فيروس كورونا في فلسطين ! ماذا حدث؟

فيروس كورونا في فلسطين

هناك هلع كبير في كافة دول العالم من انتشار فيروس كورونا الذي يشكل تهديداً واضحاً لدولة فلسطين خوفاً من وصول هذا الفيروس إلى أراضيها. يعود سبب الهلع الفلسطيني في المقام الأول من فيروس كورونا إلى زيارة وفد كوري للأراضي الفلسطينية ثبت فيما بعد أن هذا الوفد مصاب بفيروس كورونا، ولطمأنة الشعب الفلسطيني خرجت وزارة الصحة الفلسطينية ببيان رسمي تؤكد فيه خلو منطقة الضفة الغربية من الإصابة بفيروس كورونا.

البيان الذي أُصدر في فلسطين بشأن فيروس كورونا

ذكر الدكتور طريف عاشور ” مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية ” أننا حين نذكر فيروس كورونا فإننا لا نذكر ذكر الضفة الغربية فحسب وإنما نعني كذلك كافة المناطق في دولة فلسطين، لأن فلسطين بها معبرين يمكن أن يصل بهما الفيروس إلى الأراضي الفلسطينية وهما معبر الكرامة ومعبر رفح.

مضيفاً: نؤكد لجميع أفراد الشعب الفلسطيني أنه حتى هذه اللحظة بحمد الله تعالى لم تثبت الإصابة ولو بحالة واحدة فقط من فيروس كورونا المستجد.

أما ما حدث مع الوفد الكوري فهو كالتالي:

  • هذا الوفد أتى إلى المناطق الإسرائيلية وذهب إلى المناطق الفلسطينية المحتلة ليومين اثنين أحدهما كان في نابلس والخليل، واليوم الآخر كان في الأريحة وبيت لحم والقدس الشرقية، وحيث أنه وفد كنسي فقد ذهب إلى كنيسة بيت لحم وكنيسة القيامة وبعض الأماكن المقدسة المسيحية الأخرى.
  • عاد هذا الوفد إلى كوريا مرة أخرى وهي المنطقة التي تعتبر موبوءة بهذا الفيروس، ومن ثم فإننا منعنا قدوم الزوار أو السياح منها، وبالتالي حين أجرت السلطات الكورية الفحوصات تبين أنه ضمن ال٣٩ شخص من هذا الوفد يوجد ٩ أشخاص مصابين بهذا الفيروس، ومن ثم قاموا على الفور بإبلاغ وزارة الصحة والخارجية الإسرائيلية التي بدورها أبلغت الصحة الفلسطينية، ومن هنا أخذنا احتياطاتنا اللازمة.

الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة الفلسطينية إزاء فيروس كورونا

هناك بعض الإجراءات المباشرة التي اتخذتها وزارة الصحة الفلسطينية تجاه الأشخاص الذين خالطوا الوفد الكوري.

حدث ذلك في يوم السبت الماضي وأصبح هنالك حالة طوارئ في البلد بأكمله، رغم أن هذا اليوم هو يوم العطلة، لنمنع دخول فيروس كورونا من الأساس إلى فلسطين، لذلك أخذنا أجندة زيارة هذا الوفد للأراضي الفلسطينية واستطعنا أن نعرف مكان زيارتهم لأحد المطاعم في بيت لحم ومطعمين آخرين في الأريحة كما كان هناك مخالطين لهذا الوفد في تلك الأماكن، وخلال ساعتين فقط تم سحب ٥١ عينة من بيت لحم و٨ عينات من الأريحة، وخلال ٤ ساعات ظهرت النتائج السلبية للإصابة بهذا الفيروس بفضل الله تعالى، وعلى الفور تم حجر كل المخالطين في منازلهم دون ظهور أية عوارض صحية عليهم بناءً على ما يقدمه لنا طواقمنا الطبية التي تزور هؤلاء الأشخاص بشكل متواصل.

عندما أتى هذا الوفد إلى فلسطين كان ذلك في يومي ١١ و ١٣ فبراير، وحين نحسب ١٤ يوما فترة حضانة الفيروس إضافةً إلى يوم ١١ نكون بذلك وصلنا ليوم ٢٥ في الشهر مع مراعاة أن هذا الوفد غادر نابلس يوم ١٥ في الشهر الجاري.

مدى جاهزية وزارة الصحة الفلسطينية لمواجهة فيروس كورونا

في ظل هذه الظروف والهلع العالمي إزاء الإصابات المتفشية والمنتشرة بشكل سريع في شتى دول العالم كإيطاليا وإيران وكوريا والصين وغيرها من الدول الأخرى التي تعاني من حالات الإصابة السريعة بفيروس كورونا يمكننا القول بأن هذا المرض لا يستدعي كل هذا الهلع الذي نراه بين المواطنين.

على الجانب الآخر، الجدير بالذكر بأن ربط فيروس كورونا بالوفاة لا تتعدى نسبته ٢٪ وأن من يموتون من عوارض الأسبرين والإنفلونزا العادية يمثلون نسبة أكبر من تلك النسبة التي نراها في فيروس كورونا، لذلك يجب طمأنة مواطنينا لأنه قد مر علينا من قبل فيروس إنفلونزا الطيور، الخنازير، وسارس في عام ٢٠٠٢، وفي عام ٢٠١٢ مرت علينا متلازمة الشرق الأوسط التي أتت عدواها من الجِمال الموجودة في السعودية، وقد مرت هذه الأزمات بسلام لأننا تعاملنا معها بمهنية وأقل الخسائر بفضل الله تعالى نتيجة جاهزية طواقم وزارة الصحة بشكل غير متوقع، ومن ثم تجاوزنا هذه الأزمة بدون أية خسائر تُذكر.

إلى جانب ذلك، نقوم الآن بتحديد الأماكن التي يمكن أن يصل منها الفيروس إلى فلسطين مع التركيز بشكل خاص على معابرنا الدولية، ومن ثم فإننا نصدر تقريراً يومياً عن المناطق المعرضة للوباء، وفي حال الإصابة بالفيروس نصدر بياناً عاجلاً بمناطق الحجر الصحي.

نقوم أيضاً بكتابة كافة هذه التقارير على موقع وزارة الصحة الفلسطينية التي ترشد المواطنين إلى واجهات سفرهم المسموح لهم والممنوعة عليهم، فضلاً عن المناطق التي يُمنع لها أن يدخل منها أي شخص غريب قادم إلينا، وهذا كله يتم بالتنسيق مع أشقائنا في الأردن بعد ذهاب طواقمنا الطبية إلى الأردن ثم بالسيطرة على منافذ البلد الخارجية كمعبر رفح ومعبر الكرامة ومطار الليد وغيره.

نقوم بشكل يومي كذلك بالتواصل مع الخارجية الفلسطينية ووزارة السياحة لأن هناك عوامل خطورة تتجلى في آلاف السياح القادمين إلى بيت لحم، ومن يُمنع عليه أن يأتي يعود على الفور وذلك بالتنسيق مع الطرفين الأردني والإسرائيلي.

الأمر الآخر، هو أنه يتم التنسيق واتخاذ الإجراءات اللازمة لأخذ المريض المحتمل بفيروس كورونا عبر سيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى الأريحة ويتم عزله في منطقة محددة، ثم بعد ذلك يتم أخذ مسحة من هذا الشخص المصاب كما حدث من قبل لأربعة طلاب طب صينين الذين تم عزلهم إلى أن تبينت الفحوصات من أنهم لا يحملون الفيروس، ومن ثم تم أخذهم إلى منطقة الحجر الصحي حيث يتم عزلهم بطريقة صحية تماماً.

طرق الوقاية من فيروس كورونا

قسمت منظمة الصحة العالمية إلى ٦ مناطق من بينها إقليم الشرق المتوسط الذي يضم قرابة ٢٢ دولة من بينها الدول العربية وإيران وأفغانستان.

بشكل مؤسف أستطيع أن أقول أن هناك ٩ دول من بين ٢٢ دولة تم تسجيل عدد إصابات حقيقية بها بفيروس كورونا، كما أن هناك في دول الخليج والعراق بعض القرارات الحاسمة في هذا الأمر والتي وصل بعضها إلى إلغاء أو تأجيل موسم العمرة لحين إشعار آخر، فضلاً عن تعطيل بعض الدول للمدارس والجامعات وغيرها.

وختاماً، يجب علينا نحن الدول العربية أو الدول النامية إن جاز التعبير مصارحة أنفسنا بأنه لا يمكننا تخصيص مبالغ مالية طائلة كما في أميركا التي خصصت ٢٢ ونصف مليار دولار لمكافحة انتشار فيروس كورونا، لذلك فإننا نراهن كل الرهان على ثقافة المواطن العربي الذي يستطيع أن يقي نفسه من خطورة هذا المرض ومنع انتشاره أو الإصابة به من الأساس، وضرورة أن يعي هذا المواطن أن الفيروس يصيبه عن طريق:

  • فرك اليدين.
  • لمس الأنف.
  • لمس الفم.

لذلك، عندما يقوم الشخص بمسك مقبض الباب مثلاً المنتشر عليه الفيروس من شخص آخر، ثم قام هذا الشخص بغسيل يده جيداً بالماء والصابون بشكل جيد فإنه يستحيل أن يتعرض للإصابة بالفيروس، ومن ثم فإن الإصابة بالفيروس لها علاقة بعدة أمور هي:

  • النظافة الشخصية.
  • الإتيكيت المنضبط من حيث عدم العطس أو الكحة أمام الآخرين إلخ إلخ.
  • عدم تقبيل الآخرين.

أضف تعليق

error: