خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية عن الوطنية – نَصّ مكتوب + ملف PDF

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية عن الوطنية – نَصّ مكتوب + ملف PDF

بالطَّبع ينتظر الخطباء والأئمة في كافة أرجاء المحروسة خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية؛ والتي نوفرها لكم اليوم، وهي عن الوطنية.

ها هي الخطبة الآن في نَصّ مكتوب، وكذلك ملف PDF قابل للتحميل والطباعة.

مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرِّقُوا}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك علَيهِ وعَلَى آلِهِ ،وصحبهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يوم الدين.

الخطبة الأولى

وبعد.. فقد فطر الله ﷻ الناس على حب أوطانهم، وأسكن الانتماء إليها والدفاع عنها شغاف قلوبهم ، وهذا نَبِيُّنا ﷺ يضرب لنا المثل الأعلى في حب الوطن والحنين إليه، حين قال مخاطبًا وطنه مكة المكرمة : «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ مَا خَرَجْتُ»، وكذلك حين هَاجَرَ ﷺ إلى المدينة واتخذهَا وَطَنَّا لَهُ ولأصحابه الكرام، فإنه لم ينس ﷺ وطنه الذي نشأ فيه ولا وطئه الذي استقر فيه، فقال ﷺ: «اللهُمَّ حَبَّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مدّنا».

والوطنية الحقيقية ليست شعارات ترفع ولا كلمات ثقال، إنما هي حب صادق، وولاء وانتماء وعطاء، واستعداد دائم للتضحية في سبيله سواء أكانت تلك التضحية بالمال أم بالوقت أم بالجهد أم بالنفس. حيث يقول الحق ﷻ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا يبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، ويقول نبينا ﷺ «مَن قُتِلَ دونَ مالِهِ فَهوَ شَهِيدٌ، ومن قُتِلَ دونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ».

وقد بشَّر نبينا ﷺ حرَّاس الوطن الذين يضحون بأنفسهم دفاعا عنه بالنجاة التامة، والمنازل العالية، حيث يقول نبينا ﷺ: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنُ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبيل الله»، ويقول ﷺ: «ألا أُنَبِّئُكُم بليلةٍ أفضل من ليلة القدر؟ حارس يحرس في أرض خَوْفِ لَعَلَّهُ أَلَّا يرجع إلى أَهْلِهِ»،

كما أن الوطنية الحقيقية تقتضي التكاتف والتكافل والتراحم بين أبناء الوطن، والمشاركة الإيجابية في قضاء حوائج الضعفاء والمحتاجين، وعدم استغلال الأزمات أو المتاجرة بها، حيث يقول الحق ﷻ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، ويقول نبينا ﷺ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا»، ويقول ﷺ: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةٌ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ»، ويقول ﷺ: «إنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذا أَرْمَلوا في الغَزْو، أو قل طعام عيالهم بالمدينةِ، جَمَعوا ما كان عندهم في ثوب واحدٍ، ثم اقْتَسَموه بينهم في إناء واحد بالسويَّةِ، فهم مني وأنا منهم».

ومن أسس الوطنية الحقيقية إتقان العمل والإنتاج، وتجويده والتميز فيه؛ قصدًا لرفعة الوطن وتنميته وتقدمه وازدهاره و امتثالا لقول نبينا ﷺ: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُنْقِنَهُ»، واستشعارًا لرقابة الله ﷻ للإنسان في كل حركاته وسكناته، حيث يقول الحق ﷻ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا، ويقول ﷻ: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

وهذه أيضًا خطبة: الوطنية بين الحقيقة والادِّعاء – مكتوبة كاملة + PDF

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. ونؤكد أن الوطنية الحقيقية تتطلب احترام عَلَم الوطن ونشيده ورموزه وسائر شعاراته، وحسن تمثيله في الداخل والخارج، وفي جميع المحافل الوطنية والدولية والحرص على رفع رايته عالية خفاقة، ومواجهة ما يتعرض له من تحديات أو مخاطر أو بث شائعات والتنبه لمكائد خصومه وعدم مجاراة ما يبثونه من سموم، بل الإسهام في دحضها وتفتيتها وبيان زيفها.

إن الوطني الحقيقي لا يكذب، ولا يخون ولا يغش ولا يحتكر، ولا يتآمر، ولا ينشر الشائعات، والوطنية الحقيقية بناء لا هدم إعمار لا تخريب. الوطنية الحقيقية فن صناعة الحياة وعمارة الكون، حيث يقول ﷻ: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، فحيث تكون المصلحة ويكون البناء والتعمير فثم شرع الله وصحيح الإسلام والوطنية الحقيقية وحيث يكون الهدم والتخريب والدمار والمتاجرة بالأزمات فثمة ادعاء كاذب ووطنية مزيفة.

اللهم احفظ مصرنا، وارفع رايتها في العالمين.

تحميل الخطبة بصيغة PDF

الآن، حان الوقت لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية، والتي تحمل عنوان: الوطنية = ملف PDF.

نسأل الله الحليم الكريم ﷻ أن ينفعنا وإياكم بخير الوعظ والإرشاد.

أضف تعليق

error: