ما هي أسباب وعلاج ارتفاع ضغط العين

صورة , ارتفاع ضغط العين , الجلوكوما
عين

ما هو ارتفاع ضغط العين وما أسبابه؟

قالت “د. سلوى الهزاع” استشارية العيون. قديمًا كان ارتفاع ضغط العين يُسمى السويرق، وترجع هذه التسمية لأنه يسرق النظر بدون أعراض أو علامات وفي غفلة من المريض، كما أن الأمريكان يسمونه اللص الصامت، لأنه يأخذ من الرؤية تدريجيًا دون أن يشعر الإنسان، بل ويتكيف معه دون إحساس بتغيير مستوى الرؤية.

وللأسف الشديد يخلط الكثير من الناس بين ارتفاع ضغط العين أو الماء الأزرق أو الجلوكوما – وكلها مسميات لنفس المرض – والماء الأبيض، رغم وجود اختلاف شاسع بينهما. فالماء الأبيض سهل العلاج، حيث تُزال العدسة وانتهى الأمر.

أما الماء الأزرق من الأمراض المزمنة مثل أمراض السكري وضغط الدم والكوليسترول، وبذلك تتشابه طريقة علاجه مع طرق علاج هذه الأمراض، من حيث بداية العلاج والمداومة عليه حتى بعد الشفاء منه، أي الإلتزام بالعلاج مدى الحياة، حتى لو تعدل وانضبط ضغط العين.

ويُعد الماء الأزرق من الأمراض المنتشرة جدًا في منطقة الخليج، وبالذات في المملكة العربية السعودية، وهو أحد أهم أسباب العمى في المملكة السعودية.

والإصابة بالماء الأزرق لا تؤثر على مركز البصر في البداية، بل تؤثر على الرؤية بأطراف العين، لذلك لا يشعر المريض بالمرض ولا يعلم أنه مريض بالأساس حتى بلوغ الحالة المتقدمة. فهو من الأمراض التي ليس لها أي أعراض، ولا يمكن تحديد سبب معين للإصابة به إلا السببين الوراثي والخلقي.

وطبيعة مرض الماء الأزرق أن زاوية العين المسئولة عن تصريف السائل الموجود داخل العين (وهو السائل المسئول عن تكور العين) لا تعمل ولا تُصرف هذا السائل، إما لأنها غير مفتوحة بالطريقة السليمة، أو أن تكوين السائل نفسه يجعله غير قابل للتصريف.

ونتيجة لعدم تصريف هذا السائل يُصاب الإنسان بإرتفاع ضغط العين دون وجود أعراض ظاهرة، لهذا ننصح من هم أكبر سنًا من 40 عام بالفحص الدوري على ضغط العين، لإكتشاف أي تغير في ضغط العين مبكرًا وسرعة علاجه.

ولأن الأمر مختلف إذا ما قورن بالماء الأبيض. فالماء الأبيض يُسبب عتامة العين، فنُزيل الماء والعدسة مع زرع عدسة جديدة فيعود النظر أفضل مما كان. أما في حالة الماء الأزرق ما نفقده من النظر لا يمكن إسترداده مرة أخرى بأي طريقة علاجية، وينصب جُل إهتمام الطبيب على المحافظة على النظر عند المستوى الذي وصلت إليه الحالة فقط لاغير.

طرق علاج ارتفاع ضغط العين

تابعت “د. الهزاع” تبدأ الخطة العلاجية بأنواع معينة من القطرات التي تساعد على تخفيض ضغط العين. فإذا لم تستجيب الحالة المرضية ولم ينخفض ضغط العين نلجأ إلى الليزر كخطوة ثانية. وإذا ما انعدمت جدوى الليزر ولم يحقق النتائج المرجوة، كانت الخطوة الأخيرة التدخل الجراحي لتصريف المياه جراحيًا، بوضع أنبوب داخل العين وتصريف الماء من خلاله، وهو الإجراء الذي نستخدمه مع الحالات المرضية المتقدمة.

وللأسف معظم الحالات تتجه للعلاج بعد إنخفاض مستوى الرؤية تمامًا، ووصول الخلل البصري من أطراف العين إلى مركز الرؤية، لعدم وجود أعراض ظاهرية كما سبق وأن أشرنا. لذا كانت النتيجة النهائية لأي من الخطوات العلاجية المذكورة مجرد المحافظة على مستوى النظر لا إستعادة ما فُقد منه.

هل الشعور بالصداع المستمر عند بذل مجهود بصري أو قلة إضاءة الغرفة من علامات ارتفاع ضغط العين؟
طبيًا وصحيًا يجب أن تتم الممارسات البصرية في إضاءة غرفة جيدة جدًا وقوية، إلا أن هذه الحالة لا علاقة لها بارتفاع ضغط العين . وقد يحدث أحيانًا الشعور بالصداع مع ارتفاع ضغط العين، ولكنه ليس شرطًا، لأنه مرض صامت، والحل الوحيد لإكتشافه هو الكشف الدوري بواسطة طبيب عيون متخصص في الماء الأزرق.

هل عدم إزالة الماء الأبيض يؤدي إلى الإصابة بالماء الأزرق؟

إنهما مرضين مختلفين تمامًا، فالماء الأبيض هو عتامة عدسة العين، ويُعالج بإزالتها. أما الماء الأزرق هو عدم تصريف السائل المسئول عن تكوير العين.

ما العلاقة بين العلاج بالكورتيزون والماء الأزرق؟

الأمراض المزمنة كالروماتيزم وأمراض الكُلى تحتاج إلى جرعات من الكورتيزون لعلاجها، والكورتيزون من أسباب الإصابة بإرتفاع ضغط العين، لذلك يجب على من يُعالج بجرعات من الكورتيزون إستشارة طبيب العيون لقياس ارتفاع ضغط العين .

لماذا لا نستطيع إستعادة النظر المفقود عند الإصابة بالماء الأزرق؟

أردفت “د. الهزاع” لأن الإصابة بارتفاع ضغط العين يزيد من حجم التكور، وبالتالي الضغط على العصب البصري الموجود خلف العين، هذا الضغط يؤدي إلى تلف العصب البصري، وكغيره من الأعصاب الموجودة بالجسم عند التلف لا يمكن إسترداده أو تغييره.
لذلك التدخل المبكر لعلاج الماء الأزرق أفضل كثيرًا، لتقليل المفقود من النظر، والمحافظة على المتبقي منه.

ما أبرز النصائح لإكتشاف الماء الأزرق مبكرًا؟

النصيحة للجميع:
إذا رأيت طفلك ذو عيون كبيرة وتذرف الدموع بشكل مستمر، اذهب به إلى الطبيب للفحص والإطمئنان من عدم إصابته بالماء الأزرق الخلقي.
عند استعمال أدوية الكورتيزون، أو عند إلتهاب العين بشكل دوري، اذهب للطبيب للفحص والإطمئنان.

عند بلوغ سن الأربعين لابد من الفحص الدوري، للتأكد من عدم الإصابة بالماء الأزرق، أو لإكتشافه مبكرًا، للمحافظة على قدر أكبر من الرؤية.

أضف تعليق

error: