آلية عمل اللولب.. ومشروعيته

آلية عمل اللولب.. ومشروعيته

تقول السائِلة: أود أن أستفسر عن آلية عمل اللولب لتنظيم الحمل؛ حتى أنتقل بالإجابة لقسم الفتوى لمعرفة حكم استخدامه، وما رأيكم باللولب صحيا؟ ما هي آثاره السلبية على المرأة؟ وبرأيكم ما هي أفضل الوسائل صحيا لتنظيم الحمل؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجـابة

يقول د. محمد نورالدين عبد السلام -أخصائي أمراض النساء والتوليد-: دعيني أوضح لك بشكل أكثر تفصيلاً: فموانع الحمل منها: الهرمونية والموضعية والميكانيكية. أما الهرمونية فهي نوعان: الأول يحتوي على هرمون الأستروجين، بالإضافة إلى هرمون البروجسترون. والثاني يحتوي فقط على هرمون البروجستيرون؛ فالأول يمنع التبويض من المبيضين؛ بمعنى أن البويضة لا تخرج من المبيض، وبالتالي لا توجد فرصة لتلقيحها بالحيوان المنوي ولا يتكون جنين أصلا. أما النوع الثاني فيقوم بجعل إفرازات عنق الرحم سميكة بحيث لا يستطيع الحيوان المنوي اختراقها والمرور إلى الرحم، ثم الأنبوبة، ثم المبيض لتلقيح البويضة.

وهنا أيضا طالما أن الحيوان المنوي لم يصل إلى البويضة فلا يتكون جنين، ولكن هناك نظرية أخرى في عمل ذلك النوع الثاني، وهي أن هرمون البروجستيرون لا يجعل بطانة الرحم مناسبة لزرع البويضة الملقحة في الرحم؛ فمعنى ذلك أنه إذا استطاع الحيوان المنوي اختراق إفرازات عنق الرحم السميكة، وحدث تلقيح للبويضة، وتكون الجنين.. فإن ذلك الجنين لا يمكنه أن يزرع في بطانة الرحم لعدم مناسبتها لذلك؛ مما يجعله ينزل مع دم الحيض.

أما الأنواع الموضعية فهي مثل الأقراص الموضعية والكريمات الموضعية والواقي الذكري، والكريمات والأقراص تقوم بقتل الحيوانات المنوية في المهبل قبل دخولها إلى الرحم.

أما الواقي الذكرى فيمنع نزول السائل المنوي إلى المهبل بل يبقى داخل الواقي الذكري، وأود أن أنبه إلى أن الأنواع الهرمونية منها الأقراص ومنها الحقن (وأشدد على عدم استخدام الحقن لما ثبت من مضاعفات خطيرة تتسبب فيها تلك الحقن، ولا مجال الآن للخوض في تفاصيل ذلك).

أما الأنواع الميكانيكية فتمثلها اللوالب بأنواعها، وطرق عملها عبارة عن نظريات كثيرة، وليست واحدة؛ فمن تلك النظريات:

  • أن وجود اللولب في الرحم يتسبب في إنشاء نوع من الالتهابات ينجم عنه ظهور بعض الخلايا الدفاعية، فعندما تأتي البويضة المخصبة (بداية تكوين الجنين) إلى الرحم، وتحاول أن تنزرع في بطانته تقوم تلك الخلايا بالتهامها كأنها جسم غريب.
  • أن وجود اللولب في الرحم في حد ذاته يجعل زرع البويضة الملقحة (بداية تكوين الجنين) صعبة، فتنزل تلك البويضة مع دم الحيض.
  • ومن النظريات أيضاً أن وجود اللولب يجعل حركة الأهداب الموجودة داخل الأنابيب (وهى في الاتجاه من المبيض إلى الرحم) معكوسة؛ أي في اتجاه المبيض؛ مما يعوق وصول البويضة الملقحة إلى الرحم في الوقت المناسب لزرعها؛ ونتيجة لذلك نجدها تزرع داخل الأنبوبة (لأن وقت الزرع قد حان، ولذلك تزرع في المكان الموجودة فيه أياً كان ذلك المكان) وهذا ما نسميه “الحمل خارج الرحم“، ويزيد حدوثه فيمن يستعملن اللوالب.
  • ومن النظريات أيضا ما تقول بأن وجود اللولب يجعل حركة الأنابيب نفسها (وهي طبيعيا من المبيض إلى الرحم) يجعلها أسرع من الطبيعي؛ ولذلك تصل البويضة الملقحة إلى بطانة الرحم في وقت أقل من الطبيعي لزرعها؛ فلا تكون مؤهلة للزرع فتسقط مع دم الحيض.

وباختصار نجيب على سؤالك أختنا الكريمة جزاك الله تعالى كل خير بأن بداية الحياة تتكون مع استعمال اللوالب والأقراص والحقن التي تحتوي على هرمون البروجستيرون فقط، ولكن تلك الوسائل لا تسمح للجنين باستمرار انقساماته والمضي في التكون. أما الوسائل التي تحتوي على هرموني الأستروجين مع البروجستيرون؛ فلا يتكون معها جنين أصلا؛ لأن التبويض في تلك الحالة لا يحدث (وأكرر عدم استعمال الوسائل الهرمونية عن طريق الحقن كما ذكرت من قبل)، أما الأنواع الموضعية فهي أيضا لا يتكون مع استعمالها جنين.

أما أفضل الوسائل الصحية لتنظيم الأسرة التي تناسبك فسيقررها لك طبيبك المعالج على حسب حالتك وما يتوافق معها.

أضف تعليق

error: