العقيدة والسلوك

لكي تؤتي العقيدة أكلها بين الناس يجب أن يستتبعها سلوك ينم عليها وواقع يعبر عنها، أما حالة الانفصال والانفصام بينها وبين السلوك، فإنها لا تحقق لهذه العقيدة الأثر المرجو والناتج المطلوب. كثيرون منا -وبكل أسف- جعلوا مسافة واسعة وهوة كبيرة بين العقيدة والسلوك، منهم من يعي ذلك ويعرفه، ومنهم من يجهل هذا الأمر.

عندما تدور بناظريك في أحوال الناس اليوم تجد العجب العجاب، تجد أناس يقولون الزور ويشهدون الزور، والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا شر شهادة الزور وخطرها فقال «عدلت شهادة الزور الإشراك بالله». وقوله: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله؟ قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت».

ترى أناسا يمارسون الغش بكل صوره وأشكاله، ولا يتذكرون قول النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا» وفي رواية «من غش فليس منا» تلاحظ من يستحلون الرشوة ويأخذونها ويعيشون بها وينفقونها على أولادهم، ونسوا أو تناسوا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- «لعن الله الراشي والمرتشي».

تسمع عن مسلم جاره جائع ويبيت هو شبعان، ويترك جاره ولا يقدم له ولو القليل مما عنده ليأكل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم» ويقول أيضا: «أيما أهل بلدة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله».

هي إذن حالة من التناقض الكبير والخطير أيضًا، وهي حالة من الانفصال الواضح والانفصام الجلي بين عقيدتنا، عقيدة التوحيد وهذه السلوكيات السيئة. وليست هذه فقط، إنما هي بعض من سلوكيات خاطئة عديدة أصابت كثيرين منا. وهي لا شك سلوكيات تبتعد بل تتناقض مع عقيدتنا وشريعتنا التي تحثنا على الإيمان والعمل الصالح، ليتلازمان ويتكاملان، فيحققان الخير للمجتمع وللأمة كافة.

واقرأ أيضًا: محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها دلائل وعلامات في المُحِب.. فماذا عنك؟

بقلم: محمود الإمامي

أضف تعليق

error: