العلاقة بين علم التربية وعلم الدماغ

صورة , ولد , بنت , الطفولة , علم التربية

نعمل جميعاً نحن الآباء على تربية أبنائنا وكلنا أمل وهدف في تربيتنا أن يكون أبناؤنا مستقلين وناجحين في حياتهم ولكن يبدوا أن هناك بعض الصعوبات التي تواجهنا لتحقيق هذا الهدف حيث أن لكل ابن في كل عمر خصوصيات خاصة به وحده والتي يختلف فيه عن غيره.

ردة الفعل الصحيحة من الأهل تجاه سلوك الابن الخاطئ

قالت “د. عايدة البيروتي” أخصائية الإرشاد النفسي والتربوي. يجدر الإشارة إلى أننا نعامل أبنائنا بطريقتين أولها هي طريقة النجاة من الموقف الذي نتعرض له والأخرى هي طريقة التحقيق.

أما عن طريقة النجاة فيجب علينا الانتباه إلى أفعالنا التي نقوم بها تجاه أولادنا على الرغم من أن أفعالنا الجيدة مع أبنائنا قد يصاحبها سلوكيات خاطئة منهم، وهنا يجدر علينا ذكر أن مع هذه الطريقة يصاحبها كذلك العديد من الطلبات لأولادنا يتخللها اللوم أو السيطرة أو التجريح لشخص الأولاد في بعض المرات، حيث على سبيل المثال حين يحدث شجار مع الأخوين في البيت فإن الأم تنهر كليهما وتطردهما لمكان النوم مما يزيد من الجرح لدى كلا الطفلين أو الأخوين، وهذه تعتبر طريقة خاطئة في التربية، ومن هنا تأتي أهمية تعلم علم التربية وعلم الدماغ.

وتابعت الدكتورة “عايدة بيروتي” أما عن أسس علم التربية التي تحدَّث عنها الدكتور كلارك تتمثل في قضيتين اثنتين وهما الميزان والتأديب.

أما عن الميزان فتتمثل فيه القوانين والتعلم وإعطاء التوجيهات والتعليمات للأولاد، لذلك فإن التأديب لا يعني الصراخ واحداث المشكلة مع الأولاد لكن التأديب هو أن نحب أولادنا من خلال هذا الحب نقوم بتأديبهم بطريقة صحيحة.

كيف يتم ردع الابن على سلوكياته الخاطئة؟

في الحقيقة يمكننا ردع أولادنا من خلال تعليمهم نتائج هذا السلوك الخاطئ عليهم مثل عدم الإقبال على الدراسة أو الشجار مع الأخ والأخت في المنزل.

إلى جانب ذلك، يجب علينا نحن الأهل أن نسأل أنفسنا عن سبب تصرف أولادنا مثل هذه السلوكيات الخاطئة كما يجب علينا معرفة ماهية الأشياء التي نريد تعليمها له وما هي أفضل طريقة لتعليمها له دون اللجوء إلى طريقة الردع والعقاب والعصبية مع أولادنا.

أما عن علم الدماغ فيمكننا القول أنه لا تربية بدون فهم علم الدماغ حيث هناك الدماغ الأيمن والأيسر عند الطفل والذي يجب علينا فهمهم جيداً.

وأردفت “عايدة” أما عن الدماغ الأيمن فإنه يمثل المشاعر والفن والإبداع عند الطفل بينما الدماغ الأيسر فهو ما يحوي العلوم المنطقية والترتيب والتقنين واتخاذ القرارات إلخ إلخ..، لذلك علينا أن نتحلى بميزان عادل عند التعامل مع أبنائنا من جانب المشاعر واجانب الآخر الذي يحتوي بداخله على المنطق والعقل.

آليات تعديل السلوك الخاطئ لدى الابن

لتعديل السلوك الخاطئ للابن علينا أن نتواصل بصورة جيدة مع الدماغ الأيمن له بالتعاطف والتحدث بمحبة ولطف معه ثم بعد ذلك يمكننا توجيهه إلى الأفعال الصحيحة التي نريد منه سلكها، لذلك فإن الأسلوب الجيد الذي نتحدث به مع الطفل يعيه جيداً وكلما كان صوتنا منخفض عند الحديث معه كلما كان هذا الطفل قادراً على طاعة أوامرنا وسماع منا ما نقوم بنصحه به، كما أن المهارة العظيمة تكمن في مقولة ” تعاطفي يا أمي تعاطف يا أبي قبل أن تهجم عليا “.

وأضافت الدكتورة “عايدة بيروتي” من الضروري كذلك أن يكون الأهل قدوة ومثال يُحتذى به أمام الأولاد مع أهمية بناء حوار قائم على احترام شخصية الابن في المقام الأول بجانب أهمية وجود صداقة بين الطفل ووالديه قبل تهذيبه وتأديبه، لذلك فإن أي طريق للتغير بدون الحب والتعاطف والمحبة للولد لا يمكن له أن يكتمل مع التأكيد على أهمية فهم الأولاد لحدودهم جيداً دون أن يتم تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف ويتم ذلك أيضاً من خلال الحديث معهم.

أضف تعليق

error: