أيهما أوفى.. الرجال أم الكلاب؟

أَلا هَل عَلى اللَيلِ الطَويلِ مُعينُ
إِذا بَعُدَت دارٌ وَشَطَّ قَرينُ

أبيات قالها أبو نواس متذمرا من طول الليل وثقله على نفسه، علاوة على ما يكابده من غربة وحنين! ولكن الأمر يختلف البتة مع المرأة، إذ يمثل لها هذا الثلاثي فرصة للبوح وطرح تساؤلات محيرة!

وكان أن عشته ذات مساء مقمر، حيث النسمات الباردة والهدوء يعمان المكان إلا من حفيف الأشجار، وبريق النجوم على صفحة الماء، في «جزيرة الأميرات في مدينة إستانبول، حيث ركبنا نحن ثلاث نسوة، عربة يجرها حصان، وهو المركب الوحيد بالجزيرة التي تخلو من السيارات، في أزقة ضيقة تكللها الأشجار الباسقة، ثم ما لبثت أن قطعت سكوننا مجموعة من الكلاب البوليسية التي أخذت تجري خلف العربة في مطاردة مع الحصان»!

قلت ساعتها: أهو قدر المرأة أن تظل محاطة بالكلاب حتى في هذا المكان؟

فهمت رفيقتاي، فتساءلا عن السر في تشبيه الرجل بالكلب!

رددت بأن هذا تشبيه بدأه الله عز وجل في القرآن فقال عن الرجل الذي انسلخ من اتباع آياته «فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث»، وبيّن المفسرون أن تفرد الكلب من بين الحيوانات بسبب اللهث في كل أحواله، فالحيوانات تلهث فقط إذا كانت جائعة أو متعبة أو مهاجمة، ولكن الكلب يلهث جائعا أو غير جائع، عطشانا أو غير عطشان، إنه يلهث دائما! ومن الطريف أن الرجل جعله في حق المرأة، وقاله القحطاني في نونيته:

إن الرجال الناظرين إلى النسا

مثل الكلاب تطوف باللحمان!

يقصد: الكلب إذا شم اللحم يأتي من بعيد!

فاعترضت أختي مضيفة أن الكلب أوفى من الرجل، واستدلت بشعر علي بن الجهم:

أنت كالكلب في حفاظك للود

وكالتيس في قراع الخطوب!

أما ثالثتنا فخالفتنا حاكية عن قبيلتها: نحن لا نرى للكلب فضلا! فقد اعتدنا أن نقول للشجاع أنت ذئب، ولمن نريد ذمه نقول هو كالكلب!

بعد عودتي حاولت أن أجد إجابة لمعرفة هل هم العرب من تفرد بهذه التسمية أم لا!

فوجدت أن الإغريق أيضا على لسان فيلسوفهم أفلاطون، الذي حكى عن فكرته في جمهوريته، وبين مواقع الرجال والنساء، رافضا للمساواة، فقال: الرجال كلاب حراسة ترعى القطيع، والنساء مثل إناث كلاب الحراسة، عليها أن تسهر كالذكور على حراسة القطيع!

وفي أمريكا وعلى لسان وزيرة خارجيتها هيلاري التي تحدثت عن رئيسها السابق وزوجها بيل كلينتون، متذمرة من مغامراته العاطفية قائلة «هو كلب مسعور، من الصعب أن يجلس هادئا على شرفة المنزل» ويبدو أن الشعب الأمريكي يتقبل الأمر ويوافقها، بدليل نجاح كتاب ساخر، كدليل على معرفة أنواع الرجال بعنوان «الرجال هم الكلاب» وتم ترشيحه لجائزة بنيامين فرانكلين، في شيكاغو.

بقلم: فوزية الخليوي

قد يروق لك بعض هذه المقالات أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top