مع بداية العام الجديد 2024: كيف نبدأ حياة جديدة

بداية العام الجديد , حياة جديدة

نطوي صفحة العام بكل ما فيه، الحلو والمر حتى السعادة والحزن، نلملم أشياءه، نجمعها ونتركها هناك في زوايا الذاكرة، نستعد للفراق بصمت، ونودّع عام لنستقبل باقي العمر. ويُعد بداية العام الجديد 2024 مناسبة يمكن من خلالها للشخص النظر إلى الماضي، والنظر للمستقبل والأيام المُقبلة عليه كذلك، والتفكير بالإنجازات والأمور التي يرغب بتحقيقها فيه، والقرارات والخطط التي سيسير عليها؛ لتطبيق هذه التغييرات على أرض الواقع.

هل من السهل ان نطوي صفحة العام الماضي بكل ما تحمله؟

تقول مدربة المهارات الحياتية “سنا سالم”: ان طي صفحة الماضي بكل ما تحمله هو أمر سهل في حال توفر مجموعة ركائز رئيسية عند الإنسان، وإن لم تتوفر هذه الركائز سيفتقد الإنسان للخطوات التي يمكن من خلالها طي الماضي، وبدء صفحة جديدة، وبالتالي سيكون هذا صعباً، وتتمثل هذه الركائز بشكل اساسي في الوعي؛ حيث أنه بالوعي سيتعرف الإنسان على اهمية قيمة إنسانية عظيمة مثل التسامح، وذلك الوعي يشمل الوعي الديني، النفسي، وغيره.

ومن الجدير بالذكر ان افتقادنا للوعي يجعلنا نفهم التسامح على سبيل المثال بشكل خاطئ، فقد نظن ان التسامح يعني ضياع حقوقنا وهذا غير صحيح، أو أن التسامح يعني بأننا نسمح للشخص بأن يعود إلى حياتنا، وهذا ايضًا غير صحيح تماماً، فالإنسان قد يسامح شخص ما لكنه لا يقبل عودته مرة أخرى إلى حياته، وقد يسامح فقط ليحمي قلبه، وروحه من أي اذى؛ لذلك فإن الفهم الصحيح للتسامح ولأي قيمة أخرى تمكننا من طي صفحة الماضي، يأتي من خلال زيادة الوعي.

وبشكل عام فإن الشخص المتسامح لديه أهدافه، ورسالته، وبالتالي يركز على الهدف وليس على المشاعر في حد ذاتها، ومن الجميل في قيمة التسامح أنها تجعلنا نتحرر من هيمنة وسيطرة الشخص الآخر علينا، فعدم التسامح يؤثر فينا حتى وإن لم يكن هنالك رابط بيننا وبين الشخص الآخر، فعدم التسامح يولد الحقد، الغل، الغضب، الألم، والوجع، وذلك لأن عدم التسامح هو بمثابة مشاعر مؤلمة، حية، مكبوتة بداخلنا.

وبشكل عام لا يجب أن ننتظر بداية السنة حتى نضع أهدافنا، خاصةً تلك الأهداف التي تتعلق بالأمور الوجدانية كالتسامح، والقيم الإنسانية السامية الأخرى، لكن يجب أن نبدأ في اللحظة التي نشعر فيها بأننا لابد وأن نبدأ، فبمجرد أن تخطر على بالنا الفكرة يجب أن نبدأ على الفور، وذلك بشكل خاص بالنسبة للأمور الوجدانية والحسية كما وضحت “سنا”.

ذلك بالإضافة إلى أهمية تقييم الماضي، فالتقييم قبل التقويم والتخطيط؛ فيجب أن نستحضر المواقف التي تألمنا فيها، والمواقف التي أخطانا فيها، ويجب أن نسامح أنفسنا أولاً، حتى نستطيع أن نسامح الآخرين، ويجب أن نتعاطى مع الشخص تبعا لطبيعة علاقته بنا في العام الجديد 2024، فقد نسامح شخص ولكنه لن يكون جزء من حياتنا مرة أخرى، وعلى الجانب الآخر قد نسامح شخص لكنه مستمر معنا، ومن هنا يجب أن نتعرف على كيفية تقويم علاقتنا مع هذا الشخص، حتى نمنع حدوث الأذى مرة أخرى.

الق نظرة على هذا أيضًا

وأخيراً، فقد يحتاج الشخص إلى مساعدة شخص ما لأن يكون له عوناً في رحلة الشفاء والاستشفاء هذه، لكن يجب اولاً وآخراً أن يكون هذا التغيير والرغبة في التغيير من داخلنا نحن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top