متناقضات حقوق عامة

تمت الكتابة بواسطة:

على مقعدين متقابلين كان يتحدث عن الحقوق العامة واحترام مشاعر الآخرين، وأنه يجب توعية المجتمع، لذلك فلا يجب مثلا أن توقف سيارتك خلف مجموعة من السيارات، فالمواقف ليست ملكا لأبيك! ولا يجب أن تقتحم الطابور المزدحم من أجل أن تنتهي سريعا، فالطوابير ليست إرثا لأبيك! ولا يحق لك أن تترك مكان نزهتك متسخا، فذلك المكان ليس أرضا لأبيك أيضا!

وبعد سلسلة من الأمثلة التي لم يكن شيء منها ملكا لأبي، آثر الراحة قليلا فأشعل سيجارته، ونفث دخانها بكل قوة حسرة على وضع المجتمع الذي لا يحترم مشاعر الآخرين، ولست أعلم حتى هذه اللحظة من الذي قال له إن الهواء ملكا لأبيه!

وجهات نظر

أصدر كتبا كثيرة عن احترام الرأي والرأي الآخر وكتب مقالات أكثر عن تقبل النقد والموضوعية وخرج محاضرا في أكثر من وسيلة إعلامية ليردد «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» وفي أول برنامج حواري يشارك فيه أجهز على خصمه من أول جولة حين رفع شعار «لا أريكم إلا ما أرى» وحين استعرض كل ما يعرف من عبارات تسفيه الرأي المضاد وقتل كل مبادرات للرد!

الصدق ليس إلا!

بعد أن سردت كل أحاديث الغيبة والنميمة التي تعرفها، وبعد أن قرأت كل عظات الوعيد والتهديد التي تحفظها، أتى ذكر جارتها اللدود «أم أحمد» لتخرج كل ما في جعبتها من مفردات الشتائم ومن عبارات القدح، وعندما أحست بهول ما اقترفت أنهت المجلس بقولها «ما قلنا إلا الصدق»!

سر النجاح

بعد ثلث ساعة من موعد بداية المحاضرة حضر الأستاذ ثم بكل تكاسل وضع أوراقه وتفقد أسماء الطلاب الحاضرين، ثم دعا بالويل والثبور لكل من تخلف عن الحضور وبعد أن هدأت نفسه، ألقى محاضرة طويلة عريضة ومملة عن «الالتزام بالمواعيد سر النجاح»!

بقلم: ماجد بن رائف


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: