ما هي ذنوب الخلوات التي تجعل الحسنات هباء منثورا

تمت الكتابة بواسطة:

ذنوب الخلوات هي من أعظم الذنوب قُبحًا -وكل الذنوب لها من القُبح نصيب-؛ إذ أن البعض يختفي عن عيون الخلق ولا يختفي، ولن يستطيع، أن يختفي عن عين الله.

يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله

بعض أبنائنا لربما يغريهم الشيطان، ويُزين لهم العصيان؛ فيغلِّقون الأبواب؛ وينسون أن الباب يغلق عن المخلوق، أما الخالق -سبحانه-، والملائكة، والرقيب والعتيد؛ فلا يمكن أن يكون هناك بابٌ يغلق دونهم، ولا قفل يحول دخولهم علينا؛ فإن الله أوكل بالملائكة حِفظ الأعمال.

التربية على الإيمان بوجود الملائكة في حياتنا يجعل الإنسان في خلواته في إخباتٍ ومهابة لمقامه بين يدي الله غدا.

إن أقل الناس حياء من لا يستحي من الله، ويستحي من الخلق. قال -تعالى- في الآية ١٠٨ من سورة النساء (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم).. الآية.

واعلم أن ذنوب الخلوات هي نذير الهلاك.

ذنوب الخلوات قِلة حياء من الله

إن تربيتنا لأبنائنا على أن ذنوب الخلوات قِلة حياء من رب الأرض والسماوات يجعلهم يخافون ويهابون ويستحيون من الله أكثر من حيائهم مِنَّا.

فإن الأبناء لا يعصون ولا يمكن أن تظهر على شاشة أجهزته الإلكترونية أي ذنب وأنت أيها الأب تراه. فلو قرُب إليك بهاتفه المحمول لأراك أجمل ما في الاستوديو، ولو فتح اللابتوب لدخل أجمل المواقع التي يريدك أن تراه يراها، ولو مع ريموت التلفاز لثبَّت القناة التي أنت تحبها.

لكنك أيها الأب، وأنتِ أيتها الأم؛ لا تستطيعون أن تدفعوا عنه ضُرّ لو شاء الله له الضُر؛ ولن ترزقوه نفسًا واحدا؛ فقولوا له: ألا أحياء يا بني من الله؟

استحي من نظر الإله وقل لها -أي قل لعينك-: إن الذي خلق الظلام يراني.

إن تربيتنا على أن أبنائنا ينبغي أن يَسْتَحْيُوا في الخلوات أكثر من الجلوات يجعل أبناء هذا الجيل ينفعوننا بعد موتنا لأنهم يكونون من الصالحين.

واقرأ هنا أيضًا: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

حسناتك هَبَاءً مَنْثُورا

عقوبة من لا يستحي من الله في الخلوات أن يجعل الله جميع طاعته هباءً منثورا؛ أعوذ بالله.

نعم؛ إن الله يغار ويغضب. عندما قال النبي ﷺ (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا؛ قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم! قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).

فاحذروا، وقولوا لأبنائكم: نخشى أن تَعْصُوا الله في الخلوات فتكون جلواتكم في هَمٍ وحَزَن.

اللهم ارزقنا الخشية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: