كارثة الصومال.. أزمة الحاضر وكارثة الغد!

بين الصور المفجعة والتقارير المؤلمة التي تعرضها القنوات التليفزيونية بين الحين والآخر عن كارثة الصومال، يناشد المجتمع الدولي حكومات العالم بسرعة اتخاذ ما يلزم لإنقاذ هذا الشعب من أسوأ مجاعة وموجة جفاف يمر به منذ ستين عاما، حيث بات أكثر من ثلاثة ملايين شخص عرضة لخطر المجاعة! بل وقد مات بالفعل عشرات الآلاف من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال.. وأدى الجفاف إلى هلاك المحاصيل ما تسبب بدوره في ارتفاع أسعار الغذاء أثناء معاناتهم من حالة الحروب المستمرة وفقدان الحكومة الفعالة! كل ذلك وأكثر هو ما يدفع البعض للسير على الأقدام أكثر من مائة ألف كيلومتر بحثا عن المعونات الغذائية التي تجلبها المؤسسات الخيرية العالمية.

وقد أستثني من المجتمع الدولي المتابع لهذه الأزمة دول العالم العربي والإسلامي التي تشهد هذه الأيام حركة شرائية وتسويقية نشطة مع دخول شهر رمضان حيث تتضاعف فيه معدلات الإنفاق على المواد الغذائية تأهبا لملء موائد الإفطار والسحور والدعوات المنزلية بين الأسر والأصدقاء! أما على صعيد العمل الإغاثي فلا شيء يذكر حتى اليوم، ليظل المواطن العربي مجرد مشاهد لهذه الكارثة دون أي مبادرة من جهة هيئات الإغاثة والمنظمات الإسلامية وجمعيات الهلال الأحمر والقطاع الخاص، وعلى رأسهم جامعة الدول العربية التي اكتفت بالمناشدة وحسب!

أرجو أن يكون لهذه المؤسسات دور حقيقي في المساهمة لحل كارثة الصومال، وأن تتوقف عن العمل في صمت وأن تجعل لنفسها مكانا واضحا وسط الإعلام لتوضح فيه دورها ومدى مصداقيتها وفاعليتها في حل هذه الأزمة.. وأن تسوق لحملاتها الخيرية تماما كما تسوق لنا القنوات الفضائية مسلسلات وبرامج رمضان القادم! فمن المخجل جدا أن يتجاهل العالم الإسلامي دولة يعد 95% من سكانها مسلمين في الوقت الذي يبلغ فيه عدد أثرياء العرب مئات الآلاف، فسيدرك الجميع في وقت متأخر جدا أن هذه الكارثة الإنسانية سوف تحول أولئك الجياع إما لجثث أو لمجرمين!

بقلم: دينا الصاعدي

واقرأ هنا: المواطن الدولي المحترف

وهنا أيضًا: هجوم «التلويث» القديم والهجوم العنصري الراهن

أضف تعليق

error: