خطبة عن العشر الأواخر من رمضان بعنوان «أَقْبَلَتِ العَشْرُ يَا بَاغِيَ الأَجْرِ».. مكتوبة بالتشكيل الكامل

خطبة عن العشر الأواخر من رمضان بعنوان «أَقْبَلَتِ العَشْرُ يَا بَاغِيَ الأَجْرِ».. مكتوبة بالتشكيل الكامل

مقدمة الخطبة

الحَمْدُ للهِ الكَرِيمِ المَنَّانِ، مَلأَ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ بِالعَطَايَا الحِسَانِ، وَيَسَّرَ فِيهَا لِعِبَادِهِ نَيْلَ المَغْفِرَةِ وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، يَصِفُ عِبَادَهُ المُتَّقِينَ المُحْسِنِينَ فَيَقُولُ: (كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ العُبَّادِ، وَأَفْضَلُ السَّالِكِينَ فِي دَرْبِ الرَّشَادِ،، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هَدْيَهُ إِلَى يَوْمِ المَعَادِ.

الخطبة الأولى

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِالتَّأَسِّي بِعِبَادِ اللهِ المُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ (الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، وَاعْلَمُوا -جَعَلَكُمُ اللهُ مِنْ عُتَقَائِهِ وَأَدْخَلَكُمْ فِي زُمْرَةِ أَوْلِيَائِهِ- أَنَّنَا عَلَى أَعْتَابِ خَيْرِ أَيَّامِ رَمَضَانَ وَأَجَلِّهَا، وَأَحْسَنِ اللَّيَالِي وَأَفْضَلِهَا، تِلْكَ الَّتِي زَيَّنَهَا اللهُ تَعَالَى بِلَيْلَةٍ هِيَ (خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، فَطُوبَى لِمَنْ هَيَّأَ نَفْسَهُ لِمُضَاعَفَةِ الجُهْدِ لِيَكُونَ مُسْتَغِلًّا لِلأَوْقَاتِ، وَمُنَافِسًا لِتَحْصِيلِ الرِّفْعَةِ وَالحَسَنَاتِ، فَيَقْتَدِيَ بِنَبِيِّهِ الكَرِيمِ فِي اغْتِنَامِ عَشْرِ الفَضَائِلِ وَالمَكْرُمَاتِ، فَنَبِيُّنَا أَحْرَصُ الخَلْقِ عَلَى مَوَاسِمِ البِرِّ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ تَعْوِيدًا لِنَفْسِهِ المُنَافَسَةَ فِي الخَيْرِ، وَكَانَ مِمَّا حَافَظَ عَلَيْهِ وَنَافَسَ فِيهِ هَذِهِ اللَّيَالِي المُبَارَكَةُ العَشْرُ، تَقُولُ السَّيِّدَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: “كَانَ رَسُولُ اللهِ يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ“.

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّكُمْ تَسْتَقْبِلُونَ بَعْدَ أَيَّامٍ عَشْرَ رَمَضَانَ الأَخِيرَةَ، فَإِذَا وَفَّقَكَ اللهُ -يا عَبْدَ اللهِ- أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ أَدْرَكَ نَفَحَاتِهَا، وَاسْتَنْشَقَ عَبِيرَ الخَيْرِ فِيهَا، فَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِكَ لَهُمْ حَقٌّ عَلَيْكَ فَأَشْرِكْهُمْ في قِيَامِهَا، وَأَعِنْهُمْ عَلَى اسْتِغْلالِهَا، وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ بِذَلِكَ تَقْتَدِي بِنَبِيِّكَ المُصْطَفَى، الَّذِي تَقُولُ عَنْهُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»، وَتَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ! مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الآخِرَةِ»، وَعَلَى أَهْلِ الأَعْذَارِ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ نَصِيبٌ فِي الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَالصَّدَقَةِ، فَبَابُ الأُجُورِ المُضَاعَفَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَخَلَهُ، فَبَادِرُوا قَدْرَ الوُسْعِ، وَأَخْلِصُوا للهِ العَمَلَ، تَنَالُوا عَظِيمَ الأَجْرِ وَوَاسِعَ الفَضْلِ .

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ أَيَّامَ هَذِهِ العَشْرِ المُبَارَكَةِ تَنْقَضِي سَرِيعًا، وَلَيَالِيَهَا لا تَلْبَثُ أَنْ تَذْهَبَ، وَقَدْ وَصَفَهَا رَبُّنَا عَزَّ سُلْطَانُهُ بِقَولِهِ: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ)، فَلا يَلِيقُ بِكَ أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ وَأَنْتَ صَاحِبُ الهِمَّةِ أَنْ تَتَكَاسَلَ عَنْهَا، وَلا يَحْسُنُ بِكَ وَأَنْتَ تَطْلُبُ الجَنَّةَ أَنْ تَتَهَاوَنَ فِي الاغْتِرَافِ مِنْ نَفَحَاتِهَا، فَإِنَّهَا تَذْهَبُ وَتَجِيءُ، لَكِنَّكَ أَيُّهَا العَبْدُ المُنِيبُ قَدْ لا تَلْقَاهَا بَعْدَ عَامِكَ هَذَا، فَرَبُّنَا جَلَّ جَلالُهُ يَقُولُ: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، فَشَمِّرْ -رَعَاكَ اللهُ- عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ اسْتِعْدَادًا لِنَيْلِهَا، وَضَاعِفْ جُهْدَكَ فِي العِبَادَاتِ مُسْتَفِيدًا مِنْ رُوحَانِيَّتِهَا، وَزَيِّنْ وَقْتَكَ فِيهَا بِالذِّكْرِ وَالقُرْآنِ، فَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ يَقُولُ فِيهِ: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)، فَهُوَ حَيَاةُ القُلُوبِ، وَبَهْجَةُ النُّفُوسِ، وَالهَادِي إِلَى الحَقِّ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ طَرِيقُ النَّجَاةِ فِي الأُخْرَى، يَقُولُ اللهُ جَلَّ شَأْنُهُ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، (وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

أقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.

⇐ هنا أيضًا يا كرام: خطبة عن ليلة القدر وفضل العشر الأواخر من رمضان والاجتهاد فيها

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الأَمِينُ،، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ وَاظَبَ النَّبِيُّ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ عَلَى الاعتِكَافِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي العَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِهَا مِنِ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: «مَن كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ».

فَكَانَ مِنْ سُنَّتِهِ المُحَافَظَةُ عَلَى الاعْتِكَافِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، وَلا رَيْبَ أَنَّ الاعْتِكَافَ يَكُونُ فِي المَسَاجِدِ، فَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ فِي ذَلِكَ: (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)، وَقَدْ أُثِرَ عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لا يَخْرُجُ مِنَ المَسْجِدِ إِلَّا لِلْحَاجَةِ المُلِحَّةِ، فَلا يَعُودُ مَرِيضًا وَلا يَشْهَدُ جَنَازَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْسِلَ رَأْسَهُ أَدْخَلَهُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَتَغْسِلُهُ، تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: “إِنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ البَيْتَ لِلْحَاجَةِ، والمَرِيضُ فِيهِ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إِلَّا وَأَنَا مَارَّةٌ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لا يَدْخُلُ البَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ، إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا”، كُلُّ ذَلِكَ يُظْهِرُ حِرْصَهُ عَلى اسْتِغْلالِ الأَوْقَاتِ، وَاغْتِنَامِ اللَّحَظَاتِ فِي طَاعَةِ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ.

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَتَذَكَّرُوا أَنَّكُمْ تَسْتَحِثُّونَ الخُطَى لإِكْمَالِ عِدَّةِ رَمَضَانَ، فَمَنْ فَاتَهُ مَعْرُوفٌ فَالفُرْصَةُ بَاقِيَةٌ، وَمَنْ قَصَّرَ فِي إِنَابَتِهِ فَأَبْوَابُ المَغْفِرَةِ لا تُوصَدُ أَمَامَ مُقْبِلٍ، (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ).

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إمَامِ الْمُرْسَلِينَ؛ مُحَمَّدٍ الهَادِي الأَمِينِ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِذَلكَ حِينَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وعَنْ جَمْعِنَا هَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أضف تعليق

error: