السواك.. مطهرة للفم، مرضاة للرب

السواك.. مطهرة للفم، مرضاة للرب

تفاصيل الإستشارة: لديّ مشكلة عويصة بسبب رائحة الفم، أعاني منها منذ 5 سنوات. ذهبت إلى المستشفى للعلاج؛ فشخصوا مشكلتي بأن لديّ التهابًا في المعدة —ولكني أشك في ذلك— ثم قاموا بوصف دواء (شراب)، وقد أفادني هذا العلاج، ولكن لفترة مؤقتة؛ حيث إنني عندما أمتنع عن شربه تعود رائحة الفم الكريهة.

سمعت أن الإكثار من شرب الحليب يسبب هذه الرائحة، وأنا من المدمنين لشرب الحليب. كذلك لديّ نخر في الأسنان فهل هذا مسبب آخر؟

الإجـابة

الأخت العزيزة.. لقد ذكرتِ لنا تقريبًا السبب وراء هذه الرائحة الكريهة التي تجدينها في الفم، حيث ذكرت أن الأطباء شخصوا حالتك بأنها التهاب مزمن في المعدة. وإذا كان هذا التشخيص دقيقًا، فإن هذا يعني أن الطعام لا يتم هضمه على النحو السليم؛ مما قد يتسبب في هذه الرائحة المنبعثة من الفم، وهذا الالتهاب لا بد له من علاج، ولا يمكن أن تأخذي له علاجًا مؤقتًا فيهدأ الأمر ثم يعود؛ لذا عليك معاودة طبيبك حتى تتأكدي من التشخيص وتعالجي الأمر بدقة.

ثم إنك ذكرت سببًا آخر لهذه الرائحة في منتهى الأهمية، وهو أن هناك نخرًا في أسنانك، ولا يعقل أبدًا أن تتركيه هكذا، فهذا النخر إنما هو بيت للبكتيريا والفطريات في الفم، وفيه تتجمع بقايا الطعام ثم تتخمر وينتج عنها هذه الرائحة الكريهة، وعليك التوجه لطبيب الأسنان لعلاج أي مشكلة في الأسنان؛ لأنها تعتبر سببًا مباشرًا لرائحة الفم الكريهة. كما أنها تعتبر أيضًا مسببًا رئيسيًّا لالتهابات اللثة وكثير من الأمراض الأخرى والأعراض المزعجة، مثل ألم الأسنان والصداع وما إلى ذلك.

أما ما سمعته عن شرب الحليب فهو صحيح. حيث إن الحليب قد يسبب رائحة غير مقبولة للفم؛ لأنه سريع التخمر، ولكن كل ما عليك فعله هو غسل أسنانك بالفرشاة 3 مرات أي بعد كل وجبة. ويا حبذا لو استعملت السواك طوال اليوم فلا يفارق يديك وأسنانك؛ لأن فوائد السواك جمّة وكثيرة فهو ينظف الأسنان ويتخللها أكثر من الفرشاة العادية، وكذلك فيه مادة تحافظ على اللثة وتمنع التهاباتها. وهو كذلك يحافظ على رائحة الفم جميلة كالمسك، ولكن بعد معالجة المعدة والأسنان من أي تسوس بالطبع.

وكفانا في استعمال السواك أننا نقتدي بسنة نبينا محمد ﷺ الذي أوصانا به، فذكر لنا أن سيدنا جبريل (عليه السلام) ظل يوصيه بالسواك حتى ظن النبي ﷺ أنه سيفرض على أمته.

ولا يفوتنا أن نشير إلى أن السواك كان سبب انتصار المسلمين على أعدائهم في إحدى المعارك بلا قتال عندما رآهم العدو وهم يتسوكون فظنوا أنهم يُحمون أسنانهم حتى يأكلوهم فخافوا وفروا.

فلك أن تتخيلي هذه السنة الجميلة ليست فقط للذهاب برائحة الفم الكريهة، بل لتؤجري عليها أيضًا، وقد يتحقق بها نصر المسلمين بإذن الله ﷻ.

وهنا نقرأ أيضًا:

مع دعائنا لك بجميل الأنفاس وطيب العيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top