تأثير الفقر على الصحة والاحتياجات الأساسية للإنسان

الفقر , الصحة

ينتشر الفقر في العالم بشكل كبير ويحرك الشوارع غضباً كما حدث في عالمنا العربي، وبالإضافة إلى تحريك الشوارع يحمل الفقر جانباً سلبياً إذ أنه يصيب صحة الفقير ويجعله عُرضة لأمراض عديدة كما نرى في كثير من البلدان.

ما صحة ارتباط الفقر ببعض الأمراض الخطيرة؟

ترى الدكتورة رشا صادق “أخصائية الصحة العامة” أن الفقر مرتبط بدرجة كبيرة ببعض الأمراض الخطيرة كما أنه مرتبط كذلك بكل نواحي حياتنا.

أما بالنسبة للغذاء ومدى ارتباطه بالفقر فعندما لا يكون لدينا المال الكافي لشراء كمية ونوعية الغذاء عالي الجودة فإن ذلك حتماً يؤثر على نقص المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم وهذا ما يمكن ملاحظته بشكل كبير عند الأطفال بالإضافة إلى التغيرات المستقبلية على حياة الطفل حيث أُثبت علمياً أن الطفل الذي يعاني من مشكلة في التغذية فإن أداءه الدراسي يظل أقل من زملائه كما أنه كلما كان تحصيله الدراسي ضعيفاً فإن فرصة تركه للدارسة تزداد عن غيره، لذلك فإن مشاكل الفقر تبدأ معنا منذ الصغر ولكنها تتواصل معنا طيلة العمر حيث تضعف فرصة الحصول على وظيفة مناسبة وبأجر ثابت يفوق الحد الأدنى للأجور ويكون مستقبلنا مرتبط كثيراً بدائرة الفقر ولن نستطيع الخروج منها.

ما مدى تأثير الفقر على الاحتياجات الأساسية للإنسان؟

يعتبر الفقر هو عدو الصحة الأول لأن الفقر هو ما يؤدي إلى المرض والمرض يؤدي إلى عدم المقدرة على العمل والإنجاز وبالتالي فإنه عندما لا يكون لدينا مصدر للدخل فلن نكون منتجين أو منجزين في هذه الحياة وعندما نلقى الفرص المناسبة لنا في التعليم فإن فرص الحياة المستقبلية تكون جيدة – بناءً على رؤية الأخصائية.

على سبيل المثال، يؤثر الفقر كذلك على المسكن الذي يعيش فيه الإنسان الفقير حيث نرى الفقراء يعيشون في مجمعات واحدة لا تتوافر فيها بعض الخدمات اللازمة للحياة مثل الصرف الصحي ومياه الشرب النقية كما أن بيئة السكن نفسها قد لا تصلح للعيش بطريقة جيدة حيث تكون مساكن هؤلاء الأصناف من الناس مكتظة بالسكان ومزدحمة بشكل كبير وتكون بيئتهم ملائمة لانتشار الأمراض والجريمة والعنف الجنسي وعمل الأطفال بالإضافة إلى عدم وجود خدمات متوفرة بالنسبة لهم في حالة المرض على سبيل المثال، وفي حالة توفرها قد لا يجد الإنسان الفقير ما يدفعه حتى يلقى هذه الخدمة كعدم وجود تأمين صحي نتيجة عدم حصوله على عمل مناسب يوفر له ذلك، لذلك فإن الفقر يرتبط مع غيره من الأمور بحلقة مفرغة تحتاج إلى الكسر عن طريق جهود كبيرة أهمها التعليم.

كيف يمكن للدول والمنظمات الإغاثية التدخل للحد من الفقر؟

لا تعتبر الحروب وحدها السبب الأوحد لانتشار الفقر في منطقتنا العربية على وجه الخصوص على الرغم من أن لها دور واضح في هذا الأمر مع مراعاة أن الفقر لم يكن مرتكز في منطقتنا العربية لأن الوضع الصحي والمالي كان على ما يرام من قبل ومنذ أمد قريب.

على الرغم من ذلك، حسب إحصائيات الأمم المتحدة فإنه منذ عام 2010 إلى الآن فإن المنطقة الوحيدة التي زاد فيها معدل الفقر هي المنطقة العربية كما أن هناك انخفاض في نسبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذه الدول منذ ذلك الحين ومن ثم زادت نسبة الفقر في تلك الدول حيث يعاني حوالي 13% من السكان العرب من الفقر المتقع كما أن 40% منهم فقراء نتيجة الحروب التي أدت إلى نزوح المواطنين وفاقمت مشاكلهم الصحية إضافة إلى الفساد المستشري بصورة كبيرة في معظم دولنا العربية والذي ساهم في تدني الوضع الاقتصادي عند الكثيرين مع وجود سوء للإدارة في مثل هذه الدول التي لم تستطع حتى الآن تخطي حاجز الفقر أو تقليله لحد أدنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top