تأثير فيروس كورونا على مرضى القلب

هل هناك تأثير من فيروس كورونا على مرضى القلب - Coronavirus

نستمر دوماً مع الكابوس الذي طل علينا فجأة دون سابق إنذار، إنه فيروس كورونا الذي غزا العالم أجمع مهدداً البشرية جمعاء باحتمالية الإصابة به.

هذا الفيروس يخشى منه القاصي والداني، الغني والفقير، الصغير والكبير، المريض والصحيح، ومن ثم فكيف لمرضى الأمراض المزمنة وعلى رأسهم مرضى القلب ألا يهلعوا من المضاعفات الخطيرة والتي تصل إلى حد الوفاة من هذا الفيروس؟

لذلك، يجب علينا جميعاً الالتزام بأساليب الوقاية أو الحماية الشخصية، مع ضرورة الالتزام بدرجة أكبر من مرضى القلب حتى لا يصابون بمضاعفات أخطر جراء فيروس كورونا.

هل يؤثر فيروس كورونا بشكل مباشر على مرضى القلب؟

ذكر الدكتور قيس البلبيسي “استشاري أمراض قلب وشرايين” أن هناك بعض الآثار المترتبة على مرضى القلب جراء الإصابة بفيروس كورونا، حيث أن التهاب كورونا هو في الأساس التهاب فيروسي يشبه الإنفلونزا ولكنه أشد كثيراً من ناحية الأعراض واحتمالية زيادة المضاعفات.

مضيفاً: الجدير بالذكر والأمر المطمئن في هذا الصدد هو أن فيروس كورونا يصيب ٨٠٪ من المرضى بإصابات أو مضاعفات خفيفة لهذا الفيروس، ولكن ال٢٠٪ المتبقية من المصابين بتلك العدوى قد يتعرضون لمضاعفات أخطر، ومن ثم يستوجب هذا أخذ الاحترازات الكافية حتى لا تتفاقم الأمور عند هؤلاء المرضى خاصةً مرضى القلب.

يعتبر مرضى القلب عُرضةً أكثر لمضاعفات فيروس كورونا، لذلك يجب الاهتمام بهم وتوعيتهم بهذا الفيروس، حيث يمكن أن يؤثر كورونا عليهم من عدة اتجاهات من بينها:

  • يمكن أن يؤثر فيروس كورونا على التهاب عضلة القلب.
  • له تأثير واضح في إمكانية حدوث عدم انتظام في ضربات القلب.
  • يؤثر على احتمالية حدوث الجلطات.
  • يضع الفيروس بشكل عام حملاً ثقيلاً على كفاءة عمل القلب.

على الجانب الآخر، لم نتمكن من معرفة ما إذا كان لفيروس كورونا آثار بعيدة المدى على القلب أم لا، ولم تعطنا الدراسات الطبية أي جواب مؤكد في هذا الشأن.

هل هناك احترازات معينة لمرضى القلب من فيروس كورونا؟

يجب على مرضى القلب اتباع بعض السبل التجنب الإصابة بفيروس كورونا، من بينها:

  • أخذ الحيطة والحذر بدرجة أكبر من غيرهم من فيروس كورونا، لذلك يجب عليهم اتباع طرق الوقاية الشخصية عن طريق التباعد الاجتماعي بينهم وبين الآخرين بحيث يمكنهم تجنب أماكن الزحام والتعرض لمرضى كورونا.
  • من الضروري التزام الجميع بيوتهم في هذه الآونة خاصةً مرضى القلب، ويُفضل أن تكون هناك مسافة لا تقل عن متر بينهم وبين الآخرين.
  • ضرورة غسل الأيدي بصفة مستمرة، وتعقيم أو تطهير الأسطح التي نتعامل معها بصفة دورية كالتليفونات الخلوية التي يمكن أن تكون مصدر عدوى بفيروس كورونا.
  • يجب علينا تقديم الرعاية الطبية عن بُعد لمرضى القلب على وجه الخصوص حتى لا تكون هنالك احتمالية لإصابتهم بفيروس كورونا عند الخروج من المنزل والذهاب للمستشفى إلا في الحالات الطارئة والخطيرة.
  • من الضروري أن يأخذ مرضى القلب بعض المطاعيم الخاصة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي لوقايتهم من بعض الأمراض الأخرى.
  • الالتزام ببعض العادات الصحية كتناول الوجبات الغذائية السليمة والمفيدة، مع إمكانية ممارسة الرياضة وبعض الأنشطة الحركية داخل المنزل.
  • النوم لفترة كافية، مع الابتعاد عن القلق والإرهاق.
  • في حالة ملاحظة مريض القلب لبعض أعراض الكورونا كارتفاع الحرارة وضيق التنفس والسعال، فمن الضروري أخذ العناية الطبية في أسرع وقت ممكن لأن العلاج في مراحل الفيروس الأولية أسهل بكثير من الحالات المتقدمة خاصة لمرضى القلب الذين يتحسسون بشكل أكبر من غيرهم من ناحية اختلاف الأدوية والسوائل.

هل تؤثر أدوية الضغط على مرضى فيروس كورونا؟

هناك جدل واضح في تأثير أدوية الضغط على مريض الكورونا خاصة بين الجمعيات الطبية، وهناك دواء معين يُستخدم للضغط ولفشل القلب، إلى جانب وجود نظرية تفيد بأن طريقة دخول الفيروس لخلايا الجسم متربطة بنفس المستقبِل لهذا الدواء، ومن ثم يرى البعض أن هذا الدواء قد يُعرِّض المرضى الذين يأخذون هذا الدواء إلى مضاعفات أعلى بفيروس كورونا.

على الجانب الآخر، هناك نظريات أخرى ترى أن هذا الدواء قد يحمي مرضى الضغط من تلك المضاعفات، ولكن حتى الآن لم تشر الدراسات والبحوث الطبية إلى وجود أي دليل علمي لهذا الكلام، ونصحت الجمعيتين الأوروبية والأمريكية بمتابعة هذاء الدواء وتأثيراته على المريض، مع مراعاة أن توقيف الدواء قد يُعرِّض مريض الضغط للخطر أكثر من أخذه.

في حالة إصابة مريض الضغط بفيروس كورونا لا قدر الله، فإن توقف الدواء أو استمراره يعتمد بشكل كلي على الطبيب المعالج والحالة الصحية للمريض.

متى يجب الاتصال بالدفاع الدمني للوصول إلى طوارئ المستشفيات؟

بالنسبة لمرضى القلب، فكما ذكرنا سلفاً يجب ترسيخ مفهوم تطبيق العناية الطبية عن بُعد خاصةً لمرضى القلب في تلك الأيام الصعاب التي نعيش فيها حظر تجول في كثير من البلدان العربية والعالمية.

من الضروري كذلك أن تكون هناك قناة طبية مفتوحة بين الطبيب والمريض حتى يتصل به ويسأله عن أية أعراض يعاني منها، ولكن في حالة وجود أعراض شديدة كضيق في التنفس شديد، أو إغماء شديد، فإن مثل هذه الأمور تحتاج إلى عناية طبية سريعة وطارئة يختص بها الدفاع المدني بنسبة ١٠٠٪ ولا يجب أن يتردد فيها أو يتأخر عنها.

أضف تعليق

error: