الانزلاق الغضروفي والتدخل الجراحي.. متى وكيف؟

الانزلاق الغضروفي والتدخل الجراحي.. متى وكيف؟

تفاصيل الاستشارة: والدتي تعاني منذ ما يزيد على 3 سنوات من آلام في الظهر، وقد كان هنالك أكثر من تشخيص لحالتها، فقد ذكر طبيب أنها تعاني من التهاب في الفقرات، وقد شخصه آخر بأنه هشاشة عظام، ومع الطبيبين قد قامت أمي بتناول الكثير من العلاجات، وقد نصحها الطبيب صاحب التشخيص الأول بأن ترتدي حزاما للظهر، وقد استراحت عليه أمي، ولكنها كانت لا تفتأ تقوم بالأعمال المنزلية الشاقة؛ فأصبحت تعاني من تنميل الرجلين والذراعين، وعند عرضها على الطبيب أعطاها جرعات مكثفة من فيتامين “ب”، وقد كان هناك تحسن معقول فيما يخص التنميل، ولكن وبعد أن أوقفت الفيتامين المذكور عاد إليها التنميل مرة أخرى إلى أن قامت والدتي بحمل أشياء ثقيلة على ظهرها، وهنا اشتكت والدتي من آلام شديدة في الفخذ وأسفل الظهر، وعند عرضها على الطبيب قام بتشخيص الحالة على أنها انزلاق غضروفي، ولم يطلب القيام بعمل أشعة الرنين المغناطيسي، وأمرها بالراحة التامة لمدة شهر مع أخذ الأدوية المذكورة في البيانات السابقة، ولم يأمرها بفرد الظهر طوال الوقت، ولكن من الممكن أن تجلس أيضا، وأثناء الشهر المذكور تطور الألم لتعاني أمي من ثقل في آخر الظهر والرجل اليمنى، وذلك عند قيامها من السرير، وقد تحسن الوضع بعض الشيء بالنوم مفرودة على السرير.

وسؤالي لسيادتكم هو عن التشخيص الصحيح لحالة والدتي هل هو انزلاق غضروفي؟ أم أنه هشاشة عظام أم ماذا؟ وأيا كان التشخيص ما هو العلاج المناسب؟ وفي حالة الاحتياج للجراحة لا قدر الله ما العمل حيث إن والدتي سيدة كبيرة في السن ولا تحتمل العملية كما ذكر لنا طبيب من قبل؟ وهل سيكون هناك تحسن أم ستبقى أمي حبيسة السرير؟ وجزاكم الله كل خير.

⇐ د. أيمن إبراهيم طه «أخصائي جراحة العظام» أجاب صاحبة الاستشارة؛ فقال: شفى الله الأم العزيزة وعافاها.. فلقد ذكرتني رسالتك هذه بمقولة ابن سيناء: من تداوى عند كثير من الأطباء يوشك أن يقع في خطأ كل منهم.. ولكن نحمد الله أن الوالدة العزيزة لم يصبها أذى أو مكروه، فكل ما حدث في رأيي الشخصي هو أن حالتها بدأت بخشونة في فقرات الظهر، وبعد أن قامت الوالدة بالتحميل على ظهرها بهذا الحمل الثقيل حدث الانزلاق الغضروفي والذي لا أعرف إلى أي الدرجات قد وصل الآن، وما جعلني أرجح هذا الاحتمال هو ما تعاني منه الوالدة من آلام شديدة في الفخذ وأسفل الظهر نتيجة الضغط الواقع على الأعصاب من جراء هذا الانزلاق الغضروفي.

وأعتقد أن الوالدة العزيزة تحتاج إلى مراجعة طبيب إخصائي جراحة عظام لفحصها فحصا إكلينيكيا دقيقا وعمل أشعة رنين مغناطيسي (MRI) على المنطقة المصابة لمعرفة درجة الانزلاق، ومن ثم التوجه في العلاج بطريقة صحيحة.

وقد لا يلزم الأمر إجراء جراحة، حيث إن العلاج سيكون مبدئيا باستخدام بعض مضادات الالتهاب (Anti-inflammatory) ومسكنات (analgesic) وباسط للعضلات (muscle relaxant) بالإضافة إلى برنامج العلاج الطبيعي المصاحب لهذه العلاجات.

فإن تحسنت الحالة مع العلاج فلن نحتاج إن شاء الله إلى إجراء جراحة فعادة لا تجرى جراحة الانزلاق الغضروفي إلا في ثلاث حالات:

  1. أن يكون الألم مستمرًّا، ولا يتحسن مع العلاج.
  2. أن يحدث ضعف عام في العضلات حتى أثناء العلاج.
  3. عدم التحكم في البول أو البراز.

فأي من هذه العلامات يظهر على الوالدة يكون إشارة للبدء في التدخل الجراحي، ولا بد قبل إجراء الجراحة من ضبط نسبة السكر والضغط، وفي رأيي الشخصي لا أرى أن الوالدة كبيرة في السن لدرجة تمنعها من العملية الجراحية.

⇐ ويمكنك القراءة عن:

نسأل الله أن لا تحتاج إليها ويعافيها الله قريبا بإذنه تعالى.

أضف تعليق

error: