الجفاف في السعودية ودول الخليج

كنت قد تطرقت من قبل للتحدث عن القلق الذي يصاحب نضوب ثروة الخليج النفطية في المستقبل وضرورة البحث عن بدائل مسعفة، حيث تعد هذه إحدى أخطر الأزمات العالمية ولو قد تواجهها الشعوب على المدى البعيد! ربما أكون قد أخفقت في ترتيب بعض الأولويات، حيث إن الأزمات الطبيعية قد تجاوزت ذلك لما هو أخطر لتصل إلى أزمة المياه، التي لم ولن يجد الإنسان أي بديل لتعويض خساراتها! لا تتمثل أزمة المياه في نضوبها بل إنما في ارتفاع تكلفة تحلية مياه البحار التي تستهلك كميات مهولة من الطاقة، ومما لا شك فيه أن سبب تفاقم أزمة الجفاف في دول الخليج عن غيرها يعود للطبيعة البيئية التي تعاني من التصحر وندرة المياه وقلة جودتها!

وسط غياب المؤسسات المختصة بقضايا المياه تفتقر الشعوب العربية اليوم إلى الأرقام والمؤشرات الصحيحة وإلى الوعي بحجم هذه الأزمة وأسبابها وكيفية تفاديها! وإن ظل الإعلام تائها لا يجد لعقل المواطن العربي طريقا يبيّن من خلاله هذه الحقيقة وحيثياتها، فإن العالم قد يصبح في طريق إلى المجهول قد بدت معالمه بالظهور من خلال عدة نزاعات سياسية بين بعض الدول التي أخذت تدرك حجم هذه الكارثة.. فصراعات ولدت حول تقاسم مياه نهر دجلة ونهر الفرات، وحول مياه كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وبين مصر وإثيوبيا وبعض الدول الإفريقية التي يشقها النيل وغيرها الكثير من الانشقاقات الدولية المتكررة!

ومع اعتبار أسعار المياه في المملكة هي الأقل في العالم، ومع قلة وعي المستهلك بهذه الحقائق تتزايد نسبة استهلاك الفرد للمياه في المملكة لتصل إلى أرقام فلكية، في الوقت الذي تتزايد فيه تكلفة تحلية المياه! وكنوع من محاولة تأجيل حدوث أزمة كهذه ينصح المتخصصون برفع الأسعار الحالية للمياه التي لا تغطي غير جزء بسيط من تكاليف إدامة هذه المرافق كحل أفضل للمحافظة على إبقاء هذه الثروة ومقاومة أخطر تحديات العصر القادمة، شرط أن تكون هذه الارتفاعات تحت وجود آلية محكمة دون أي «عشوائية»!

بقلم: دينا الصاعدي

وبالمناسبة؛ اطَّلع هنا على:

أضف تعليق

error: