تأخر النطق الطبيعي عند الأطفال وأسبابها

تأخر النطق عند الأطفال

في العصر الحالي يعاني الكثير من الأطفال من مشكلة تأخر النطق، وهذا يرجع لعدة أسباب منها أسباب عضوية مثل ربط اللِّسَان أو تجمُع السوائل خلف طبلة الأُذُن بالإضافة إلى أسباب عضوية أخرى.

وهناك أيضاً أسباب نفسية وتربوية وأهم سبب هو استخدام الأطفال المُفرط للتكنولوجيا ومشاهدة التلفاز، وهذا يكون بسبب الأهل وعدم اهتمام الأهل بالتحدث مع الطفل وهذا يُعد مشكلة كبيرة جداً لا بُد من أن ينبته إليها جميع الأهالي ويجب التحدُث إلى الطفل بعد الولادة مباشرة لأن هذا يُسرِع من نُطق الطفل مبكراً.

مشكلة تأخر النطق عند الأطفال وأسبابها

يقول “الدكتور أحمد محمد الشامسي” استشاري أذن وأنف وحنجرة وجراحات أمراض الأذن وزراعة القوقعة: إن تأخر النطق عند الأطفال هو أمر يخاف منه جميع الأهالي.

ولكن يجب العلم أولاً أن الطفل يبدأ الكلام من الأشهر الأولى بعد الولادة ولكن تكون بكلمات غير مفهومة حتى يصل الطفل إلى عُمر السنة حينها يجب أن يتكلم الطفل وينطق كلمة واحدة، وفي السنة الثانية يجب أن ينطق كلمتين على الأقل.

وبعد ذلك يتدرج الطفل في الكلام حتى يصل إلى مرحلة المدرسة حينها يجب أن يُكوِن جُمل ويَعرِف اللُّغة الخاصة به، لأن تأخُر الكلام يختلف عن تأخُر اللُّغة، أما بالنسبة لتحديد خطورة تأخُر الطفل عن الكلام فهذا يختلف بين أطباء الأذن وجراحة القوقعة وبين معالجين النطق، فمعالجين النطق رأيهم هو أن من عُمر ٣ سنوات إذا لم ينطق الطفل هذا يدل على وجود مشكلة وأن الطفل في خطر.

ولكن رأي أطباء الأذن هو أن يجب من عُمر السنة التأكُد من أن الطفل يسمع بشكل سليم، ولا يوجد أي مشاكل سمعية، وأهم شيء في مشكلة تأخُر النطق هو معرفة سبب التأخُر وهناك العديد من الأسباب منها أسباب عضوية وأسباب نفسية، وسيتم ذكرها في النقاط التالية:

  • اللِّسَان: من الممكن أن يكون اللِّسَان غير مكتمل عند الطفل، وتكون اللحمة الموجودة أسفل اللِّسَان قصيرة فتكون مخارج الحروف صعبة عند الطفل ويتأخر الطفل عن الكلام ولكن علاج هذه الحالة بسيط جداً.
  • المُخ والتوصيل: في بعض الأحيان عندما يولَدون الأطفال ولادة مبكرة يصابون بمشاكل في القدرات الذهنية والدماغ وتقل قدرتهم على الفهم لذلك يتأخرون في الكلام.
  • السَّمع: مشكلة مهمة ويجب التركيز عليها، ومن ضمنها مشاكل تجمُع الماء خلف طبلة الأُذُن وهذا يتسبب في تأخُر النطق عند الأطفال، لأن إذا جلس شخص في مسبح مليء بالماء وأدخل رأسُه تحت الماء فإنه سيسمع صوت معين وهذا الصوت هو الذي يسمعوه الطفل المصاب بهذه المشكلة، وإذا لم يتمكن الطفل من السمع فهذا سبب أساسي لتأخره في الكلام.

وتكثر هذه المشكلة عند الكثير من الأطفال وحوالي ٨٠٪ من الأطفال يعانون في فترات طفولتهم من تجمُع السوائل خلف طبلة الأُذُن، وهذا يكون طبيعي إلا في حالة إذا تسبب في تأخُر الطفل عن الكلام، حينها جيب أن يخضع الطفل إلى العلاج.

ولكن في أول الأمر يجب مراقبة الطفل لفترة تتراوح بين شهر و ٣ أشهر، لأن توجد قناة بين الأذن والأنف تقوم بتفريغ السوائل بشكل طبيعي وإذا لم يتم تفريغ هذه السوائل لا بُد من التدخل الجراحي وهو عبارة عن عملية نهارية تتم في ١٠ دقائق ويتم إجراء فتحة بسيطة في طبلة الأُذُن وشفط السوائل المُتجمعة خلف طبلة الأُذُن ووضع أنبوب ليساعد على تهوية الأُذُن وعدم تجمُع السوائل مرة أخرى.

ويسقط هذا الأنبوب بعد فترة تتراوح بين شهر إلى سنة، وهذا التدخل الجراحي من الممكن إجراءه للأطفال بداية من ال ٦ أشهر، إذا تكرر الالتهاب ولكن إذا كان سوائل فقط ولم يصل إلى مرحلة المد والالتهاب فهذا يكون أمر طبيعي ولا يوجد خوف منه.

ولكن إذا وصل الطفل إلى مرحلة الصديد فيجب التدخل الجراحي لتجنب حدوث أي أعراض أخرى مثل التهاب السحايا.

  • التخاطُب: من المهم أن يتحدث الأهل مع الطفل حتى يستطيع أن يُكون الكلمات ويستطيع أن يتكلم.
  • فرق اللُّغة: يؤثر فرق اللُّغة على تأخُر اللُّغة وليس تأخُر الكلام، فإذا كان الطفل يسمع لُغتين فإنه لن يتأخر في الكلام لأن الكلام عبارة عن كلمات يسمعها الطفل ويقوم بترديدها أما تأخُر اللُّغة فهذا يؤثر على الطفل، فعندما يكون الأب يتحدث لُغة والأم تتحدث لُغة أخرى فإن الطفل لن يتمكن من تحديد اللُّغة التي سيتحدث بها وسيقوم بنطق كلمة باللُّغة العربية وكلمة بلُغة أخرى وكلام الطفل لن يكون مفهوم.

ولكن هناك بعض الأطفال يتمكنون من التحدث بأكثر من لُغة وبطلاقة وهذا يرجع إلى دور الأهل مع الطفل، فيجب على الأهل أن يركزوا على تعليم الطفل لغة معينة وتحسينها ثم ينتقلون إلى اللُّغة الأخرى حتى تتحسن، والأطفال في السن الصغير يتمتعون بذكاء جيد لذلك يُقال أنه يجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر حتى يستفيد من الأشياء التي يتعلمها.

  • ربط اللِّسَان: علاج هذه المشكلة يكون بسيط جداً، وهو علاج جراحي يتم في دقيقة واحدة عن طريق قص الجزء الزائد ويعود الطفل طبيعي ١٠٠٪ ويعود اللِّسَان طبيعي ويتمكن الطفل من الكلام.
  • الشفة الأمامية: علاج هذه المشكلة أيضاً يكون جراحي وهو علاج بسيط.
  • ثُقب الحلق: هذه المشكلة تؤثر على مخارج الحروف لأن حتى يتمكن الشخص من الكلام يحتاج إلى اللِّسَان والسقف الحلق حتى تكون مخارج الحروف سليمة.

كيف يتم تشخيص سبب تأخر النطق عند الطفل؟

هناك فحوصات جينية يتم إجراءها في الأشهر الأخيرة من الحمل ولكن لا يوجد أحد يهتم بإجرائها لأن من الصعب معرفة إذا كان الطفل يسمع أم لا، ولكن يوجد في الإمارات نظام معين ويتم فحص الطفل من أول يوم في الولادة من خلال فحوصات معينة من ضمنها فخص السمع.

وهذا موجود في كل مدن الإمارات، وإلزامي في كل المستشفيات الحكومية والخاصة، ومن خلال هذا يتم معرفة إذا كان الطفل يسمع أم لا، وبعد هذا الفحص كل شيء يعتمد على الأهل، فيجب أن يلاحظوا بعض الأمور مثل هل الطفل ينتبه لهم عند التحدث معه أم لا.

وإذا لاحظوا على عُمر السنة أن الطفل لا يتحدث ولا ينطق أي كلمة فيجب حينها الذهاب إلى الطبيب حتى يتم إجراء الفحوصات اللازمة للطفل.

الفرق بين حالات تأخر الكلام

تابع “د. الشامسي” تأخُر الكلام هو أن الطفل لا ينطق أي كلمة، أما التلعثُم والتأتأة فهذه المشكلة ترجع إلى أسباب نفسية أكثر من الأسباب العضوية، فإذا تعرض الطفل إلى موقف شرس أو تنمر سينعكس هذا الموقف عليه بالسلب، وخاصة في المنزل من الضروري ألا يصرخ الأهل على الطفل.

ويجب أن يتحدث الأهل مع الطفل بهدوء وعدم توبيخ الطفل عند نطق كلمة خاطئة وعدم القسوة عليه لأن هذا ينعكس على الطفل بالتلعثُم والتأتأة.

ومن المهم التخاطب مع الطفل في الأشهر الأولى لأن هذا يساعد على أن يتكلم الطفل مبكراً، ولكن إذا لم يتم التحدُث مع الطفل من أول يوم وأول سنة وقراءة القصص للطفل فإنه لن يتمكن من التحدُث، لأن يجب أن يسمع الطفل أولاً حتى يتحدث.

أما بالنسبة لميل الطفل إلى الصمت واستخدام لغة الإشارة فهذا يرجع إلى الأمور الإلكترونية والتلفاز، لأن الأهل يتركون الطفل أمام التلفاز لفترات طويلة جداً وهناك شيء يُسمى إدمان التكنولوجيا ويتعرض له الأطفال والكبار لذلك لا بُد من الانتباه إلى هذا الأمر، والتلفاز يعطي الطفل كلمات ولكنه لا يسمح له بالتحدث.

لذلك اللوم يكون دائماً على الأهل، لذلك يجب على الأهل مراقبة الطفل هل يشاهد برامج جيدة أم سيئة أم برامج للكبار فقط، وإذا كان هناك أحد البرامج الجيدة فمن الممكن أن يشاهدها الطفل ولكن يتم مناقشته في هذا البرنامج بعد الانتهاء من المشاهدة وهكذا سيتثقف الطفل وسيستفيد من التلفاز وفي نفس الوقت يتحدث.

علاج تأخر النطق عند الأطفال

كل حالة لها علاج مختلف عن الحالة الأخرى لاختلاف أسباب تأخُر النطق، ولكن يجب أولاً معرفة سبب هذا التأخُّر فإذا كان بسبب ربط اللِّسَان فيجب أن يتم علاجه، وإذا كان بسبب الأُذُن فيجب علاج هذا السبب عن طريق وضع الأنبوب، وإذا كان السبب حسي أي أن الطفل لا يسمع منذ أول يوم فيجب الاتجاه إلى زراعة القوقعة.

وهناك بعض الأماكن التي تقوم بإجراء زراعة القوقعة بعد ٦ أشهر من الولادة، لأن إذا لم يسمع الطفل فإنه لن يتكلم وهناك بعض النصائح للأهل يجب أن يتبعوها وهي:

  • مُخاطبة الطفل منذ الولادة.
  • عدم الصراخ على الطفل.
  • استخدام سلوك جيد عند التحدث إلى الطفل.
  • علاج النطق من قبل المعالجين المختصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top