السيطرة على الصرع ممكنة والحرص مطلوب

السيطرة على الصرع ممكنة والحرص مطلوب

«مسلم» يسأل: أمي مريضه بالصرع من 25 سنه، وكانت تأخذ إيبانوتين طول هذه السنوات وكانت تأتيها النوبات رغم أخذ الدواء، ومن سبع سنوات ذهبت إلى أحد كبار الأطباء المتخصصين بهذا المجال وأعطاها ديباكين بجانب إيبانوتين، تحسنت والحمد لله ولا زال تأتيها النوبات لكن في فترات متباعدة، وتأتيها أيضا النوبات الصغرى وهي سبحانه لمده دقائق وتكون مثلا مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين، ولكن النوبات الكبرى تأتيها كل كام شهر، ولما سالت الطبيب قال لها: لا أستطيع أفعل شيء معكى أكثر من هذا!

أنا لا أعلم هل كلامه صحيح فعلا، أي أن الصرع ليس له علاج ولا يمكن الشفاء منه نهائيا؟ وأريد أن أذهب إلى طبيب آخر فهل قراري سليم؟ أم لا يجب تغيير الطبيب؟ وهل لو ذهبت للطبيب الجديد وأعطاها أدوية أخرى ممكن تؤثر على حالتها أم كلام الطبيب الأول صحيح ونستمر معه؟

⇐ د. هشام منتصر «أخصائي المخ والأعصاب» أجاب السائل؛ فقال: الابن الغالي.. بداية أحمد فيك بحثك عن أفضل العلاجات التي تتوافق مع حالة والدتك، والله اسأل أن يعلمنا ما جهلنا من العلم الطبي وأساليب العلاج لنعين به كل مريض، وأن يجعل مجهوداتك تلك في موازين حسناتك، وأن يبارك لك في امك ويعف عنها انه سميع مجيب.

أما عن حالات الصرع بشكل عام فلم يثبت أن شفي مصاب منها تماما، حيث إنه مهما طالت فترة زمنية لمصاب صرع دون نوبات إلا أنه يفاجأ بنوبة أخرى جديدة ولو بعد حين، ولكن الوارد وما يستطيع الطبيب المعالج فعلا أن يفعله هو السيطرة على الحالة بشكل عام وتقليل النوبات ومدتها وهذا عن طريق العلاجات الطبية والنصائح السلوكية، وهذا في حد ذاته يعد شفاء وإن كان بشكل مؤقت، حيث إن مصاب الصرع يكون في كامل حالته الطبيعية في كل الأوقات عدا أوقات النوبات.

وإطالة الفترات الزمنية بين كل نوبة وأخرى يتوقف على عدة عوامل أهمها:

  • المداومة على أخذ الدواء المقرر في مواعيده المحددة وبجرعاته المحددة.
  • البعد عن مثيرات أو مسببات النوبات كالسهر ومشاهدة التليفزيون والكمبيوتر عن قرب مثلا.
  • إجراء تحليل وظائف الكبد كل ستة أشهر للنظر في نسبة تأثير الأدوية على الكبد.

وعن أفضل الطرق لحساب جرعات الدواء تقول الدكتورة نرمين كشك أن الدواء يتم تحديد نوعه وجرعته لكل شخص على حده، ويتم تفصيل خريطة العلاج لأي مصاب بطريقه خاصة يؤثر فيها حالته ووزنه وسنه والكثير من التفاصيل الأخرى، كما يتم اللجوء إلى أخذ عينه دم في الصباح قبل تعاطي الدواء وتحليل نسبة بعض المواد في الدم لتحديد أدق جرعة دواء تناسب هذا الشخص، وإذا ما سارت الأمور بهذه الطريقة فغالبا ما تأتي النتائج مبشرة بشكل كبير.

وعليه فنحن نرى عدم حاجتك إلى الذهاب إلى طبيب آخر، حيث إن طبيعة حالة والدتك تقتضي أن يحدد لها الطبيب فقط نوع الدواء والجرعة المناسبة ثم تتابعون أنتم من حولها بقية خريطة العلاج، كما أن معظم العلاجات المتاحة لمثل هذه الحالات متقاربة ولا تختلف كثيرا عن بعضها البعض، وعلى الرغم من ذلك فإذا ما قررت الذهاب إلى طبيب آخر فيجب عليك أن تبلغه بما تتعاطاه من أدوية وجرعاتها والمدة التي استمرت عليها وان كانت قد استخدمت أدوية أخرى من قبل أو لا.

⇐ ومن باب التثقيف؛ فهنا: أسماء أدوية الصرع بالعربي والإنجليزي.. ومعلومات عنها

ونذكرك أخي الكريم بالدعاء لها… والله نسأل أن يبارك لك في والدتك وأن يعف عنها ويعافيها وأن يسترها بستره الجميل، وأن يجزيها بصبرها هذا جنات وانهارا أنه على كل شيء قدير.

أضف تعليق

error: