مرض القولون العصبى وأسبابه وعلاجه

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , القولون , القولون العصبى
القولون

وتجدر الإشارة هنا إلى أن القولون العصبى في حد ذاته عبارة عن مرض غير عضوي، فهو كما تشير تسميته بالقولون العصبى لأنه نتاج لحالة نفسية وعصبية من التوتر والقلق، ولا يُعرف له سبب طبي آخر غير ذلك إلى الآن، وتحوله لمرض عضوي يأتي دائمًا بعد تشخيصه، حيث تُثبت الفحوصات حينها وجود التقرحات أو المرارة أو الأورام، ولا ننكر أن جزء من مرض القولون العصبى ما هو إلا نتيجة مباشرة لسوء التغذية.

ما أبرز الأمراض العضوية الناتجة من الأمراض العصبية والنفسية؟

قال “د. محمد القضاة” استشاري التغذية. تتعدد الأمراض العضوية الناتجة بالأساس عن مجموعة من الأمراض العصبية والنفسية مثل التوتر والقلق والخوف، ولكن لا يمكننا القول بالأثر المنفرد لهذه الأمراض العصبية في إنتاج بعض الأمراض العضوية، لأنها تنتج أيضًا من سلوكيات وأنماط غذائية وصحية غير صحيحة.

وإجمالًا تعتبر أمراض القولون من أكثر الأمراض إرتباطًا بالتوتر والقلق والعصبية الزائدة، ويرجع ذلك إلى انتشار ما يقرب من 70% من الأعصاب بالأمعاء الدقيقة، هذه الأعصاب ترسل إشارات مباشرة للدماغ بحالة من التوتر والقلق والخوف، هذه الأمراض النفسية والعصبية تؤثر بالضرورة على الأمعاء الدقيقة المُرسل منها الإشارات العصبية للدماغ، فتنتج عنها أمراض عضوية في الأمعاء الدقيقة والأعضاء المحيطة بها.

ما هو القولون؟

أشار “د. محمد” إلى أنه يتكون الجهاز الهضمي من مجموعة من الأعضاء الداخلية التي يدخل الطعام والشراب إليها منذ مرحلة التناول حتى نهاية الهضم وخروج الفضلات، وهي على الترتيب كما يأتي:
• الفم.
• البلعوم.
• المعدة.
• الأمعاء الدقيقة.
• الأمعاء الغليظة.

والأخيرة هذه يتشكل منها القولون بثلاثة أشكال هي الأمعاء الصاعدة ثم المستعرضة ثم النازلة، لينتهي بالمستقيم.

وحسب التقسيم السابق يتضح لنا نزول الغذاء تدريجيًا من الفم حتى يصل إلى الأمعاء الغليظة، وحال دخوله إلى الأمعاء الغليظة تبدأ هذه الأمعاء في التقلص، وحسب درجة التقلص وشدته تبدأ أعراض خلل القولون في الظهور، فالتقلصات البسيطة تُنتج الإسهال، والتقلصات الشديدة تُنتج الإمساك، مع ما يُصاحب ذلك من الإنتفاخ والغازات.

لماذا يختلف تأثير الأمراض النفسية على القولون من شخص إلى آخر؟

واقعيًا لا تتحول أمراض التوتر والعصبية إلى خلل بالقولون عند كل البشر، ويرجع ذلك إلى الإستعداد الوراثي والذي يمثل من 30 إلى 40% من أسباب تأثير الحالة النفسية على القولون، وهذا طبقًا للجينات المتوارثة من الأجداد والآباء، وهوالأمر الذي لا يد للإنسان فيه.

لكن لا يفوتنا القول بأنه مازال بيد الإنسان ما يقرب من 70% من أسباب تحول الأمراض العصبية إلى خلل بالقولون، وهي النسبة التي يمكنه التحكم والسيطرة عليها.

فأمراض مثل القولون والسكري والضغط هي بالأساس ناتجة عن الإستعداد الوراثي والجينات بنسبة لا تتجاوز الـ 30%، والفرد بيده تحفيز الإصابة وتهيئة الظروف لرفع درجة الإستعداد إلى 100%، أو المحافظة على صحته وسلامته بإتباع الأنماط الصحية والغذائية لعدم تجاوز الإستعداد الوراثي لحدوده.

هل الأطفال أكثر تهيئة لمرض القولون العصبى مقارنة بالبالغين؟

أكد “د. محمد” على أنه لا توجد شريحة عُمرية خاصة بمرض القولون، أو تزيد فيها معدلات القابلية للإصابة بالقولون، وإذا حاولنا التمييز من حيث معدلات الإصابة بالقولون سنجد أنه يُصيب النساء أكثر من الرجال، بسبب اختلافات واضطرابات الهرمونات الحاصلة شهريًا داخل جسم المرأة. وبشكل عام تعتبر إصابة الأطفال بالقولون العصبى صعبة الحدوث إلى حد كبير، وتزيد فرص الإصابة به من سن الثلاثين وما بعده.

كيف يتأكد الإنسان من إصابته بالقولون العصبى؟

كما سبق وأن أشرنا لا يوجد سبب مباشر يؤكد الإصابة بالقولون العصبى عند وجوده في الجسم، ويمكن تأكيد الإصابة من خلال ظهور بعض الأعراض الرئيسية التي تشير إلى وجود خلل بالقولون وأهمها:
إنتفاخ البطن.
• وجود الغازات في البطن.
• الإصابة بالإسهال الشديد أحيانًا، وأحيانًا بالإمساك الشديد.
قد تتزامن آلام البطن الشديدة مع هذه أعراض السابقة.

وتختلف إستمرارية الأعراض المذكورة باختلاف أسبابها، فقد تستمر إلى شهور متتالية، وقد تظهر لمرتين أسبوعيًا فقط. من هنا يتحتم على الطبيب تنظير القولون من الداخل للوقوف على الأسباب الرئيسية لإضطرابات القولون بعد إستبعاد الأمراض العضوية المباشرة داخل القولون مثل القرحة والأورام الحميدة والخبيثة، أو بمعنى آخر يُظهر لنا المنظار السبب المباشر في خلل القولون.

فإما أن يُظهر مرض داخل عضو القولون نفسه، أو يُظهر لنا عضو القولون سليم وبدون أمراض وبذلك يتأكد أن الأعراض السابقة هي لأسباب عصبية أي أن الإصابة بمرض القولون العصبى نتيجة التوتر والخوف والإكتئاب وليس مرض القولون العضوي.

ونشير إلى أن مرض القولون العصبى يُعرف أيضًا من الناحية الطبية باسم مُتهيجة القولون، أو القولون المزاجي، وهي الحالة التي تضطرب فيها تقلصات القولون لأسباب عصبية ومزاجية.

ما هي العادات الغذائية والصحية المُهيجة للقولون؟

أردف “د. محمد” لا يمكن أن ننكر ضلوع بعض العادات الغذائية والصحية الخاطئة في تهييج القولون واضطرابه – عصبيًا وليس عضويًا – مثل التدخين والإكثار من تناول مادة الكافيين الداخلة في مشروبات القهوة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والكحولية.

أما من حيث الأغذية المُهيجة للقولون فهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب الطبيعة الداخلية للقولون ووظائفه مع نوع الغذاء، فنجد من يهيج لديه القولون بسبب البقوليات كالفاصوليا والعدس والفول، وآخر يهيج عنده القولون من البصل والثوم، وثالث يهيج قولونه من الحليب ومشتقاته لعدم إحتماله لإنزيم اللاكتوز المساعد في هضمه الأمر الذي يؤدي إلى تكسير سكر الحليب بالقولون بدلًا من تكسيره بالأمعاء الدقيقة، وهكذا مع باقي أنواع الأغذية.

ومما سبق يُنصح الفرد دائمًا بتجربة تناول جميع الأغذية للوقوف على أنواع الغذاء التي تسبب أعراض الإنتفاخ والغازات والإسهال والإمساك، وبعد تحديد الأصناف والأنواع الغذائية بالتجربة العملية يبدأ في تجنب تناولها أو التقليل منها كحد أدنى.

هل توجد خطورة صحية مستقبلية حال إهمال علاج القولون العصبى؟

القولون العصبى لا يتحول إلى أية أمراض عضوية على المدى الطويل، لكن أعراضه المزعجة على حياة المريض مَدْعاة لعلاجه وليس إهماله.

ومريض القولون العصبى هو طبيب نفسه، فبعد إستبعاد الأمراض العضوية في القولون بمعرفة المتخصصين، يبدأ مريض القولون في تجربة الأنواع المختلفة من الأغذية والمشروبات، إلى أن يصل إلى قائمة الأطعمة المحظورة التي تُهيج القولون لتجنبها كليًا، أو لتناولها وقت إشتهاءها الشديد فقط.

ومن طريقة العلاج المذكورة يَتَكشَّف لنا الآتي:
علاج القولون ما هو إلا علاج وقائي للحد من هيجانه وإضطرابه، ولا يوجد له علاج قاطع في نتائج شفاءه، كما لا يُنصح طبيًا وصحيًا باللجوء إلى مهدئات إضطرابات القولون لأنها تسبب كسل الأمعاء بمداومة التناول، والأولى الإعتماد على النصائح والإرشادات الوقائية كطريق للعلاج.
يتكشف لنا أيضًا أن القولون العصبى عبارة عن متلازمة مستديمة مع المريض مدى حياته.

هل توجد أصناف غذائية تعمل على راحة القولون وعدم تهيُجه؟

أكد د/ محمد على أنه لا يمكننا ذكر أصناف بعينها لراحة القولون، ولكن يمكننا توجيه بعض النصائح الغذائية والإرشادات العامة التي تساعد في إستقرار القولون وراحة الجهاز الهضمي ككل، ومنها:
• تجنب تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون.
• تجنب تناول الوجبات السريعة.

• ضرورة الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكهة الطازجة لأنها تُسهل عمليات الهضم.

• تجنب تناول الأغذية الحارة والأغذية المالحة.

• تجنب إمتلاء المعدة وذلك بتوزيع وتقسيم الوجبات الغذائية إلى خمسة وجبات يومية خفيفة، وهذا أفضل كثيرًا من وجبتين أو ثلاثة ذات كميات طعام كبيرة.

• محاولة تجنب – أو التقليل – تناول المشروبات الغنية بالكافيين والتدخين. ووجب التنبيه هنا على ضرورة تجنب شرب القهوة على معدة فارغة، لأنها تُهيج غشاء المعدة، مما يُعزز فرص ظهور أعراض الإنتفاخ والغازات وتهيج القولون.

• يجب الحصول على القدر الكافي للجسم من النوم.

• محاولة وضع الجهاز العصبي في حالة إسترخائية بالبعد عن أجواء التوتر والتعصب والضغط النفسي.
• تناول كميات وفيرة من الماء على مدار اليوم.

متى يُصاب الإنسان بمرض النسيان؟ ومتى يصبح خطرًا على حياة الفرد؟

النسيان بشكل عام قد يكون غير مَرَضي، بل وقد يُنصح الإنسان بالتناسي أحيانًا للحفاظ على صحته البدنية والذهنية. ويمكننا القول أن الحفاظ على الذاكرة ونشاطها يلزمه إتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية التي تغذي وتجدد خلايا الدماغ وتنشط الذاكرة، ونذكر منها على سبيل المثال:
المكسرات الغير مملحة: حيث أن تناول خمسة حبات من الجوز يوميًا كافية بإمداد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية المغذية للدماغ. كذلك اللوز الأخضر.

الأغذية البحرية: وبخاصة أسماك السالمون والسردين والماكريل والتونة.

الحليب خالي الدسم: لأنه يحتوي على البكتيريا النافعة (البروباياتيك) التي تعمل على إسترخاء الجسم وراحته (للعلم تتسبب المشروبات الكحولية والمشروبات الغازية والأدوية الكيميائية في قتل هذه البكتيريا النافعة داخل الجسم، وهو الأمر الغير صحي والغير مفيد للجسم).
الخضروات والفواكهة.

وقد نلجأ مع كبار السن إلى وصف المكملات الغذائية، نظرًا لزيادة احتياجات الجسم عندهم من مغذيات الدماغ، والمكملات الغذائية المفيدة لتحسين نشاط الذاكرة عند كبار السن مثل الأوميجا 3.

هل يعتبر الصداع مؤشر على خلل بضغط الدم؟

لا علاقة للصداع بإرتفاع أو إنخفاض ضغط الدم، بل على العكس يُعرف مرض ضغط الدم بالقاتل الصامت، لعدم وجود أية أعراض ظاهرة له، ويتم إكتشافه إما صدفةً، أو بعد وصوله لمراحل خطيرة مسببًا الجلطات. وضغط الدم قد يكون نتاج شعور التوتر والقلق المستمر، أو نتاج لسوء التغذية والوزن الزائد، فكل إنسان يمتلك 20% زيادة عن الوزن الصحي لجسمه هو أكثر تهيؤ للإصابة بإرتفاع ضغط الدم، والعلاج في هذه الحالة ينحصر في إنقاص الوزن سريعًا، مع الإبتعاد عن تناول المخللات والأملاح.

وبشكل عام تعتبر بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن) من أقل البلاد العربية إصابةً بالسمنة، على عكس دول الخليج التي ترتفع فيها نسب الإصابة بالسمنة إلى 80% تقريبًا، وقد يعود هذا إلى إعتماد بلاد الشام على الأغذية الصحية البحرية من البحر الأبيض المتوسط.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: