موضوع خطبة عن الشباب.. هم مستقبل الأمة

موضوع خطبة عن الشباب.. هم مستقبل الأمة

عناصر الخطبة

  • الشباب مرحلة عُمرية مباركة تحمل في كيانها الحيوية والقوة والنشاط، فإذا تهذّبت أخلاق الشباب برز نشاطهم وتحقق عطاؤهم وهو ما نلمسه في كل الأمم عبر التاريخ.
  • إذا استقر الإيمان في قلوب الشباب زادهم الله ﷻ هدى، وفتية أهل الكهف الذين نزل فيهم قرآن يتلى كانوا قدوة الشباب في عصرهم وحتى تقوم الساعة (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).
  • الشباب هم مَعدنُ العطاء والنماء وهم معتمد الأمة القوية في العلم والعمل ولذلك اعتنى رسول الله ﷺ بالشباب لأنهم الروح النابض في الدعوة إلى الله ﷻ ونصرة الإسلام.
  • شباب الصحابة –رضي الله عنهم– ضربوا أروع الأمثلة في العلم والعمل والقول والفعل فحققوا النصر لأمة الإسلام وسيدنا معاذ بن جبل –رضي الله عنه– الذي كان أعلم الصحابة بالحلال والحرام هو خير شاهد فقد مات شاباً ومقامه في بلدنا المبارك.
  • من النافع المفيد أن يتحلى شبابنا بحكمة الشيوخ في تصرفاتهم وأفعالهم ليكون ميزان أفعالهم صحيحاً لتظل الأمة في نماء وقوة تجاه الأمم وتثبت وجودها الحضاري.

الخطبة الأولى

مرحلة الشباب هي مرحلة القوة في حياة الإنسان، وهي ضحى حياته العلمية والعملية في الضياء والنور والحركة والنشاط قال ﷻ: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ الروم: 54. ولذلك يتميز الشباب بالطموحات العالية، والنشاطات الحيوية، وحب الاستكشاف والمعرفة وهي الأكثر عطاءً، الأعظم أثرًا وتأثيرًا، وقد حرص الإسلام على جيل الناشئة من أصحاب الهمم العالية والتضحيات الصادقة خدمة للدين لأن مصير الأمة متوقف على شبابها فهم سبيل نهضتها، فأعظم ثروات الشعوب تكمن في طاقات أبنائها المعطاءة للنهوض بأمتهم وأوطانهم.

والحق أن الإيمان إذا استقر في قلوب الشباب زادهم الله ﷻ هدى وتقوى، وقصة الفتية في سورة الكهف تعد رمز الشباب المؤمن المخلص لدينه.

وقراءة سورة الكهف كل جمعة فيها تذكار بالفتية المؤمنين ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى، وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ الكهف: 13–14

أولئك الشباب أصحاب العقيدة السليمة وما تحمله من ثبات على المبادئ والقيم صاروا رمزاً للشباب في كل عصر ومصر.

عباد الله: إن الشباب هم معدن العطاء والنماء وهم معتمد الأمة القوية في العلم والعمل، ولذلك اعتنى رسول الله ﷺ بالشباب لأنهم الروح النابض في الدعوة إلى الله.

وخطابه ﷺ «يا معشر الشباب» وحثهم على الإيمان والتقوى لينشأ الشباب على طاعة الله ليكونوا في ظل عرش الرحمن يوم القيامة «وشاب نشأ في طاعة الله» ← متفق عليه.

اهتم النبي ﷺ بتربية شباب الأمة وغرس اليقين في نفوسهم وحضهم على تقوى الله منذ الصغر، فكان ﷺ يختار المناسبات ليوصل رسالته، فهذا عبد الله بن عباس وبعد أن أردفه النبي ﷺ خلفه خاطبه قائلا: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» ← رواه الترمذي

ووجههم ﷺ إلى مكانة التقوى ومنزلتها عند الله، فذكرهم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله فقال: «وشاب نشأ في طاعة الله» ← متفق عليه.

ومن أحاديثه الشريفة قوله ﷺ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ» ← رواه الترمذي.

وقوله ﷺ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» ← أخرجه الحاكم.

وأعطى النبي ﷺ الشباب كل الثقة، بعد أن ربّاهم التربية الإيمانية، حينما سلم قيادة مؤته لشباب عظماء خلّد التاريخ ذكرهم وهم “زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة” –رضي الله عنهم–.

أما الشاب أسامة ابن زيد فجعله قائداً لجيش فيه رجال من كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر –رضي الله عنهم–، وقد كان سنُّ أسامة آنذاك ثماني عشرة سنة، وأرسل معاذاً إلى اليمن في مهمة عظيمة ومسؤولية جسيمة ومعاذ لا يزال بعدُ في ريعان شبابه، وحرص النبي ﷺ على تعليم الفتيان، فكان ذلك من ضمن خيارات فداء أسرى بدر، وأرسل زيد بن ثابت لتعلم السريانية، وأمر الأولياء بتعليم أطفالهم المهارات التي تقوي البدن.

لقد ضرب شباب الصحابة رضوان الله عنهم أروع الأمثلة في العلم والعمل والقول والفعل فحققوا النصر المبين لأمة الإسلام ومقام الصحابة الشباب في المملكة يحفّزُنا لنقتدي بهم.

عباد الله: لقد تحلى شباب الصحابة –رضي الله عنهم– بالحكمة البالغة في تصرفاتهم وأفعالهم ليظل ميزان أفعالهم صحيحاً في نماء الأمة وقوتها تجاه الأمم.

والمتأمل في تاريخنا الإسلامي يجد المتألقين من فئة الشباب، فهذا القائد العظيم محمد بن القاسم الثقفي كان في سن أسامة بن زيد –رضي الله عنه– عند توليه قيادة الجيش.

إن جيشنا العربي المصطفوي نال أوسمة الفخار في دفاعه عن الأقصى المبارك ومعركة باب الواد التي قادها الشباب، ثم جاء شباب معركة الكرامة التي أعادت الكرامة لأمة كانت مكلومة، فأظهروا منتهى الشجاعة والقوة والإخلاص.

إن الإسلام بشبابه المتحفز هم أمل الأمة الواعد في الدفاع عن دينها ومقدساتها ووطنها، وهكذا وأثمرت مسيرة الشباب رمز الأمة في العطاء والنماء ولا تزال ولله الحمد.

الخطبة الثانية

إن الشباب المسلم المرابط يعتز بدينه وبجيل الصحابة –رضي الله عنهم– الذين جاهدوا في الله حق جهاده ومنهم تعلمنا النشاط والمثابرة وقوة الشخصية والثبات على الحق المبين.

ومن فضل الله ﷻ على شبابنا أن يكون للشباب مكانة خاصة وغاية فائقة؛ لأن الشباب هم عنوان عزة الأمة وخاصة في عصرنا. (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة 105.

اللهم اهد شبابنا ليكونوا خير خلف لخير سلف.

والحمد لله ربّ العالمين..

أضف تعليق

error: