خطبة منبرية جاهزة.. بعنوان: الركن الوثيق — مكتوبة

خطبة منبرية جاهزة , الركن الوثيق

هل تبحث عن خطبة منبرية جاهزة؟ حسنًا، أنت بالمكان المناسب -إن شاء الله ﷻ-. فهذه خطبة جمعة مكتوبة، بعنوان: الركن الوثيق. تحمل في طيَّاتها الكثير من المواعِظ الحسنة، والإرشادات البليغة.

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا | يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

أما بعد… فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

الخطبة الأولى

أيها المؤمنون: إن احتدام الصراع في أطراف الدنيا، ومخالجة القلوب وقائع ذلك واضطراب النفوس جراءه؛ تغرق الإنسان متسائلا عن ركن وثيق يلجأ إليه، فيمده بقوة لا تنقطع. ولا يجد العاقل الحصيف أعظم من قوة الله، فهي الركن الركين، والأصل الوثيق، والعروة الوثقى التي متى تعلق العبد بها، وارتمى بين جنباتها، أكسبه ذلك أمنا وأمانا.

أيها المؤمنون: إن ربكم ﷻ أبان عن ذلك في آيات عظيمة، منبها إلى أن الكهف الأعظم والملجأ الأكبر؛ هو الإيمان بالله ﷻ؛ لتحقق الولاية لأهله، فقال الله ﷻ: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ [سورة البقرة: ٢٥٧]. وقال ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ [سورة الأنعام]. وقال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة المنافقون: ۸]. وقال: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [سورة النساء].

وقال ﷻ: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ | الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [سورة يونس].

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».

فالملجأ الأعظم الذي ينبغي أن يفزع إليه الإنسان طلبا لتأمين قلبه، وتسكين روحه؛ هو الإيمان بالله.

ومن أعظم المطالب التي ينبغي أن تغرق أحدنا؛ هو البحث عن السبل التي يزداد بها إيمانه، فإنه إذا ازداد إيمانه قوي انتسابه إلى المؤمنين، فصار له حظ أعلى مما ذكره الله ومن تأمينهم وتطمينهم، وإنما يكون ذلك بالأعمال الصالحة، والإقبال على الله فيها، بأن يكون العبد مخلصا في عمله الله، متبعا هدي النبي، فإن المرء إذا استكثر من الطاعات وازداد من الحسنات؛ أورثه ذلك مع الإخلاص الله، والمتابعة لرسوله ﷺ زيادة إيمانه، كما قال ﷻ: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [سورة الكهف].

وقال ﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ [سورة المدثر: ٣١].

وقال ﷻ: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [سورة آل عمران].

فمن أعظم ما ينبغي أن يعتني به الإنسان عامة، وخاصة في هذه الأحوال، هو الاستكثار من السبل التي تزيد إيمانه، ومن أجلها الاستكثار من الحسنات المقربة إلى الله.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

وهذه أيضًا خطبة: محاسبة النفس.. ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها؟ —مكتوبة— كاملة

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا حمدا، والشكر له متواليا وتترى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له برا وصدقا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المؤمنون: إن من أرجى الأعمال التي يتعلق بها الإنسان، دوام دعاء الله ﷻ، ويتأكد ذلك إذا أظلمت الدنيا بالفتن، واضطرب موجها بها. وقد روى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: “تكون فتن لا ينجو منها إلا من يدعو كدعاء الغريق”. ودعاء الغريق هو: دعاء الإنسان المقبل على الهلكة في الغرق في البحر، فيكون دعائه أصدق ما يكون.

وأشد ما يكون فمن المنجي للعبد في أزمنة الفتن، كثرة إلظائه بدعاء الله ﷻ، دعاء صادقا من قلبه مداوما ذلك في سره وجهره في أحواله كلها، فإذا تمسَّك الإنسان بدعاء ربه، فقد تمسك بركن وثيق، وعروة وثقى، ينجو بها بإذن الله ومن الفتن.

فاحرصوا رحمكم الله على دوام دعاء ربكم وأن يعيذكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وإذا رغبتم؛ فهذه: خطبة عن الدعاء مؤثرة مكتوبة

الدعاء

  • اللهم أعِذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
  • اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحُول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
  • اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبدًا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا.
  • اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا.
  • اللهم لا تجعل فتتنا في ديننا، ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
  • اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
  • اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
  • اللهم آمن المسلمين في دورهم، وأصلح أئمتهم وولاة أمورهم.
  • اللهم انصر المستضعفين المظلومين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المستضعفين المظلومين من المسلمين في كل مكان اللهم انصر المسلمين المستضعفين المظلومين في كل مكان.
  • اللهم كن لهم نصيرا ومعينا.
  • اللهم فرج هموم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، وأطلق أسرى المسلمين؛ واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [سورة العنكبوت: ٤٥].

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

وبعد؛ فكانت هذه -يا إخواني- خطبة منبرية جاهزة ومكتوبة؛ بعنوان: الركن الوثيق. للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي -جزاه الله خيرا-. وإذا أردتم المزيد؛ فهذه أيضًا خطبة عن الإيمان بالله واليوم الآخر وأثره في السلوك؛ ونسأل الله العظيم الجليل ﷻ أن ينفعنا وإياكم بالعِلم النَّافِع.

أضف تعليق

error: