خطبة: ألفاظ تخالف العقيدة – مكتوبة

ألفاظ تخالف العقيدة , خطبة الجمعة مكتوبة

ألفاظ تخالف العقيدة. سمعتم وقرأتم عن هذا العنوان وهذه الخطبة كثيرًا؛ أليس كذلك؟ حسنًا، إذا كانت الإجابة: نعم أو —حتى— لا. فأنت الآن بصدد خطبة جمعة مكتوبة، كاملة، ألقاها فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ —جزاه الله خيرا—؛ أو —أيضًا— بعنوان: ألفاظ يجب أن تُصَحَّح. فجميعها أوصاف تصِح للخطبة ومحتواها.

مقدمة الخطبة

الحمد لله أدب عباده بأحسن الألفاظ وأحسن الأعمال وأحسن الاعتقادات.

الحمد لله الجميل الجليل الذي حارت العقول والقلوب في جماله، فما من جميل تراه إلا وهو بعض آثار الجميل ﷻ، فلجماله رأينا الجمال، ولحسنه ﷻ رأينا الحسن، سبحان ربنا وتقدس وتعاظم وتبارك وتعالى ﷻ. أحمده وأثني عليه وأسبحه وأجِلُّه ﷻ وتقدست أسماؤه، ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَدِهِ، وَلَكِن لَّا تفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ١٧].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، نشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد، صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد.. فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى.

الخطبة الأولى

أيها المؤمن إن الله ﷻ جعل علينا رقيبًا ما نلفظ من قول إلا وهو كاتب له قال ﷻ: ﴿ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق] يعني معد لكتابة كل ما يلفظه العبد، قال أهل العلم: الذي يكتبه الملك يكتب كل شيء من الحسنات ومن السيئات، ويكتب أيضًا ما لا يؤاخذ به العبد؛ لأن الله ﷻ جعل ذلك عاما في قوله: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، ثم يكون الحساب يوم القيامة ﴿كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار]، ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية]، فالله ﷻ عظم أمر الكلام وعظم أمر الأفعال فلهذا وجب على العبد المؤمن أن يلحظ ما يلفظ به وأن يلحظ ما يعمل حتى يلقى الله ﷻ وقد عَلِم ما سيلقى، وقد استعد للسؤال؛ لأن العبد بين قول وعمل وما بين خلجات،نفس عفا الله عن خلجات النفس؛ لأن الله ﷻ عفا لهذه الأمه عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.

إذا فرعاية الألفاظ مطلب مهم لأهل الإيمان ألا يلفظوا بأقوال إلا وقد علموا أنها مشروعة في دين الله حتى لا يتلفظ بلفظ يكون آثما به، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالا، يهوي بها في النار سبعين خريفًا، وإنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالا يبلغ بها كذا وكذا من المنزلة» أو كما قال عليه الصلاة والسلام. لهذا ننبه على بعض ألفاظ شاعت عند كثير من الناس، وهي ألفاظ لا تجوز وينبغي تركها وجوبًا.

من ذلك ما يقوله بعضه في مكاتباتهم أو في مجاملاتهم اللفظية، يقول أحدهم للآخر: ولك خالص شكريوتقبل خالص شكري، أو خالص تحياتي، أو لك خالص رجائي، أو ما أشبه ذلك.

ومن المعلوم أيها المؤمنون أن الشكر عبادة يحبها الله ويرضاها، وأن التحيات التي من أنواع التعظيم لله «التحيات لله» كما في دعائك في الصلاة وثنائك على الله ﷻ، وكذلك الرجاء هو الله ﷻ، فخالص العبادة إنما هو لله ﷻ، لهذا قال ﷻ: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر:3]. فلا يجوز إذن أن يقول القائل لمن يحبه ولمن يحترمه أن يقول له: لك خالص شكري، أو تقبل خالص شكري، وخالص تحياتي؛ لأن خالص تلك الأشياء إنما هو الله ﷻ.

أليس الشكر دينًا! أليست التحيات دينًا ! أليس الرجاء دينا ! إذن فخالِصُها لله ﷻ: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ تقول بدل ذلك: لك جزيل شكري، لك جزيل ثنائي، ونحو ذلك مما يسوغ للبشر، أما خالص تلك الأشياء ولبها وجوهرها وعظيمها فإن ذلك الله الله.

أيضًا من الألفاظ التي شاعت أن يقال: الإنسان خليفة الله على الأرض.

والله ﷻ لا يغيب عنه شيء، هو ﷻ مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، وعلمه وقدرته وقوته في الأرض، والإنسان ليس خليفة الله ﷻ في الأرض. وإنما هو خليفة كما قال ﷻ: ﴿إِنِّي جَاعِلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: ٣٠]، فخلافة الإنسان للأرض خلافة لمن كان قبله، لهذا قالت الملائكة بعد أن قال ﷻ: ﴿إِنِّي جَاعِلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ﴾ قالت الملائكة: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ [البقرة: ۳۰] ؛ لأنهم قاسوا الإنسان على أمةٍ كانت قبله في الأرض كما قال المفسرون.

الإنسان خليفة لأنه خَلَفَ أُمَمًا كانت قبله وليس خليفة في الأرض عن الله ﷻ، فالله ﷻ هو الذي يخلفُ الأشياء ﷻ وليس أحد يخلف الله في الأرض، ولهذا تجد في دعاء السفر أن النبي كان يقول الله ﷻ في دعائه: «وأنت الخليفة في الأهل والمال والولد». فالله ﷻ خليفتنا على من نترك، وهو ﷻ الذي جعل الإنسان خليفة؛ لكن لا يخلف الله ﷻ، وإنما يخلف الإنسان من كان قبله، أو باعتبار أن الإنسان فتذهب أجيال منه ويخلفها من جنسه أجيال أخرى؛ فهو خليفة بمعنى مخلوف كلما ذهب جيل خلفه جيل آخر إلى أن يأذن الله ﷻ بيوم القيامة.

من الألفاظ التي أيضًا شاعت عند كثيرين قولهم: الله في كل مكان، الله موجود في كل مكان.

وهذا القول مصادم لقول الله ﷻ ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه]. كما يليق بجلال الله وبعظمته، فالله ﷻ ليس في كل مكان بذاته الجليلة العظيمة ولكنه على عرشه كما أخبر في كتابه في سبعة مواضع من القرآن؛ ولكن هو ﷻ مع خلقه في أي مكان كانوا فيه بعلمه ﷻ بهم، وبمعيته العامة لهم وبإطلاعه عليهم كما قال ﷻ: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْرُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِثْقَالِ ذَرَّةٍ﴾ [يونس:٦١].

فالله ﷻ محيط بخلقه وشاهد عليهم بعلمه بهم وبصره بهم وسمعه لما يتكلمون به. قال ﷻ: ﴿قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه]، فلا يجوز أن يقال: الله موجود في كل مكان. يُقيَّد ذلك بأن يقول القائل: الله في كل مكان بعلمه وبإحاطته وبشهوده على خلقه.

أما إطلاقها فمصادم لقوله ﷻ ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه]، ولقوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ الرَّحْمَنُ فاسْألْ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان].

ومن الألفاظ التي يقولها الناس أيضا ولا يتورعون فيها وهي من الألفاظ الشركية أن يقول القائل: لولا فلان لم يكن كذا وكذا، لولا الطبيب لما نجحت العملية، لولا قائد الطائرة لكان كذا وكذا، لولا قائد السيارة لحصل لنا من الحادث كذا وكذا.

وهذا شركٌ؛ لأن الله ﷻ هو الذي وفّق الطبيب لإصابته الصواب في العملية مثلا، أو في الدواء، وهو الذي وفق قائد الطائرة، وهو الذي وفق قائد السيارة.. وما أشبه ذلك. ولو ترك الله ﷻ هؤلاء لجهدهم لخُذلوا، ولهذا نبيكم الكريم عليه الصلاة والسلام، وهو أعلم الناس بربه كان يقول: «ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين».

ولو وكل الطبيب لنفسه طرفة عين لخُذل.

فإذا الواجب أن تقول: لولا الله ثم فلان؛ لولا الله ثم الطبيب لكان كذا وكذا. لا بأس بذلك لأنك تجعل الطبيب سببًا من الأسباب وتجعله في مرتبة ثانية، وهكذا غيره.

أيضًا من الألفاظ في الدعاء التي يقولها بعضهم يقول في دعائه: ربي علمك بحالي يُغني عن سؤالي.

فكأنه يقول الله ﷻ في الدعاء، لن أدعوك ربي، وعلمك بالحال وأنت الذي قدرت تلك الحال، يكفي عن السؤال.

وهذا الدعاء مُحدَثِ ومخالف لأدعية النبي له ولأدعية صحابته الكرام، فقد كانوا يلحون في الدعاء ويسألون الله ﷻ سؤال مجملا تارة ومفصلًا تارة، ولم يقولوا الله ﷻ: يا رب علمك بالحال يغني عن السؤال؛ بل يتذلّلون بين يدي الله، ويذكرون حالهم إجمالا وتفصيلا، يطلبون ما عند الله الكريم.

وأما القول هذا قد يُشعر بالاستغناء عن كثرة الإلحاح في السؤال، وقد جاء في الأثر: «إن الله يحب الملحين في الدعاء»، ومن الإلحاح أن تُفضِّل القول وأن تُفضِّل الدعاء، تريد ما عند الكريم الرحمن يحب المُدمن على الدعاء المُلِحَ فيه الذي يطلب بإلحاح وخضوع قلب واضطرار.

أما الاستغناء بقول القائل: علمك بالحال يغني عن السؤال؛ ففيه ما فيه مما ذكرتُ لك، وقد يكون أيضًا عند بعض الناس نوع من الاستغناء عن السؤال.

أيضا من الألفاظ التي يقولها بعضهم في كلامه وفي أفعاله يقولون: هؤلاء رجال دين، يعنون بهم أهل العلم وأهل الإيمان، وهذه الكلمة “رجال الدين” إنما هي كلمة كَنَسية وليست إسلامية، فأهل الإسلام ليس عندهم انفصال بين العلم والعمل؛ بل كل مؤمن بالله ﷻ رجل دين؛ يمثل الدين بقوله وعمله، وهو محاسب على الدين الذي يدينه، وأهل العلم يقال لهم: علماء الدين؛ لا يقال لهم رجال الدين، فليس عندنا في الإسلام رجل دين وآخر رجل دنیا؛ بل كلنا رجال دين ودنيا معا، ومنا من هو من أهل العلم الذين اختصهم الله ﷻ لوراثة محمد. «العلماء ورثة الأنبياء».

فلا يصح هذا القول وإن شاع في كثير من الصحف وردده بعض المثقفين، فليس عندنا رجال دین؛ بل كلنا ما دام أننا من أهل الصلاة فنحن من رجال الدين، والعلماء علماء الدين، والمصطلح الكنسي لا يجوز بحال أن ننقله إلى أهل الإسلام إذ من تشبه بقوم فهو منهم.

ومن الألفاظ أيضًا أيها المؤمنون قولهم: التطرّف، وهؤلاء متطرفون، وهذه الفئة متطرفة.. ونحو ذلك ولفظ التطرف يعني أن هؤلاء في طرف، والطرف قد يكون محمودًا وقد يكون مذموما بحسب ما عليه الناس، ولهذا لم تأتي لفظة التطرف في الشرع، وإنما جاء في نصوص الكتاب والسنة الغلو «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو»، وقال ﷻ: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء: ١٧١].

فالمنهي عنه والمذموم شرعًا الغلو، فإذا كان فرد أو طائفة ابتعدوا عن الدين الحق فيقال في الشرع لهم: غلاة؛ لأنهم غلو في دين الله وزادوا عن الوسطية التي كان عليها المصطفى ﷺ وأصحابه الكرام. فهذا اللفظ من الألفاظ المُحدَثة التي لا تعبر عن المعنى الشرعي.

وأما إذا ربطنا الناس بالكلام الشرعي فإنه يكون عند الناس فهم لما يراد من الكلام؛ الغلو مذموم «إياكم والغلو التنطع أيضًا هَلَك المتنطعون» وما أشبه ذلك.

من الألفاظ التي شاعت أيضًا لفظ: الأصولية.

وهذا اللفظ في جملة ألفاظ وردت إلى بلاد الإسلام من بلاد الكنيسة، ولفظ “الأصولية” إنما شاع في فرنسا من نحو قرنين أو ثلاثة من الزمان لما ذهب سلطان الكنيسة، وأراد فئام أن يُرجعوا سلطانها بعد الثورة العلمية التي شاعت عندهم في تلك القرون، أرادت طائفة أن تُرجِع سلطان الكنيسة وسلطان الكنيسة يحرم العلم ويحرّم أي نوع من أنواع المدنية؛ بل يريدونها منغلقة كما كانت عليه أوروبا في القرون الوسطى. فصار هذا اللفظ “الأصولية” مرتبطا ببغض الرجوع إلى سلطان الكنيسة الذي يحرم العلم ويحرم المدنية بأنواعها.

أما في الإسلام فالأصولية معناها أن تُرجِعَ الناس إلى أصل الدين وهو الكتاب والسنة على فهم علماء الإسلام، وعلماء الإسلام في ماضِ الزمان وفي حاضره لا يُضادّون أنواع المدنيات التي يجيزها الشرع، فالمدنية عندهم ليست مرفوضة؛ بل هي مقبوله إلا في بعض أحوالها التي لا يأذن بها الشرع. فإذا الأصولية عندنا محمودة، بمعنى أن يكون معناها الرجوع إلى أصولنا وهي الكتاب والسنة وإجماع الأمة وما عليه أئمة سلف هذه الأمة.

فإذا استعملتها طائفة للتنفير من كل أصولنا، فمعنى ذلك أنهم يريدون أن يخلونا من مراجعنا الأصيلة، وإذا خَلَوْنا من مراجعنا الأصيلة من الكتاب والسنة وما عليه إجماع الأمة وكلام علمائها فإلى أي شئ نرجع؟ ومن أي شئ ننطلق؟

قال ﷻ: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء].

الألفاظ أيها المؤمنون كثيرة؛ ولكن عليكم بالتحري في دين الله فإن المرء يحاسب على لفظه، على قوله، ويحاسب على عمله؛ فعظموا ذلك واستعدوا لحساب الله ﷻ لكم غدا، وإن غدا لناظره لقريب.

اللهم اجعل أقوالنا على وفق على ما ترضى.

اللهم اجعل أعمالنا على السنة، وأقوالنا على الحق، ونعوذ بك من الزيغ والضلال في القول والعمل، ونعوذ بك ربي من الغلو، ونعوذ بك ربي من الجفاء.

اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، واجعلنا من المتقين الذين يتبعون رضوانك أينما كانوا وحيث كانوا.

اللهم اجعلنا من عبادك الذين يناجونك فتدمع أعينهم. اللهم اجعل عملنا الخافي أعظم من عملنا الظاهر.

اللهم اجعلنا معظَّمين لك في ما بيننا وبينك، ومعظمين لك في ما بيننا وبين الناس، اللهم فاغفر جما. واسمعوا قول الله ﷻ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

وهنا أيضًا: «عنوان السعادة» خطبة جمعة جديدة مكتوبة

الخطبة الثانية

الحمد لله على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا وإجلالا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله؛ هو الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد.. فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبدالله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم تقوى الله فإن بالتقوى فخاركم ورفعتكم عند مولاكم؛ ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾.

هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله ﷻ أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته تعظيمًا وتكريمًا؛ فقال ﷻ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الرحمين.

وهنا نجِد أيضًا: خطبة عن جريج العابد «دروس وعبر» – مكتوبة

الدُّعـاء

  • اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعِز الإسلام وأهله، وأذل الشرك وجنده.. يارب العالمين.
  • اللهم أمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك وحكم بشرعك، واتبع سنة نبيك محمد ﷺ يا رب العالمين.
  • اللهم نسألك أن تحمينا أينما كنا، اللهم اجعل هذه الديار أمنة مطمئنة، اللهم اجعل هذه الديار في أمن وأمان، اللهم احفظ علينا إيماننا وإسلامنا، واحفظ علينا أمننا ورغد عيشنا يا كريم وأنت أكرم مسؤول، وأنت الذي تعطي بلا حساب.
  • اللهم فامنن علينا بثبات للأرزاق ورغد في العيش وأمن وأمان، ومنَّ علينا بلزوم شكرك والبعد عن معصيتك وما يغضبك يا أكرم الأكرمين.
  • اللهم نسألك أن تجعلنا من المؤمنين بك حقًّا، ومن المخبتين لك حقا وأنت أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.
  • اللهم ارفع عنا الربا والزنا وأسبابهما، وادفع عنا الزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا هذه بخاصة، وعن سائر بلاد المسلمين بعامة يا أرحم الرحمين.
  • اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعزّ فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، ويعزّ فيه أهل الطاعة، ويعافى فيه أهل المعصية، ويذل فيه أهل الكفران يا أكرم الأكرمين.

عباد الرحمن ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل]، فاذكروا الله، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، اذكروه بألسنتكم وبأعمالكم يذكركم واشكروه على عموم النعم يزدكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت].

وأقِـم الصَّـلاة..

أضف تعليق

error: