رمضان شهر العروض الخاصة

صورة , شهر رمضان , رمضان مبارك

في حياتنا اليومية والعملية ينتبه الأذكياء إلى ما يتاح من العروض الخاصة، فيحسنون اغتنامها ويسيل لعابهم تجاهها، فالعروض الخاصة تعني أن تمنح السلعة الغالية بثمن بخس، أو تدفع نفس الثمن وتكافأ بسلع إضافية أو قيمة زائدة، فإذا كان هذا حالنا في عروض البيع الشراء، وعروض الحياة عمومًا، فما بالنا بالعروض الربانية الخاصة جدًا والاستثنائية، كيف للأذكياء والناضجون أن يفوتوها؟ أو يتركوها تمر مرور الكرام دون أن تستوقفهم، وتغريهم وتشحذ طاقاتهم؟

فهذا لعمري من أعجب العجائب والغرائب، فمن يترك شهر رمضان يمضي دون أن يحسن استغلال عروضه الخاصة، أو تحصيل الأجور المضاعفة فهو من الحمقى والخاسرين في الدنيا وفي الآخرة.

وهنا سنتعرف عن قرب على كل العروض الربانية الكريمة التي خص الله بها شهر رمضان المبارك عن باقي الشهور، والتي يجب على كل مؤمن واعٍ أن يترقبها ويحسن اغتنامها، فقد لا تعوض مرة أخرى وقد لا تتكر.

النافلة فيه كالفريضة في غيره

من أفضل ما يميز شهر رمضان المبارك عن غيره أن الله جعل ثواب النافة فيه كثواب الفريضة في غيره، وهذا خير يجب أن يحرص عليه كل من يسعى لتحقيق خيري الدنيا والآخرة.

صيام نهار رمضان مغفرة للذنوب

وعد الله الصائمين الذي امتثلوا لأمر الله عز جل وتمكنوا من كبح جماح شهواتهم فتركوا لله طعامهم وشرابهم بمغفرة ذنوبهم، ومغفرة الذنوب يعني سترها والتجاوز عنها وهذا من أعظم ما ينشده المسلم طوال حياته، ومن ذلك ما ورد في الحديث المعروف الذي يقول فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- فيه : ( من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم .

العمرة فيه كالحج في غيره

من العروض الخاصة جدًا في شهر رمضان أن جعل الله ثواب أداء العمرة فيه كثواب الحج في غيره، بل إن العمرة في رمضان تعادل حجة تامة كاملة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دل على ذلك بعض الأثار النبوية الشريفة فقد ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن عمرة في رمضان تقضي حجة معي) رواه البخاري.

الفريضة فيه كسبعين فريضة في غيره

ورد في بعض الأحاديث التي تتحدث عن فضائل شهر رمضان المبارك أن الفريضة فيه تعدل سبعين فريضة في غيره، ويرى بعض علماء الحديث أن تلك الأحاديث موضوعة، ولكن هذا لا يتنافى مع فكرة أن ثواب العمل في رمضان أعظم من ثواب نفس العمل في غيره من شهور السنة، ومن ثم فينبغي أن لا نفوت تلك الفرص.

ليلة واحدة من لياليه خير من ألف شهر

من أفضل ما خص الله به الشهر الكريم ليلة القدر التي لا تشبهها ليلة ولا يضاهي فضلها فضل، فهي خير من ألف شهر، وهي ليلة العفو من الله عز وجل وليلة تفتح فيها أبواب السماء ويجاب فيها الدعاء، وتقبل فيها التوبة، فقيام هذه الليلة وتلاوة القرآن فيها وفعل الخير ثوابه أضعاف مضاعفة لا يليق أبدا بمسلم فطن أن يتركها تمر دون أن يغتنم ما فيها من العروض التي لا تأتي في كل عام إلا مرة واحدة.

إفطار صائم عتق من النار

من أفضل الأعمال التي يحبها الله ورسوله اطعام الطعام فهي مكرمة الصالحين والطيبين، وهي باب من أبواب تأليف القلوب والتودد إلى المسلمين، وقد ورد الكثير في فضلها، كما جاء عن بعض السلف أنه قال إن إطعام إخوانه بطعام يحبونه خير عنده من عتق عشر رقاب، وإن كان إطعام الطعام فضيلةً عظيمةً طوال العام فإن فضلها يعظم في رمضان وثوابها يضاعف في شهر الصيام، ومن ذلك ما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن من أفطر صائما كان له مثل اجره، دون أن ينقص من أجره شيئا، وما جاء في حديث آخر عن سلمان أن إفطار صائم يكفر الله به الذنوب ويعتق به الرقاب من النار.

وختامًا: فإن مضاعفة الأجر في رمضان أمر ثابت بالسنة النبوية والقرآن الكريم، ولا خلاف عليه من ثم فيجب علينا أن نكون من العارفين الحريصين على الثواب والقرب من الله ونيل رضوانه، وعلامة كل ذلك اغتنام شهر رمضان ومزاياه الخاصة جدًا.

أضف تعليق

error: