات تعاونية، وإلى مجامع تخدم العلم. احتجنا إلى ذلك لأننا تقهقرنا وتكعكعنا عن أداء واجبنا. ولو أدَّى كل واحد واجبه لما احتجنا إلى ذلك كله.

التعاون بين الصحابة

ألا يعجبكم ما قاله -عليه الصلاة والسلام- في الأشعريين؟ ففي حديث عن التعاون ثبت في صحيح البخاري وغيره، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم».

يا لحظهم إذ كانوا يفعلون ذلك. هذا هو التأمين التعاوني.

ما كانوا يحتاجون إلي تأمين ببعض لأن بعضهم يؤمِّن لبعض، وكلهم يتعاونون. بل إن بعض الصحابة من كان يؤثر أخاه على نفسه.

ولهذا قال الله -تعالى- عنهم في سورة الحشر ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.

صورة عن التعاون

فقدنا روح التعاون

وكما قلنا؛ التعاون موجود، ولكن هنالك شيء فقدناه وهو روح التعاون؛ أي أن تفعل الشيء وأنت مُحِبٌ لذلك العمل، تريد الله والدار الآخرة، تريد أن تنفع إخوانك، تريد أن تخدمهم، تريد الأجر والثواب.

هذه الروح إذا كانت موجودة فإن العمل لن يخرج خِداجًا، لن يخرج وهو مُخَلْخَل، سيخرج كاملا تامًا حسنًا.

هذه الروح -أيضًا- إذا وُجِدَت فإن معناها يسري إلى من حول ذلك الفاعِل، ويحب الناس الخير والعمل، ويتسابقون إليه. بل لو يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا.

ولكِن العاقِل إذا رأى أن العمل الذي سيبادر إليه يُفضي إلى التنازع، فإنه يترك ذلك عملا بالقاعدة المعروفة: درء المفاسد أولى من جلب المصالح. وقال الله -تعالى- في سورة الأنفال ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.

كَفّ الشر تعاون

الإنسان يستطيع أن يقدم، وقد أعطاه الله -تعالى- قدراتٍ كثيرة. فإذا لم يكن مستطيعًا على أن يقدم شيئا لإخوانه ولمجتمعه، فإن من تعاونه أن يكف شره عن الناس. فإذا كفَّ شره عن الناس فقد أدى شيئا من التعاون، حتى لا يكون عضوًا فاسدا مفسدًا في المجتمع.

ولهذا؛ سأل أبو ذر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال؛ فأخبره النبي أن من أفضل الأعمال الجهاد في سبيل الله، وسأله عن أي الرقاب أفضل.. ثم سأله بعد ذلك فقال له: يا رسول الله، فإن لم أستطع؟ أي: ماذا أفعل إذا لم أستطِع أن أُقاتِل أو لم أستطع أن أعتق رقبة.. ماذا أصنع؟

قال «تعين صانعا أو تصنع لأخرق». أي تعين إنسانًا لا يستطيع أن يصنع شيئا من الأشياء. قال: فإن لم أستطع؟ قال «تدع الناس من الشر؛ فإنها صدقة تصدق بها على نفسك».

أنظر إلى هذا التعبير البليغ، وانظر إلى سعة الإسلام وحثّه على كل خير.

نسأل الله- سبحانه تعالى- أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى ولا يجعلنا من المتعاونين على الإثم والعدوان.

أقسام الناس في التعاون

الناس مختلفون في تعاونهم على البر والتقوى. وقد قال الإمام الماوردي في كتاب أدب الدنيا والدين: إن الناس في هذه المسألة ينقسمون إلى أربعة أقسام:

  1. من يعين ويستعين.
  2. من يعين ولا يستعين.
  3. من يستعين ولا يعين.
  4. من لا يعين ولا يستعين.

فأمَّا من يعين الناس ولا يستعين؛ فهذا لا يكاد يوجد، وهذا مذهب بكماليٌ راقٍ جدًا، ولكنه قد لا يستطيع أن يعين الناس فقط، ولكنه لا يستطين؛ فإن الإنسان بطبعه محتاجٌ إلى غيره.

وأما الإنسان الذي -لا حركة ولا بركة- لا يعين ولا يستعين، فهذا إنسان كَلٌّ على الخلق، لا فائِدة فيه.

وأما من يستعين بالناس ولا يعينهم، فهذا شرٌ منه.

ولكن الدرجة الطيبة الفاضلة هي درجة إنسان يعين الناس ويستعين بهم؛ يعين الناس وهنا فضلٌ يؤديه إليهم، ويستعين أيضا بهم لأنه يحتاج إليهم. فهو يأخذ ويعطي. وهذا هو الخُلُق الرفيع الذي حثَّ عليه الإسلام، وهو الذي يوافق طبيعة الإنسان ويوافق قانون الكون.


خاتمة

بعد قرائتك لما قدمناه بالأعلى، قد يخطر ببالك أننا لم نقصِد مجرَّد موضوع تعبير إنشائي عن التعاون؛ انما رسالة بحثيَّة أو بحث مستفيض. لكِن هذا بالفعل موضوع إنشاء / تعبير عن خُلق التعاون والتعاضد والتأزر، مِما يجب أن يتحلى به الإنسان من صِفات صالِحة.

لكن لغة كتابة هذا الموضوع قويَّة وباللغة العربية الفصحى، فأنتم الآن ترون ما طرأ من تطور على التعليم في البلدان العربيَّة، وأصبح الطلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في سِباق مع هذا التطور، مما يستوجِب عليهم مواكبته وتطوير أنفسهم وذاتهم ولغة كتابتهم ليصبحوا من المتفوقين الأوائِل وليس مُجرَّد -كمالة عدد-.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: