الحامل والكورونا: معلومات ونصائح هامة

تمت الكتابة بواسطة:

الحامل والكورونا

تُعد فترة الحمل من الفترات الهامة عند كل سيدة، سواء في عصر الكورونا أو بغيره، فالحامل تحتاج إلى عناية فائقة بصحتها العامة وصحة الجنين، إضافةً إلى ضرورة الاهتمام بالمناعة والوقاية من الإصابة من الأمراض.

فالنساء الحوامل يواجهن تغيرات مناعية وفسيولوجية قد تجعلهن أكثر عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية بما في ذلك فيروس كورونا المستجد في عالمنا الآن، فما هي تأثيرات هذا الفيروس على المرأة الحامل وكذلك على جنينها؟

مدى خطورة كورونا على المرأة الحامل وجنينها

ذكر الدكتور جوزيف عزوري ” أخصائي توليد وجراحة نسائية وعقم ” أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى عدم وجود خطورة بالغة لفيروس كورونا COVID-19 على المرأة الحامل وعلى الجنين، حيث تبين أن هذا الفيروس المستجد لا ينتقل من الأم الحامل إلى الجنين لا عبر الماء ولا حتى عبر الدم أو غير ذلك، وهذا يطمئننا إلى أن هذا الفيروس لا يشكل خطرًا على صحة الجنين في حالة وجود عدوى للأم من هذا الفيروس.

مضيفاً: على الجانب الآخر، يمكن أن يتعرض الجنين لأية آثار جانبية نتيجة الأعراض التي تشعر بها المرأة جراء فيروس كورونا والتي من بينها ارتفاع في درجة الحرارة وغيرها، ومن ثم يستوجب على المرأة الحامل أخذ بعض الأدوية كالباراسيتامول وغيرها من الأدوية التي تقلل من فترة شعورها بأعراض الفيروس والتي تطول حتى عشرة أيام نظراً لمناعتها الضعيفة مقارنةً بغيرها من السيدات اللاتي تعانين من أعراض الإنفلونزا لمدة ٤ أو ٥ أيام فقط نتيجة مناعتهم القوية نوعاً ما.

الجدير بالذكر كذلك أن حالات إسقاط الجنين لم تزداد عند السيدات المصابات بفيروس كورونا المستجد، ولكن في نفس الوقت كان لفيروس COVID-19 دوراً واضحاً في الولادة المبكرة عند السيدات الحوامل، كما أنه لم يؤثر بشكل مباشر على وفاة أي سيدة من هؤلاء السيدات.

هل يستوجب على السيدة الحامل إجراء الفحوصات الدورية في هذه الفترة؟

من الضروري أن تقوم المرأة الحامل بإجراء الفحوصات الدورية للحمل، ولكن في حالة شعورها بأية عوارض لفيروس كورونا المستجد، أو إذا كان هنالك من حولها من يعاني من أعراض هذا الفيروس كالزوج أو الأبناء أو ما شابه، فهنا يستوجب عليها تأخير إجراء هذا الفحوصات لمدة أسبوعين تقضيها في الحجر المنزلي أو الحجر الصحي شريطة ألا تعاني المرأة الحامل في هذه الفترة من بعض أعراض الحمل الخطيرة كالنزيف أو عدم وجود ماء حول الجنين، وغيرها من الأمور.

يجب استقبال المرأة الحامل الحاملة لفيروس كورونا في المستشفى بداخل القسم المخصص للكورونا دون أن تمر على الأقسام العادية في المستشفى لكي لا تصبح هي المصدر الأساسي لعدوى الكورونا لباقي المرضى في المستشفى.

ما مدى إمكانية الولادة المبكرة للمرأة المصابة بفيروس كورونا؟

أشارت كافة التقارير والدراسات الطبية الأمريكية والصينية والانجليزية الخاصة بفيروس كورونا إلى أن هذا الفيروس يؤثر على الولادة المبكرة للسيدات الحوامل، ولكن هذا الأمر غير مؤكد ولا يمكن جزمه بشكل صريح حتى هذه اللحظة، وذلك لأن هذا الفيروس مستجد وقيد الدراسات والأبحاث حتى الآن، وهناك الجديد في هذا الأمر يظهر لنا جلياً يوماً بعد يوم، ولكن على الرغم من ذلك، لا يمكن أن نعتبر أن الولادة على عمر الأسبوع ٣٥ أو ٣٦ هي مشكلة كبيرة في حد ذاتها، وما يشغل بال الأطباء في هذه الفترة هو ضرورة التأكد من عدم انتقال العدوى إلى الجنين عبر الأم الحامل دون أن يتسبب هذا الفيروس في أية تشوهات لهذا الجنين.

واقرأ هنا: التغذية الصحية للحامل بتوأم بناءً على نصائح الخبراء

التعامل مع الحوامل المصابات بفيروس كورونا

هناك بعض الإجراءات التي يجب أن تتبعها المرأة الحامل للوقاية من فيروس كورونا، من بينها:

  • يجب أن تأخذ المرأة الحامل وغير الحامل دواء البانادول أو الباراسيتامول الذي يقوم بخفض حرارة الجسم.
  • ضرورة شرب السوائل الدافئة بكثرة وبكميات وفيرة.
  • عدم الاحتكاك المتواصل والمباشر مع الآخرين.
  • التزام البيت قدر الإمكان في هذه الفترة التي ينتشر فيها الفيروس قدر الإمكان.
  • في حالة الشعور بأية عوارض شبيهة بعوارض فيروس كورونا، فمن الضروري المتابعة مع الطبيب المعالج حتى يمكنه متابعة حالتها الصحية ومنع تفاقم الأمور الصحية لديها.

تابع ” عزوري “: على الرغم من المناعة الضعيفة للمرأة الحامل خلال فترة الحمل، إلا أنه طبقاً للحالات التي أُجري عليها بعض الفحوصات الطبية في الصين وأميركا، لم يتبين أن الحامل هي أكثر الفئات عُرضةً لالتقاط فيروس كورونا المستجد على عكس فيروس H١N١ الذي أصاب العديد من الأطفال الصغار والسيدات الحوامل في نفس الوقت نتيجة مناعتهم الضعيفة.

هل تنتقل عدوى كورونا من الأم إلى الطفل حديث الولادة؟

أشارت الدراسات إلى أن الحليب الذي تم فحصه من الأم المصابة بفيروس كورونا لم يكن سبباً في وصول العدوى إلى الطفل المولود حديثاً، ولكن على الرغم من ذلك، هناك بعض الاختلافات بين American society وبين royal college، حيث يرى أطباء American society أن المرأة المصابة بفيروس كورونا يستوجب عليها عدم رضاعة طفلها ومنعه من حليبها حتى لا تنتقل إليه العدوى، ولكن أطباء royal college يرون أن الحليب لم يُظهر أي إصابة بفيروس كورونا حتى الآن، ومن ثم ينصح الأطباء برضاعة الأم المصابة بفيروس كورونا رضيعها رضاعة طبيعية شريطة اتباع طرق الوقاية والنظافة الشخصية السليمة من خلال غسيل الأيدي وتطهيرها.

وختاماً، يعتبر الحمل بعد سن ٤٥ سنة ضعيف بنسبة كبيرة حيث تصل نسبة نجاح الحمل في هذا العمر إلى ١ أو ٢٪، ولكن في حالة حدوث الحمل في هذا العمر فإن فرصة وجود التشوهات عند هذا الجنين تزداد بدرجة عالية، فضلاً عند زيادة تعرض المرأة الحامل لارتفاع في ضغط الدم بنسبة ٣٠٪ نتيجة ضعف الشرايين في هذا العمر، كما أنها معرضة أكثر للولادة المبكرة ووفاة الجنين.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: