مقومات المذيعة الناجحة.. مقال ساخر

يبدو أن «حسن المظهر» هو الشرط الأول والأهم والأوحد لوظيفة «مذيع تليفزيوني» في بعض فضائياتنا العربية! حتى وإن كانت المذيعة الجميلة لا تفرق بين ثقب الأوزون وثقب الباب! وبغض النظر عن كون المذيع الوسيم صاحب الكرافتة الحمراء والعيون الخضراء والشعر الذي يعلوه كيلوان كاملان من «الجل» يعتقد أن «نواكشوط» هي عاصمة الأردن!

صديقي الذي دعي أخيرا لبرنامج حواري يديره أحد المنتمين لشرط «حسن المظهر» عاد من هناك وهو يحكي لنا كيف كان المذيع يستجديه الأسئلة التي من المفترض أن تكون جاهزة قبل التصوير! أوضح لنا كم كان المذيع مثقفا لدرجة أنه يترحم على شخصيات على قيد الحياة، ويدعو الله أن يحفظ أسماء قد شبعت موتا! خرج صديقي من هناك بعد أن أسدى لمذيع البرنامج نصيحة أخوية أن يبحث له عن أي وظيفة أخرى باستثناء الجلوس أمام «المايكروفون»!

تذكرت حينها برنامجا حواريا – لا يحاور أي شيء – تقدمه مذيعة مطلقة لأربع مرات على التوالي، لا تمتلك من شروط المهنة سوى «حسن المظهر» هذا في حال تغاضينا عن كمية الماكياج المستخدم وفي حال أغمضنا أعيننا عن عمليات القص واللصق التي أجرتها، كان موضوع الحلقة «كيف تحافظين على علاقتك الزوجية؟!».

تكلمت المذيعة ببلاهة منقطعة النظير في كل شيء، في كل شيء دون استثناء ودون حياء ابتداء بملابس النوم وأزياء الصيف وممارسة الجنس وانتهاء بالأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وترسانة الأسلحة النووية الإيرانية! ثم توقف البرنامج مرارا لفاصل إعلاني لمنشط جنسي! أما ضيوف البرنامج الأربعة فقد شارك أحدهم بفاعلية في البرنامج حين كان يهز رأسه بعد كل جملة من جمل المذيعة، أما الآخر فقد دخل في نوبة نوم عميقة، أما الثالث فاقتصرت مشاركته في الحلقة في توزيع الابتسامات والعبث بملابسه فقط!

مشكلة حقا إن كانت إدارة القنوات تظننا أغبياء لدرجة أن نبقى أمام قناتهم من أجل «عيون المذيعة» أو «جل المذيع»!

بقلم: ماجد بن رائف

واقرأ هنا: حصّتي من تاريخ الماء

ويمكنك أيضًا الاطلاع على: اختبار الجمعة «10»

أضف تعليق

error: