تجعل التغيرات الهرمونية لدي السيدة الحامل خلايا جسمها أقل استجابة للأنسولين ولا يستطيع البنكرياس مواكبة زيادة طلب الأنسولين في فترة الحمل وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة السكر في الدم.
ما المقصود بسكر الحمل؟ وما هي أسبابه؟
قالت “د. هدى سليمان” استشارية أمراض النساء والتوليد. يعتبر سكر الحمل هو زيادة في نسبة السكر في الدم المنتشر لأول مرة في الحمل وغالباً ما يكون في النصف الثاني منه أو بعد الأسبوع الثاني والعشرين.
وتابعت الدكتورة “هدى سليمان” أما عن أسباب سكر الحمل لدى المرأة الحامل فيمكننا القول بأن سكر الحمل له أسباب عدة خاصة عند من يعيشون في الشرق الأوسط الذين يتعرضون لسكر الحمل بدرجة أكبر من الأوروبيين وذلك إما بسبب التاريخ المرضي العائلي الذي يؤثر حتماً على المرأة الحامل بجانب زيادة الوزن أكثر من اللازم التي تزيد من خطورة التعرض لسكر الحمل، بالإضافة إلى السيدات اللاتي تعاني من تكيس المبايض أو السيدات اللاتي أنجبت طفلاً كبيراً في حجمه عن اللازم أو عند السيدات اللاتي تعرضن للإجهاض.
إلى جانب ذلك، تعمل هرمونات المشيمة مقاومة للأنسولين في جسم السيدة الحامل مما يزيد من خطورة التعرض لسكر الحمل وذلك بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين بكميات كافية وذلك قد يكون بسبب العامل الوراثي أو الأسباب الأخرى السابق ذكرها بالإضافة إلى كبر سن المرأة الحامل.
كيف يمكن تشخيص سكر الحمل؟
يمكننا تشخيص سكر الحمل بملاحظة أعراضه عند السيدات اللاتي تعاني من زيادة الوزن أو اللاتي لديها تاريخ مرضي عائلي ووراثي عن طريق إجراء تحليل سكر الصيام ومن ثم يتم إعطائها كمية معينة من الأنسولين ثم يتم قياس مدى استجابة الجسم لهذه الكمية بعد ساعة أو ساعتين وذلك من أجل تشخيص سكر الحمل.
وأردفت ” هدى” عند تشخيص سكر الحمل يُنصح للمرأة الحامل باتباع نظام غذائي صحي وذلك من خلال المتابعة مع أخصائي التغذية مع ضرورة التقليل من تناول السكريات والدهون المشبعة مع التشجيع على تناول البروتينات والخضروات والدهون الغير مشبعة مثل دهون زيت الزيتون والمكسرات مع أهمية ممارسة التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي مع إمكانية تحويل السيدة التي تعاني من سكر الحمل إلى طبيب الغدد.
على الجانب الآخر، هناك بعض السيدات اللاتي لا تستجيب مع هذا العلاج وحينها نقوم باللجوء إلى تناول بعض الأقراص الدوائية أو الأنسولين في بعض الأحيان.
ما هي مضاعفات سكر الحمل؟
من مضاعفات سكر الحمل عند المرأة هو زيادة حجم الجنين أكثر من اللازم مما قد يؤدي إلى الولادة القيصرية المتعثرة حيث يمكن حينها أن يصل حجم الجنين إلى أكثر من 4 أو 4.5 كيلو جرام.
وأضافت “هدى سليمان” يمكن للطفل الذي تعاني أمه من سكر الحمل أن يتعرض إلى انخفاض في السكر في الفترة الأولى بعد الولادة مباشرةً، لذلك يجب ملاحظة الطفل 24 ساعة على الأقل من ساعة الولادة.
إلى جانب ذلك، من الممكن أن يتعرض الطفل مع سكر الحمل إلى الاصفرار الزائد عن الحد مع إمكانية وجود صعوبة في تنفس الطفل حيث أن السكر يؤجل عادةً نمو الرئة عند الطفل، كما أنه مع الوقت يكون هذا الطفل أكثر عُرضة للسمنة الزائدة ولبعض الأمراض الأخرى مثل السكر من النوع الثاني.
هل يستوجب التعرض لسكر الحمل بقاء السكر مع المرأة طيلة الوقت؟
يمكننا القول بأن سكر الحمل يتم الشفاء منه وينتهي بانتهاء الحمل عند السيدة الحامل ولكن يجدر علينا الإشارة إلى أن مثل هؤلاء السيدات يكونون أكثر عُرضة للسكر من النوع الثاني مع مرور الوقت، لذلك يُنصح للمرأة دوماً عمل التمارين الرياضية البسيطة حتى تتجنب استمرار السكر معها بعد ذلك.
وأخيراً، يُنصح للمرأة الحامل بشراء جهاز لقياس السكر في المنزل ويتم قياسه بعد الأكل وقبله ويتم تسجيل القراءات ومن ثم يمكننا علاج مشكلة ارتفاع سكر الحمل عندها مع ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المختص فيما يخص سكر الحمل.
اترك تعليقاً