الناسور المهبلي.. حالة غير معتادة

الناسور المهبلي.. حالة غير معتادة

تقول السائِلة: منذ حوالي 40 سنة فاجأتني الولادة في ساعة مبكرة، وكنت وقتها في أحد المصايف فاستنجدوا بأقرب طبيب لمسكننا، وكان مديرا لمستشفى عاما ولكن زوجته الطبيبة أصرت هي على توليدي، وأثناء عملية الولادة طلبت من زوجي وأختي أن يمسك كلا منهما بيدي حتى لا أتحرك، وقامت بمحاولة توسيع فتحة المهبل بأظافرها، وكانت النتيجة أنها أحدثت تهتكا في قناة المهبل وقناة المستقيم فأصبحت في حالة سيئة للغاية، وحالت ظروفي من سرعة إجراء العملية إلا بعد حوالي 20 عاما طبعا عانيت كثيرا من ذلك.

أجرى لي طبيب أستاذ العملية، ولكنى بعد العملية لاحظت أن الجراحة غير مكتملة الالتحام، فذهبت له مع زوجي فأكد لنا أن الجراحة تمت بنجاح ولا يوجد مشكلة، ولكنى أشعر شعور ملموساً ومؤكدا أنه يوجد ثقوب في القناتين، لأنني عندما أصاب بإسهال أجده يتسرب من فتحة البول إذا شعرت برغبة في التبول أضغط على نفسي حتى أصل للحمام وأحاول ضم فخذاي حتى لا ينزل البول، ومع ذلك أجده يخرج من فتحة الشرج، هذا علاوة على ما أعانيه من حالة نفسية سيئة عندما أتوضأ وأتهيأ للصلاة أجد أني مع أية حركة أشعر بما يشبه فقاعة هواء تخرج من إحدى الفتحتين، وأنا أعلم جيدا أنها ليست ريحا لأنها تحدث مع فتح الرجلين وقفلهما.

هل العملية الجراحية في هذه الحالة سهلة ومأمونة؟ وماذا عن البنج وما نسمع عن مخاطره؟ خاصة أنني في الستين من عمري، وعندي قصور في الشريان التاجي.

جزاكم الله خيرا وأثابكم إن شاء الله.

الإجـابة

يقول د. هشام العناني -إخصائي أمراض النساء والتوليد تخصص الحقن المجهري-: أختي الفاضلة.. أشكر لك حسن عرضك لمشكلتك ووعيك بها، وأحييك على صبرك وقوة تحملك، وأدعو الله العلي العظيم أن ينعم عليك بالشفاء العاجل والصحة الدائمة.. فهو ولي ذلك والقادر عليه.

بداية عزيزتي فعلى حد وصفك الدقيق لحالتك فهي من الحالات غير المألوفة في وقتنا الحالي، وتسمى هذه الحالة بالناسور المهبلي.

ويمكننا لمزيد من التفصيل تقسيم الإصابة في العجان إلى درجات من التمزقات، علاوة على الناصور المستقيمي المهبلي:

  1. الدرجة الأولى: التمزق الطفيف للوسيلة الفرجية العليا والغشاء المخاطي وسقف الدهليز، كنتيجة للتمديد الفرجى أثناء الولادة الطبيعية، وتلتئم هذه الآفات تماماً دون اللجوء لخياطتها.
  2. الدرجة الثانية: تتمدد التمزقات بعمق أكثر متضمنة الطبقات العضلية للشفرتين والدهليز، ولا يمكن أن تلتئم هذه الآفات تلقائياً، ويصبح الفرج فاقداً أهليته كمانع طبيعي، مؤدياً إلى مص الريح داخل المهبل على الرغم من عدم المساس بكفاءة العاصرة الشرجية.

وفى حالتك تعتبر الجراحة هي الحل الوحيد لإصلاح الوضع، ولكنها عملية صعبة ذات مهارة خاصة، وبالتالي يجب اللجوء إلى طبيب معروف بمهاراته الجراحية، وأن تتم في مستشفى متخصص ومجهز للعناية المركزة.

وختاما نسأل الله أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وأن يتم شفاءك على خير بإذنه تعالى، وندعو الله لك بالتوفيق في سائر أحوالك.

وفي انتظار استشارة أخرى لنطمئن عليك وعلى صحتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top