الرسالة تقول: مختصر المشكلة ولد مراهق بكل الأعراض 14 سنة، وبنت 10 سنوات ظهرت عليها الأعراض النفسية دون البلوغ، وأب وأم حاولوا كل ما يستطيعون من شراء كتب تربوية ودروس فضائية وإنترنت واستجداء السؤال، ومازالوا حائريين.
الولد فظاظة وقبح الكلام الحوار مع الوالدين، والأخت سرقة المال خلسة من الأسرة وكذب ومحاولة تبرير الكلام والتصرفات، علو الصوت والعنف والغضب وقلة الأدب بألفاظ الشوارع، التطلع المادى لما لا تستطيع إمكانيات الأسرة أن تحمله، العادة السرية والسعار الجنسى وتصفح الصور العارية عبر الإنترنت، إهمال التعليم والمذاكرة رغم ذكاؤه السابق لمرحلة البلوغ، وتفضيل اللعب وقراءة الألغاز، ولا يواظب على مواعيد المدرسة أو الدروس، الإسراف المالى وربما بسبب محاولة الظهور أمام أقرانه وزملائه، عدم تقبل النصائح أو التنبيهات من الأب أو الأم، وعدم الرغبة في الاستقرار معهم في أى جلسة بسيطة، والبيت فقط دورة مياة وفندق ومصدر المال، ويفضل أصدقاءه وزملائه، عدم التقدير أن يعيش في نفس الغرفة مع أنثى يجب أن يحافظ عليها، شجار دائم مع أخته، عدم المساعدة في أعمال ونظافة المنزل ووتنظيف باقى فضلات أكله، حيث إن صحة الأب والأم متدهورةيقارن بين جيرانه وأقاربنا الأغنياء ويطلب مثلهم وأكثر، ويظل ساخطا، ينظر بغيرة إلى أخته الأفضل منه، وينتقم منها لطاعتها لنا، أحيانا يسهر مع زملائه حتى ساعات متأخرة، اعطيت الولد موعد لنتحاورونتصارح فيه ينساه بسبب تفضيله أصدقاؤه، وأكثر من مرة البنت تنظر بغيرة إلى صبرنا وتسامحنا على أخيها المراهق، وتظن أن طريقته التمردية هى الفائزة، تفضل أحيانا أن تكون ولدا حتى لا يكون عليها قيود في الحركة والسهر، تطالب بطلبات مالية مثل أقاربنا الأثرياء اشتريت لها موبايل بسيط وأضاعته أكثر من مرة، ومازالت تطالب بالكثير، تخاف من أى شيء وحتى لو كان صرصور أو حشرة، وتخاف من النوم وحدها أو في الغرفة مع أخيها في نفس الغرفة على سرير ذو طابقين- وهو ما تسمح به شقتنا الضيقة- على وشك البلوغ وتريد اللعب مع الأطفال وبعضهم أولاد بالغيين، ضعيفة التركيز في التعليم، بعض ماوفقنى الله عز وجل قمت بتوفير أنشطة رياضية للأولاد بتضحيات مالية ووقتنا وجهودنا وعلى حساب المذاكرة مناقشات وحورات تحضيرية كثيرة معهم، وأحيانا على حساب عملى ووظيفتى ودخلى.
ادخرت بعض الوقت والمال لعمل رحلة ترويحية للأسرة، حيث يتعارض عملى دائما مع الوقت المتبقى عندهم من الدروس والمدرسة، وغضب الولد وسخط لتعارض الرحلة مع معسكر كشفى مع أصدقائه، وبعد محاورات معه رضخت له وتركته يتركنا في رحلتنا ويذهب على معسكره، لما رأيت أن الغرض من الرحلة لن يتأتى ثمار،هو بفضل الله وفرت له عمل تدريبى بأجر رمزى مع التخطيط مع صاحب العمل، كما بفضل من الله ومنه أن جعل تهديدى له بالعقاب هو حرمانه من الدروس الخصوصية إذا لم يواظب على دروسه، كما أهدده بحرمانه من الرياضة والكشافة إذا لم يحسن سلوكه وينتبه لمذاكرته، وحرمانه من الموبايل إذا كرر عدم الرد علينا، وهو يفعل ويكرر وأحرمه منه يوم أو يومين.
حاورت مدربى الرياضة والكشافة في أحواله وبحثت الحلول، وأمام طلباتهم للنفقات والرفاهية، أوضحت لهم أنى موظف أجير وللظروفى الصحية وفى بضع سنوات سأضطر للقعود عن العمل، مما يعنى انقطاع الراتب والدخل، وما سأقتصده يحتاجه هو قريبا جدا ووالدتهم مريضة أيضا ووجب عليها قضاء حوائج البيت، وعليها أيضا رعاية والدتها التى تسكن بعيدا عنا، وفرت لهم الدروس الخصوصية تقريبا في جميع المواد.
الحوار مع المدرسة والمدرسون حتى الخصوصيون ضعيف وغير منتج، وزملاء المدرسة والشارع لهم نفوز وسلطان عظيم يفسد كل ما افعله، فتحت معه حوار قصير هام حول مستقبله وكيف هو يهدمه ولا يجب أن ينظر على أقربائه المرفهين.. فرد عليّ بفظاظة ووقاحة مقاطعا كلامى “بابا أنت صح طيب خلصت بقى عشان أنا مش فاضى رايح ألعب مع كذا!” ضربته مره في أول بلوغه على أفعال لا يمكن السكوت عنها، نهرته عنها أكثر من مرة فأهمل وتناسى، نشرح له دائما ألا يجب أن يستخدم ألفاظ الشوارع في البيت وكيفية الأدب في الحوار مع الوالدين والمدرسون والأقارب، تحايلت على الولد حتى يصرح لى بنفسه عن ممارسته للعادة السرية، ولكن لم تعجبه الحلول التربوية ولا الدينية ولم ينقطع عنها! عرضت لهم والدته على سبيل القدوة ما فعله أبوهم من إنجاز.
ما الأمر؟
وهنا يقول المستشار سعد رياض: فى البداية نود أن نتذكر أن كل إنسان يولد على الفطرة السوية، وما يحدث من مشكلات للأبناء ما هى إلا ردود أفعال لمواقف أو أسباب أدت إلى وجود هذه المشكلة، ومن هذه الأسباب ما يلى:
- تعامل خاطئ في التعلم والتدريب على السلوكيات في مرحلة الطفولة، وخاصة في السنين السبع الأول.
- استخدام وسائل عقاب غير مناسبة للشخصية أو المرحلة العمرية.
- الإهمال من الوالدين أو من أحدهما.
- الثنائية في التربية بمعنى: الأب يتعامل بطريقة والأم تتعامل بطريقة أخرى، أو يتعامل الآباء بطريقة ويتعامل الأجداد بطريقة أخرى.
- ترك الطفل لمشاهدة الكرتون “أفلام الرسوم المتحركة” والعنف في وسائل الإعلام؛ فترسخ فيه الصفات السلبية.
- غرس القيم وتعلم العبادات بأسلوب شديد ومتابعة غير جيدة.
- علاقته بـ”أصدقاء السوء” وما ينتج عنها من سلبيات.
- معلم غير مؤهل وغير جيد، سواء كان في تعليم القرآن، أو تعليم المواد الدراسية.
- قمع مواهب الابن أو ميوله وإقحامه في الدراسة والدروس بأسلوب لا يحترم احتياجاته.
- التعامل مع الابن بقسوة وعقاب عنيف وخاصة بعد البلوغ.
- الشعور بالكراهية من الآباء بسبب كثرة الملاحقة والمتابعة القاسية، وكثرة اللوم أو التوبيخ.
- المقارنة بين الابن وغيره حتى يشعر بالضعف وعدم الثقة بالنفس؛ وبالتالى يبحث عن سلوكيات أخرى ليؤكد ذاته.
- عدم توجيه الابن إلى ما يناسب رغباته، والاختيار الإجبارى لكل أنشطته، وما يقوم به من واجبات.
- عدم توفر الجو العائلى الهادئ الذى يتصف بالصداقة وتقبل الأخطاء.
فإذا وجدت هذه الأسباب أو بعضها كانت سلوكيات الابن كما ذكرت.
وبالتالى لكى يكون العلاج فعالا ينبغى عليك الآتى:
- أن تحدد أهم الأسباب أو السلوكيات التى فعلتها مع الابن.
- أن تسعى للتخلص من هذه الأسباب تدريجيا حتى لا يشعر الابن بالتحول المفاجئ.
- أن تقترب من الابن مرة أخرى بعد محو الأساليب الخاطئة معه حتى يثق فيك مرة أخرى.
- أن تبحث عما بداخل الابن من مميزات حتى يشعر بالثقة بنفسه مرة أخرى.
- أن تساعد الابن على تنظيم وقته ومشاورته في بعض أنشطته وأهم ما يفيده، ولا نفرض عليه أمرا دون نقاش.
- أن نستخدم وسائل جيدة لمساعدة الابن على التغلب على أخطائه وضبط ذاته.
- فإن لم تستطع أن تفعل الخطوة السابقة فأرجو الرجوع إلى متخصص يساعدك في هذه الخطوة الهامة في العلاج.
وأرجو أن تكون على تواصل معنا بعد هذه المرحلة لنعرف ما وصلت إليه وما ينبغى عليك في المرحلة القادمة.
ونسأل الله تعالى الهداية والرشاد والقبول.
وهذه بعض المواد قد تفيدكم:
اترك تعليقاً