الفرق بين كورونا والأنفلونزا العادية .. الأطباء يجيبون

الفرق بين كورونا والأنفلونزا العادية

مازال فيروس كورونا (Covid-19) حديث العالم، بعد انتشاره في كثير من الدول التي اتخذت بدورها إجراءات استثنائية للسيطرة على هذا الفيروس المستجد، سواء إجراءات وقائية صحية، أو منعًا للتجمهر والتجمعات غير الضرورية، لكن هذا المشهد لا يخلو من الشائعات، يقول المختصون إن الشائعات حول كورونا أخطر من المرض نفسه، فقد تسبب ذعرًا مبالغًا فيه، ينعكس بدوره على أوضاع الدول واقتصادها، وقد تقلل من أهمية الموقف في وقت يحتاج فيه الناس للحذر الشديد.

أما عن طرق انتقال الفيروس فهو ينتقل عن طريق السعال أو العطس أو الرذاذ، ويمكن أيضًا الانتقال عن طريق البول والبراز والفضلات.

وننصح الناس أنه إذا أصابهم سعال أو حرارة أو ضيق في التنفس أو ضعف بشكل غير طبيعي، واستمر هذا الوضع وأخذ يسوء أكثر، يجب أن يذهب للطوارئ لعمل فحص سريري للتأكد من وجود فيروس كورونا.

كيف يمكن تقييم المشهد العالمي إلى اليوم بالتعامل مع فيروس كورونا؟

يقول دكتور “ضرار بلعاوي” أن المشهد العالمي لا يَسُر بالتداعيات الحالية، فهناك مشاكل على النطاق الاجتماعي ومشاكل على النطاق الاقتصادي، ومشاكل على نطاق نقل المعلومات والشائعات، وهذا شيء دار في بلدان كثيرة لاسيما دولنا العربية التي تتأثر بهذه الشائعات.

هل أصبح فعلًا كورونا وباء أم أن الوضع يمكن السيطرة عليه؟

بغض النظر عن التعريفات، فهو وباء ولكن ليس جائح، نحن لا يهمنا الكلام عن الوفيات للجمهور، ولا يهمنا الكلام عن عدد المصابين الذي يؤدي إلى حالة هلع ليست مطلوبة، وخصوصًا أن هذه الأرقام ليست أرقام علمية دقيقة، فنحن مثلًا نقول أن ثلاثة آلاف قد توفوا، ولكن عدد المصابين مثلًا أكثر من مائة ألف، فنحن نتحدث عن فيروس يصيب ملايين الناس، لا تظهر عليهم الأعراض، ويتعالجوا بمفردهم بدون معرفة الباحثين والمختصين، ففعليًا نسبة الوفيات حقيقة أقل من ١% بل من الممكن أتصل إلى نصف في المائة.

كيف تُقيِّم دور الإعلام في التعامل مع كورونا بالناحية الطبية؟

يتابع الدكتور، أنه في الحقيقة ليس سعيد بدور الإعلام، وللأسف كثير من الإعلام الرسمي قد ترك الموضوع في يد القنوات غير المهنية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبعض من الجمهور الذي نصَّب نفسه من المختصين في الأمراض المعدية والوبائية وصار ينشر على مواقع التواصل “طرق علاج هذا الفيروس ووصفات الثوم والزنجبيل، وتنبأ بوقوع حرب عالمية ثالثة بسبب الفيروس، وأن هناك حرب بين دولتين وأن الفيروس مصنَّع”، كل هذا الكلام يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فأنا ألوم على الجهات الإعلامية الرسمية والقنوات المهنية لأنه يجب عليها تحمل مسئوليتها وتنشر الأخبار بطريقة صحيحة وتستقي المعلومة من مختصين في الأمراض المعدية والوبائية.

هل تعطيل الدراسة وإيقاف الأنشطة الفنية والثقافية تُعد من وجهة نظرك إجراءات وقائية؟

هذا الشيء يمكن أن يكون صحيح في بعض الدول وغير صحيح في دول أخرى، فكثير من الدول قامت بإجراءات احترازية صحيحة مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا والمملكة العربية السعودية، لأن هذه المناطق تعرضوا لبؤر وبائية، وهذه البؤر تحتاج لدرجات احترازية من حجر وعزل تختلف عن دول أخرى، فالسعودية مثلًا فيها نسبة كبيرة من المغتربين، كما أن موسم الحج والعمرة قادم، ووجدوا عندهم بؤر ولبائية في منطقة الشرقية، على العكس في الأردن لا توجد إلا حالة واحدة، ولا توجد بؤر وبائية ولا يوجد داعي أصلا للخوض في هذا الموضوع.

مقالات أخرى متعلقة بفيرس كورونا

وهذا ليس من تهويل الموضوع، فيجب علينا التخطيط واتخاذ الإجراءات الاحترازية إذا حدث شيء، ولكن لا يجب اتخاذ اجراء يعطل الحياة والمدارس والجامعات ونحن لا يوجد عندنا بؤر وبائية، لا توجد حتى الآن إلا حالة واحدة مستقرة، حتى الموجودين في الحجر الصحي كل يوم يتضح أن نتائجهم سالبة ويخرجوا من الحجر.

ما أبرز طرق انتقال الفيروس من شخص لآخر؟

ووضح دكتور “ضرار” أن هذا الموضوع تحدث فيه الكثير، فهذا الفيروس ليس له أجنحة، بل يحتاج طريقة للانتقال وأشهر الطرق وأهمها هو الانتقال عن طريق الرذاذ الذي ينتج عن العطاس أو من السعال، أو الرذاذ الناتج أثناء الكلام، وباعتبار أن الفيروس ينتقل بالعطاس فبالتالي يمكن أن يعطس الشخص المصاب في وجه شخص آخر بينهم مسافة قريبة فينتقل له الفيروس، أو أن الشخص المصاب يعطس أو يسعل على طاولة أو سطح معين ويقوم شخص آخر بلمس هذا السطح ثم يضع يده على عينه أو أنفه أو فمه وهكذا ينتقل الفيروس.

وبشكل تقني أوجه رسالة للجمهور ومقدمي الرعاية والأشخاص الذين يتعاملون مع الفضلات أننا قد وجدنا دلائل على أن المرض يكون موجود في البول والبراز، فعليهم أن ينتبهوا أن هناك احتمال ولو قليل أن ينتقل الفيروس عن طريق الفضلات أو البول والبراز.

كيف نفرق بين أعراض الأنفلونزا العادية وأعراض الكورونا؟

أحياناً أشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي كيف نفرق بين الأنفلونزا وفيروس كورونا الجديد، “يضعون صورتين الصورة الأولى للأنفلونزا مكتوب عليها أن أعراضها حرارة متوسطة وسعال متوسط وضعف متوسط، الصورة الأخرى لأعراض الكورونا مكتوب عليها أن أعراضها حرارة شديدة وسعال شديد وضعف شديد”، فهل هكذا استفاد أحد من هذه المعلومات؟ وما تعريفها أصلًا؟ فهذا غير مفيد للجمهور!!

ومعنى كلامي أن أغلب الناس تعرضوا لحالات رشح بسيطة أو تعرضوا للإنفلونزا وأصابهم السعال والحرارة أول يومين، ثم تعالجوا وهذا حال أغلب الناس، فنحن أصبح عندنا خبرة بشرية انسانية طبيعية من الأمراض العادية الرشح والأنفلونزا.

النصيحة التي أريد توجيهها أنه إذا أصابك سعال أو حرارة أو ضيق في التنفس أو ضعف بشكل غير طبيعي، واستمر هذا الوضع وأخذ يسوء أكثر، هذا هو الشيء المهم الذي يجب على المريض استيعابه فورًا وملاحظته ويجب أن يذهب للطوارئ لعمل فحص سريري وإجراء الفحوصات المطلوبة للتأكد من وجود فيروس كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top