هل يحتاج الإسلام إلى مثل هذه الأدلة؟

يصلني كل يوم رسائل إلى بريدي الإلكتروني من أصدقاء كثر وجدوا في هذه الرسائل ما هو ممتع، مفيد أو مثير، فمرورها أصبح فعلا عفويا ويوميا ومع قهوة كل صباح.

لكن ما هو ليس بعادي ولا روتيني هي تلك الرسائل التي تحمل عناوين مشوقة وجذابة لمشاهد وإثباتات بأن ذاك اليهودي يكتب مقالا في كيف أنه ارتجف حين سمع مقرئا يقرأ القرآن، أو تلك المسيحية التي بكت وهي تقرأ في عقيدة الإسلام؟ عذرا قد يستفزكم رأيي لكنني أقرأ في هذه العناوين استجداء وطلب موافقة أهل الكتاب على عقيدتنا وقرآننا وكأننا ننتظر إعجابهم أو موافقتهم لنقتنع بأننا نؤمن بخير الأديان!

يستفزني المسلمون حين يبحثون عن الدعم ويستندون إلى آراء من أصحاب الديانات الأخرى حتى نثبت لأنفسنا وللعالم أننا على حق، نتراسل تلك الرسائل بفرح ونستشهد بأقوالهم في مجالسنا لنؤكد على قوة ديننا! لماذا هذا الضعف؟ ولماذا قلة الثقة بما نحن عليه؟ ألسنا أقوياء بديننا ومنه نستمد قوتنا؟ ألسنا واثقين من عقيدتنا ومؤمنين بها حتى لو لم يبك ذاك أو ترتجف تلك؟ لماذا نبحث عن الدعم ونلهث وراء رأي لباحث منهم فيما تزخر مدننا بالمؤمنين القانتين الذين يثقون بالله والإسلام؟ ما حاجتنا لرأيهم؟ لماذا نحن عديمو الثقة بأنفسنا وبما نؤمن به ونلهث وراء تأييدهم لنشد من عزائمنا المهزومة؟!

ألسنا نوحد الله وحده لا شريك له ونقف له متضرعين ندعوه ونرجوه بلا وسيط أو حجاب؟! ألا يكفينا فخرا وعزة وقوة أن محمدا «صلى الله عليه وسلم» هو رسولنا؟ ألا يكفينا فخرا أن القرآن كتابنا الذي هو خاتمة الكتب والذي حفظه الله من كل تحريف؟

كفانا ضعفا وخنوعا، لقد حان الوقت لأن نقوى بأنفسنا وذواتنا وعقيدتنا ونتوقف عن شحذ ذاك أو تلك لرأي منصف أو مؤيد ولنكن أكثر قوة وثباتا على ما نحن عليه، ولا داعي أن تثور ثائرتنا على كل من ينتقد ونركض خلف كل من يمتدح.

بقلم: روان الوابل

وهنا نقرأ بعناوين:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top