التعرق وخفض درجة حرارة الجسم

درجة حرارة الجسم

سنتعرف في هذا المقال على سبب انخفاض حرارة الجسم حين تتعرق. فعندما نلقي نظرة مُقربة على قطرات العرق، نُلاحظ أنها تتكون من الماء بشكل رئيسي؛ وتتكون جزيئات الماء من ذرتين هيدروجين، وذرة أكسجين ليُنتج جزيء H2O وهذه هي الجزيئات المكونة لخلايا الجلد.

لماذا تنخفض حرارة الجسم بوجود العرق؟

لمعرفة سبب انخفاض الحرارة بوجود العرق، أو الماء على الجلد، عليكم أولاً معرفة ما تعنيه درجة الحرارة؛ فعلمياً تُعبر درجة حرارة الشيء عن مقدار الحركة بين جزيئاته، فالحرارة المرتفعة تعني أن الجزيئات تتحرك أكثر.

والحرارة المنخفضة تعني أنها تتحرك أقل، وحركة الجزيئات تكون بطرق متعددة مثلاً؛ باتجاه معين، أو تهتز في مكانها، أو تلتف بشكل ما.

وفي العموم؛ كلما زادت الطاقة الحركية بين هذه الجزيئات زادت درجة الحرارة المحسوسة أيضاً.

ما الذي يرفع درجة حرارة الجلد؟

عند عمل العضلات، وقيامها بجهد ما تُطلق حرارة، هذه الحرارة الناتجة تنتقل إلى الجلد، مع أن للجلد درجة حرارة، أي طاقة حركية معينة إلا أن ذلك لا يعني أن لكل الجزيئات فيه الحركة ذاتها.

بل هي تُشير إلى معدل هذه الطاقة، فبعضها يصطدم بسرعة أكبر، أو يهتز بسرعة أكبر، أو يلتف بسرعة أكبر.

وبالمقابل بعضها يفعل ذلك بسرعة أقل. بما أن بعضها يصطدم بما حوله فإنها تصطدم بجزيئات الماء، وتجعلها تتحرك أيضاً.

وحين تصطدم الجزيئات مرتفعة الحرارة بجزيئات الماء أكثر ستنتقل بعض الطاقة الحركية إليها، أي أن جزءاً من الحرارة ينتقل إلى الماء.

وتذكروا أن حركة الجزيئات غير منتظمة؛ فبعضها يصطدم ببعض، وبعضها يلتف، بعضها سرعته كبيرة، وبعضها سرعته قليلة، وهكذا.

ودرجة الحرارة تُمثل معدل الطاقة الحركية، وفي ظل هذا التنوع بين حركة الجزيئات يظهر السؤال، أي منها يميلُ للهروب؟ أو بمعنى آخر للتبخر؟

الإجابة هي الجزيئات الأقل انجذاباً لبعضها، فجزيئات الماء تنجذب لبعضها بما يسمى الروابط الهيدروجينية؛ وهي ما يجعلها قريبة ومتماسكة.

لكن إذا تحركت إحداها بسرعة كافية، وباتجاه بعيد على الجزيئات الأخرى فإن احتمال تحررها عن الجزيئات في القطرة كبير؛ ويسمى تحرر الجزيئات من قطرة ما بالتبخر، أي إذا اكتسب الجزيء طاقة حركية كافية فإنه يتحرر من الروابط التي تجمعه بجزيئات الماء الأخرى ويتبخر.

ربما تتساءلون؛ كيف يؤثر ذلك على درجة الحرارة؟

إن الجزء الذي يملك أكبر طاقة حركية؛ هو الجزيء القادر على التحرر حاملاً معه هذه الطاقة، وتبقى الجزيئات التي لها أشكال حركة متعددة وقيام طاقة مختلفة.

لكن معدل الطاقة الإجمالية المتبقية أقل بسبب تحرر جزء منها مع الجزيء المتحرر، وبما أن الطاقة الحركية أصبحت أقل، فإن درجة الحرارة لقطرة الماء تنخفض أيضاً؛ ما يجعلها قادرة على استقبال طاقة إضافية من الجلد.

واقرأ هنا أيضًا مدخل إلى علم الأحياء وجوانبه وفوائد دراسته

أضف تعليق

error: