تقول: أرجو منكم توجيه همسة للآباء في غزة والضفة، فما نحن فيه من فتنة وليد سنوات وليس بحديث. ولكن عهدي أنا كمربية للأطفال هو الحديث؛ وشكرا لكم.
⇐ وهنا تقول –المستشارة التربوية والأخصائية– وفاء أبو موسى: الأخت الكريمة؛ لفتة جميلة منك جدا للأوضاع في فلسطين فهي في نفس المستوى من الأهمية لكن الاختلاف جوهري فالخلاف في فلسطين حادث على ضرب من ضروب السلطة وليس من ضروب الدين، بل حادث في اتخاذ الدين وسيلة أكثر من اتخاذه منهج وروح ونظام، والطرف الآخر عاث بالأرض فسادا باسم الوطنية فكلا الطرفين من وجهة نظري الفكرية أخطئوا كثيرا في حق الأرض المغتصبة وفي حق الشعب المنهك بكرمة وفداءه وتضحياته.
على الآباء والأمهات في غزة الاعتراف أولا أنهم يعيشون في كارثة تربوية لأنهم يعززون العنصرية والتعصب في تربية ونشأة أبنائهم فقط لأنهم من الحزب الفلاني والحزب الآخر حزب قاتل ولا يحترم الحقوق الوطنية أو الدينية في فلسطين.
أبنائنا، شعبنا، قضيتنا هم الثلاثي الخاسر في ظل معركة أحداث الانقسام في فلسطين وعلينا أن نعلم أبنائنا احترام تضحيات شعبهم بكل طوائفه وأحزابه لأن الأحزان المختلفة وجه للتنوع الفكري في الأرض الخصبة وأن نشأ التطرف أصبحت تلك الأرض عاقرا عقيمة، ولا نحن ولا أجيال المستقبل يطمحون في الوصول لتلك النتيجة.
لذلك أنصح المربين والوالدين ورؤساء المؤسسات التنموية الشبابية ومؤسسات الطفولة جميعا علينا أن نقف يد واحدة ضد الانقسام وتكريسه.
وإن نخصص حصص دراسة حول الانتماء والوطن والتضحية والفداء ليس مقرونون بفصل واحد دون الآخر.
علينا أن نعزز احترامنا لأبنائنا كي يحترمون بعضهم البعض.
علينا أن ندربهم على طرح أفكارهم بوضوح دون خوف أوقد فالسلطة التي تفرض نفسها على شعبها بالقوة هي أضعف السلطات.
المعرفة أكبر موازين القوى فلنسلح أطفالنا بالمعرفة لينشأ جيل جديد قادر على مواجهة أزمات أكبر في فلسطين وحتى لا تكون قضيتنا في ساحات رهان الموساد وأجهزته التي لعبت دورا رئيسيا في شعل الفتنة والانقسام في الأراضي المحتلة فهم يطبقون سياسة «فرق تسد» ليس في فلسطين فقط بل في كل العالم يخططون ويجتهدون ويثابرون من أجل تلك الانقسامات.
أمنا نحن كمربين وآباء ومسؤولون علينا أن نجتهد ونثابر ونتميز في خلق جيل فكرة مفتوح لا يؤمن بالتعصب للحزب الواحد جيل يؤمن بقضية القدس ويتوجه إليها بانتماء ويقين بعيدا عن التطرف أو الظلم، أو الشر.
علينا كمربين أن لا نخلط الحابل بالنابل، أن جميعا نعيش في فلسطين مسيحيون ومسلمون بحب وسلام بل ليس لدينا عنصرية هذا مسيحي وهذا مسلم تلك العنصرية نحن شعب واحد وجرحنا واحد ولدينا عدو واحد لا يتركنا نعيش في سلام ينشر الشر بكل قوته في مضاجعنا وسلطتنا وفكرنا هو فقط من يستحق أن لا نحترمه.
أما الأفكار المختلفة والمعتقدات المختلفة فهي غذاء لأرواحنا ومع من تكن السلطة ليس جديرا أن ننقسم من أجله لان لدينا ما هو أكبر وهو «الاحتلال».
إذن علينا كمربين عدم غرس الانقسام في نفوس أبنائنا بقدر أن نعلمهم معنى التفكير بحكمة، الانفتاح الفكري، مناقشة فكر الآخرين بالمنطق والساحة فقط للأوفياء لهذا الوطن بعيدا عن الظلم والشر، فالدين أبدا لا يدعو للقتل ظلما، ولتضيق الخناق على أناس ضحوا بالغالي والرخيص من أجل الوطن.
إن ندعو أبنائنا للإيجابية أفضل من أن نكرس في نفوسهم السلبية واللامبالاة والكراهية.
هناك مقولة تربوية تقول: «لا توجه أصابع الاتهام بقدر أن تعمل من أجل الأفضل».
أتمنى لكم التوفيق والسعادة..
⇐ وقد ترغبون في الاطلاع على: